أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن إعادة النظر في مجمل العلاقات مع «إسرائيل» طالما أنها لا تحترم شيئاً ولا تقيم اعتباراً، داعيا القمة العربية إلى بذل الجهد لتحصيل الاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ولوقف نقل السفارات إلى القدس، كما دعا القمة العربية إلى تشكيل لجنة وزارية تتحرك دولياً للضغط من أجل اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين.
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن فلسطين ستعيد النظر في مجمل العلاقات مع دولة الاحتلال مادامت لا تحترم شيئا. حيث أشار في كلمته خلال الجلسة المخصصة لكلمات القادة العرب في القمة العربية بالجزائر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر حل الدولتين بشكل ممنهج وتستمر بممارساتها أحادية الجانب ولم تترك لنا خيارا سوى “إعادة النظر في مجمل العلاقات معها وتنفيذ قرارات المجالس الوطنية”.
وأضاف عباس، أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على تقويض حل الدولتين ويتصرف فوق القانون مستندا لغياب المحاسبة، ومستندا إلى صمت دولي. ودعا جامعة الدول العربية لاتخاذ قرار في القمة الحالية لتشكيل لجنتين وزاريتين لدعم فلسطين سياسيا وقانونيا، مؤكدا الحرص على إنجاح جهود الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني. وتابع: “الشعب الفلسطيني يواجه ظروفا في غاية الصعوبة جراء استمرار الاحتلال بفرض سياسة الأمر الواقع”. كما طالب الرئيس الفلسطيني بدعوة الأزهر والفاتيكان لتبني خارطة طريق لمواصلة القيام بواجبهما حيال القدس ومقدساتها.
وقال الرئيس الفلسطيني إن «القدس أمانة في أعناقنا، وهي بحاجة إلى وقفة لنصرتها، وإن مسؤولية عائلات الشهداء والجرحى ستبقى أمانة في أعناقنا». كما أكد عباس على الحاجة إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من ممارسات البطش الإسرائيلية، معربا عن تطلعه لدعم الدول العربية لتشكيل لجنة قانونية لمتابعة الجرائم التي ارتكبت في حق الفلسطينيين منذ وعد بلفور.
كما شدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على ضرورة التنسيق والتعاون المشترك وتنقية الأجواء العربية من أجل مواجهة جميع التحديات. كما أشار إلى أن الشعب الفلسطيني وبعد 74 عام على نكبته يعاني ويلات التشرد والاحتلال. وفي السياق ذاته، قال عباس، إن سلطات الاحتلال تتصرف كدولة فوق القانون في ظل غياب المساءلة والمحاسبة، مرحبا بالتقرير الصادر عن لجنة التحقيق المستقلة الذي يدين ممارسات الاحتلال. وقال بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 50 مذبحة بحق الشعب الفلسطيني ويجب أن تعترف بهذه الجرائم وأن تقدم التعويضات للشعب الفلسطيني.
كما طالب الرئيس الفلسطيني، بتفعيل قرارات القمم العربية السابقة، بشأن الدعم المالي لموازنة دولة فلسطين. مع تفعيل شبكة الأمان العربية التي أُقرّت سابقا. وأوضح عباس في هذا السياق أن الاحتلال يحتجز الأموال الفلسطينية، مؤكدا أهمية تنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول توفير الدعم لمدينة القدس وصمود أهلها.
ووجّه عباس في كلمته، تحية خاصة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على استضافة القمة العربية على أرض الجزائر الأبية، أرض المليون ونصف المليون شهيد، لتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في ظل الظروف الخطيرة التي يمر بها العالم. الأمر الذي يظهر أهمية التنسيق والتعاون المشترك وتنقية الأجواء العربية لمواجهة جميع التحديات التي تواجهنا مجتمعين كأمة عربية واحدة موحدة.
ع سمير