•ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في السودان إلى 427 قتيلا
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج،أمس، عن إطلاق عملية إجلاء أفراد الجالية الجزائرية في السودان، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية إثر الأزمة المؤسفة التي يشهدها السودان الشقيق. بدورها أكدت عدة دول عربية وأجنبية إخلاء بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها من السودان، في ظل تواصل المعارك بين قوات الجيش والدعم السريع لليوم العاشر على التوالي في العاصمة الخرطوم.
شرعت الجزائر منذ أمس الاثنين، في إجلاء أفراد الجالية المقيمين في السودان والراغبين في المغادرة، وكذلك طاقم السفارة بالخرطوم، بسبب المعارك الدامية المستمرة بين طرفي النزاع، حيث أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عن إطلاق عملية إجلاء جزائريي السودان ابتداءً من أمس الاثنين، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية إثر الأزمة المؤسفة التي يشهدها السودان الشقيق.
وأوضحت وزارة الخارجية، في بيانها، أن هذه العملية تأتي تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وفي إطار الإجراءات المتخذة للتكفل بأعضاء الجالية المقيمة بجمهورية السودان، إثر الأزمة المؤسفة التي يشهدها هذا البلد الشقيق، وقالت وزارة الخارجية في بيانها، أنّه جرى توفير كافة الإمكانيات والوسائل من أجل إنجاح هذه العملية التي تشمل أفراد الجالية الوطنية المقيمين بالسودان والراغبين في مغادرة هذا البلد، إضافة إلى طاقم سفارة الجزائر بالخرطوم.
وأفادت وزارة الخارجية أنّها تتابع عن كثب، الوضع في السودان الشقيق، عبر خلية الأزمة التي تمّ تشكيلها لهذا الغرض تحت رئاسة الأمين العام للوزارة. ودعت الوزارة ذاتها «الجزائريين المتواجدين في السودان لتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء في تواصل دائم مع مصالحها من أجل الإبلاغ عن مستجدات أوضاعهم عبر الرقم الأخضر المخصص لهذا الغرض والبريد الالكتروني.
وكانت الجزائر قد دعت، الأسبوع الماضي، جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية، أنّ الجزائر، الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، تتابع ببالغ القلق تطورات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة بعد الاشتباكات الخطيرة والمواجهات بالأسلحة الثقيلة التي تم تسجيلها في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وما تخلّفُهُ من خسائر في الأرواح والممتلكات.
وأضاف البيان انه «انطلاقًا من علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، تهيب الجزائر بجميع الأشقاء العمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن، في وقت جمهورية السودان أحوج ما تكون إلى تضافر جهود أبنائها لإنهاء الأزمة الراهنة وتحقيق التطلّعات المشروعة للشعب السوداني الشقيق في استعادة أمنه واستقراره وبناء دولة ديمقراطية وعصريّة.
دول عربية وأجنبية تخلـي رعاياها
دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية عبر البر والبحر والجو. وفيما يشكل المطار الرئيسي في الخرطوم مسرحاً لاقتتال عنيف، مع سيطرة قوات الدعم السريع عليه، تجري عمليات إجلاء عدّة عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة.
وأعلنت 28 دولة، من بينها قوى كبرى، إجلاء رعاياها من السودان، بسبب تواصل الاشتباكات في العاصمة الخرطوم. وأعلنت الخارجية السعودية، تنفيذها عملية إخلاء من السودان شملت 91 سعوديا، و66 أجنبيا من 12 دولة، بينهم «دبلوماسيون ومسؤولون دوليون. وأعلنت قطر أيضاً، إخلاء جميع مواطنيها المتواجدين في السودان على خلفية الاشتباكات العسكرية الجارية هناك.
من جانبها، أعلنت الكويت، تنفيذ «عملية طارئة» لإجلاء مواطنيها العالقين في السودان، مشيرة إلى «وصولهم مدينة جدة السعودية، من جهتها، أفادت الخارجية المصرية، بأنه تم إجلاء 436 من مواطنيها المتواجدين في السودان، مشيرةً إلى أن عدد أفراد الجالية المصرية في السودان تتجاوز الـ 10 آلاف مواطن.
كما بدأت تركيا إجلاء رعاياها من السودان، حيث غادر العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة ودمدني، نحو 1000 مواطن تركي برا باتجاه إثيوبيا. وأعلنت الولايات المتحدة، أنها أوقفت مؤقتا عمل سفارتها في السودان، وذلك بعد إجلاء رعاياها الدبلوماسيين وعائلاتهم. وقال السفير الروسي في السودان، أندريه تشيرنوفول، إنه تم إجلاء جميع الروس الذين كانوا في منطقة القتال في الخرطوم إلى مبنى السفارة الروسية. وأعلنت الخارجية الفرنسية، أن عملية الإخلاء من السودان، ستشمل مواطنين أوروبيين وآخرين من «دول شريكة حليفة».
استمرار المعارك ونزوح آلاف السودانيين
وأعلنت نقابة أطباء السودان، مقتل عدد من المواطنين وإصابة أكثر من 50 شخصاً جراء قصف واشتباكات في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت النقابة في بيان: «تعرضت مناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم لقصف عنيف بشتى الأسلحة، ونتج عن ذلك استشهاد عدد من المواطنين في منطقة الكلاكلة (جنوب) واكتظاظ المستشفى التركي بعدد كبير من الإصابات الخطرة يناهز الخمسين مصاباً». وناشدت النقابة في بيانها «جميع الكوادر الطبية القريبة من المستشفى الإسراع بالمساعدة العاجلة ومد يد العون للطاقم الطبي المحدود في المستشفى».
من جهتها كشفت الأمم المتحدة، أمس، أن 427 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 3700 آخرون نتيجة الصراع في السودان المتواصل منذ 15 أفريل الجاري. وقال المكتب الأممي للشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، في بيان، إن «القتال مازال مستمراً بين الجيش والدعم السريع منذ 15 إبريل وحتى اليوم، ما أسفر عن ما لا يقل عن 427 قتيلاً وأكثر من 3700 جريح». وأضاف المكتب الأممي، أن «ما لا يقل عن 11 مرفقاً صحياً تعرض للهجوم والعديد منها يعمل في ولايتي الخرطوم ودارفور (غرب)».
ومع اقتراب المواجهات المسلحة في السودان من أسبوعها الثاني، تفاقمت الأزمة المعيشية في جميع أنحاء ولاية الخرطوم، وهو ما دفع آلاف السودانيين إلى النزوح هربا من المعارك المحتدمة في العاصمة، كما اجتاحت حالة من الفوضى في السودان؛ حيث ينهب المسلحون الشركات والمنازل ويهرب المدانون من السجن. ع سمير