قال المحلّل السياسي الدكتور رابح لعروسي بأن المكاسب التي حققتها الجزائر في سجلها الدبلوماسي وعلاقاتها الخارجية أصبحت تزعج دوائر أوروبية، مضيفا لا أحد يزايد على الجزائر في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، وأشار في تصريح للنصر أمس بأن السقطة التي وقع فيها البرلمان الأوروبي في تقريره حول واقع الصحافة في الجزائر ليس بأمر جديد، مؤكدا بأن الاتحاد الأوروبي يعيش اليوم ضغوطات كبيرة، خاصة أمام الفضائح التي مست البرلمان الأوروبي الأخيرة والمتعلقة بالرشاوى وقضايا الفساد التي انخرط فيها نواب من هذا البرلمان مع المملكة المغربية.
وأضاف الدكتور لعروسي بأن المقاربة الغربية للدول الأوروبية الاستعمارية يزعجها اليوم الصعود الجزائري والصوت الجزائري على الساحة الإقليمية، كما تزعجها الانتصارات الجزائرية والمكاسب التي أصبحت تسجلها في سجلها الدبلوماسي وعلاقاتها الخارجية، مشيرا إلى أن بعض الدول الغربية لا تزال متمسكة بمنطقها السابق ويعتقدون أن الجزائر تابعة لجهة معينة، قائلا " لكن اليوم في ظل الرؤيا الواضحة المعالم من طرف رئيس الجمهورية، الجزائر أصبحت تسير في رواق جيد، خاصة في إطار علاقاتها الدولية ودبلوماسيتها الماهرة في البحث عن مكاسب جديدة للجزائر، وأن يكون لها دور ريادي في القضايا الإقليمية والعالمية" مضيفا بأن الجزائر لها كل المقدرات والمؤهلات لتضاهي وتزاحم أطرافا دولية في إحلال السلم والأمن الدوليين، كما تحولت الجزائر اليوم لسوق واعد للاستثمارات، وهناك تواجد صيني وروسي وعربي، مشيرا إلى أن الجزائر فتحت الأبواب في إطار المصالح المشتركة، وبالتالي مكانة أوروبا في الجزائر بدأت تتراجع وتتقلص، لأن هناك توجه نحو قرارات وفضاءات أخرى في إطار مساعي حماية مصالح الدولة واحترام السيادة الوطنية.
وفي السياق ذاته قال المحلل السياسي لعروسي إن المعنيين بالحديث عن الصحافة في الجزائر هم أهل الجزائر، ولا يليق بهيئة دولية مثل البرلمان الأوروبي أو غيره أن تخوض في مجال حرية التعبير في الجزائر، مشيرا إلى أن البرلمان الأوروبي يكيل بمكيالين، و من المفروض عليه تصحيح أخطائه ومساره بعد أن أصبح يتهم كثيرا بعد الفضائح التي كشفت عن حجم الزبائنية وحجم الرشاوى التي تلقاها أعضاؤه، في ما تعلق بتلميع صورة النظام المخزني على المستوى الإقليمي، وأيضا الدفاع عن المقاربة المغربية في ما تعلق بالصحراء الغربية ومقاربته حول الحكم الذاتي، وأضاف بأن كل هذا يعكس حجم الابتزاز الذي وقع فيه البرلمان الأوروبي من طرف النظام المخزني الذي له علاقة بالنشاط المكثف الذي أصبح يشتغل عليه الكيان الصهيوني في المنطقة.
وفي الإطار ذاته أدرج المحلل السياسي رابح لعروسي تقرير الاتحاد الأوروبي حول الجزائر في إطار التشويش على زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا المرتقبة مطلع جوان القادم، مضيفا بأن هذا البيان قد يهدف إلى التشويش على الصفحة التي دأب الطرفان الجزائري والفرنسي على فتحها والحديث عن معاهدة الصداقة وملفات التعاون بين البلدين.
وأكد لعروسي بأن الجزائر اليوم في رواق تحسد عليه واستطاعت في ظرف قياسي وجيز أن تلعب دروا إقليميا عالي الجودة من خلال الدور البارز في حلحلة الأزمات، وأكبر إنجاز حققته الجزائر ما تعلق بمقاربتها بعودة سوريا للجامعة العربية، قائلا "كل هذا يندرج في إطار التطورات والتحديات والعلاقات التي تربط هذه الدول مع الغرب"
وفي نفس السياق دعا لعروسي الإعلام في الجزائر ومؤسسات الدولة لأن تمضي قدما في سبيل إرساء قيم التعاون والديمقراطية وقيم حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن آخر لقاء لرئيس الجمهورية مع وسائل الإعلام الوطنية كان لقاء مفتوحا وصريحا وتم الحديث في كل الملفات بكل أريحية، متسائلا عن التضييق الذي يتحدث عنه البرلمان الأوروبي بخصوص حرية التعبير في الجزائر، مؤكدا بأن هذه السقطة للبرلمان الأوروبي لن تثني من عزيمة الإعلام ومؤسسات الدولة الجزائرية في المضي قدما خاصة مع الحركية التي يعرفها قطاع الإعلام وكان آخرها تعديل قانون الإعلام.
نورالدين ع