أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس بالطارف، على توجه الجزائر نحو تنشيط الدبلوماسية الدينية من خلال تكوين طلبة الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة، و كذا تبادل الزيارات وتنظيم الملتقيات على منهج الخطاب الوطني الديني المعتدل و الوسطية التي ينشدها ديننا الحنيف، مشددا على ضرورة تعزيز دور الخطاب الديني بالمساجد في لم الشمل والعمل على إرساء دعائم الأخوة.
وكشف الوزير لدى إشرافه على افتتاح اليوم الدراسي حول الخطاب الديني ودوره في لم الشمل بفرع المركز الثقافي الإسلامي «عمارة غناس» بالطارف، عن مراجعة شروط إنشاء اللجان الدينية للمساجد، من خلال مشروع تعديل قانون الجمعيات الذي تكفلت بإعداده وزارة الداخلية والذي «سيعرض على الحكومة قريبا».
و أكد بلمهدي بأن الإمام ومن خلال المهام التي يضطلع بها «مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يكون جامع لا مفرق ساعيا إلى تكريس الوحدة الوطنية و نشر قيم السلم والتسامح والمحبة بين كل أبناء الوطن لمواجهة التحديات الراهنة»، كما أكد على أهمية ترقية الخطاب الديني للحفاظ على المجتمع والتصدي لكل الآفات ومحاربة الظواهر السلبية التي تبرز بالمجتمع، والمساهمة في كل ما يعود بالصالح العام على الأمة و استقرارها.
لدى إشرافه على اختتام فعاليات الورشة الوطنية لتحيين برامج التكوين وتحسين المستوى لإطارات وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، أبرز بلمهدي اهتمام دائرته الوزارية بمنظومة التكوين للارتقاء بالخطاب المسجدي وتطوير القدرات والمعارف وإضافة ما يمكن إضافته من معلومات جديدة لمنتسبي القطاع، مشددا على ضرورة تحكم الأئمة في التقنيات العصرية لوسائل الاتصال والوسائط الاجتماعية مواكبة للتحولات الجارية في هذا المجال من أجل أكثر سرعة في التعامل ونشر المعلومات، مع التصدي رفقة الهيئات المعنية لكل المخاطر السلبية الناجمة عن سوء استعمال هذه الوسائط وتأثيرها السلبي على الأطفال والمجتمع.
واستلم الوزير بالمناسبة المقررات التي أعدتها لجنة الخبراء والمشكلة من إطارات القطاع وأساتذة جامعيين ومختصين، حول تحيين المناهج و برامج التكوين، كاشفا من جهة أخرى أن التحديات تجعل الإمام ملزم بالتكيف مع هذه المخرجات.
وكشف الوزير، أن الجزائر تمضي نحو إنشاء معهد إسلامي بمنطقة أغاديس بالنيجر لتكوين الأشقاء هناك ونقل الخبرة والعلم للدول الإفريقية ودول الساحل على وجه الخصوص، وهذا بعد «أن تحولت الجزائر في السنوات الأخيرة إلى قبلة لطلبة مختلف البلدان الافريقية والأسيوية من أجل تعلم القرآن وأصول الدين بالمدارس القرآنية والزوايا والمعاهد وفق منهجية الوسطية والسلوك الديني الحضاري» .
نوري.ح