أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين عزاوي جيلالي أمس بأن وفرة الأضاحي على مستوى مختلف نقاط البيع، ستدفع بالوسطاء إلى إدراج تخفيضات على أسعار الماشية خلال الأيام المقبلة، إلى مستويات ستكون في صالح المواطنين الذين أجلوا اقتناء الأضحية.
وأفاد رئيس فيدرالية الموالين في تصريح «للنصر» بأن الجهود التي بذلها الموالون في الأشهر الماضية، أظهرت ثمارها تزامنا مع الاستعداد لإحياء مناسبة عيد الأضحى، ومن خلال المساهمة في تغطية السوق بأعداد هائلة من رؤوس الماشية، قارب عددها 5 ملايين رأس، لتمكين المواطنين من إحياء شعيرة الأضحية.
وفند المتدخل ما تم الترويج له بشأن تراجع عدد الثروة الحيوانية، مؤكدا بأن سوق الماشية بلغت حالة التشبع هذه الأيام، ويتجلى ذلك بوضوح في تعدد نقاط البيع عبر الولايات، التي تعرض فيها الأضاحي بنوعية جيدة وأسعار متباينة.
وسجلت نقابة الموالين تراجعا محسوسا في أسعار الأضاحي في اليومين الأخيرين، أي مع بداية العد التنازلي لإحياء عيد النحر، لا سيما بالمناطق السهبية المعروفة بالثروة الحيوانية، وبحسب الأصداء المنقولة من عدة مناطق، فإن سعر الخروف الذي كان في حدود 13 مليون سنتيم، تراجع مؤخرا إلى حوالي 9 ملايين سنتيم.
وبرر رئيس الفيدرالية هذا التراجع بعامل الوفرة، الذي فرض على الوسطاء الذين بسطوا سيطرتهم على سوق الأضاحي، تخفيض الأسعار بصفة تدريجية، متوقعا أن يستمر هذا التراجع لتلامس أسعار الأضاحي مستوياتها الفعلية، بعد أن تم رفعها بطريقة عشوائية من أجل تحقيق الأرباح على حساب المواطن البسيط.
وسجل المصدر إقبالا محتشما على اقتناء الأضاحي في الأيام الماضية، قائلا صحيح هناك حركة في السوق، لكن الشراء ما يزال يراوح مكانه، لأن الكثير من المواطنين فضلوا التريث لبعض الوقت، ومراقبة مستويات الأسعار، على أمل أن تشهد تراجعا، لا سيما وأن منصات التواصل تنقل يوميا مشاهد حية ومختلف المستجدات المتعلقة بسوق الماشية.
وجدد عزاوي جيلالي التأكيد بأن عامل الوفرة سيكون عاملا حاسما بالنسبة لمستويات الأسعار خلال اليومين المقبلين، مضيفا بأن الوسطاء كانوا في السابق يرضون بالقليل، لكنهم اليوم لا يقنعون إلا بزيادات تفوق 1 مليون سنتيم في سعر الخروف.
ونبه المتدخل إلى الفيديوهات المتداولة على منصات التواصل حول الرؤوس الماشية «العملاقة»، التي قارب سعر بعضها 30 مليون سنتيم، مؤكدا بأنها لا تمثل الأسعار المرجعية للأضاحي، لأنه من غير المنطقي أن تقتني أسرة عادية أضحية بهذا السعر، موضحا بأن هذا الصنف من الخرفان يستعمل عادة في المصارعة وليس للنحر، وأن السوق توفر للمشتري عدة خيارات، فضلا عما توفره مؤسسة «ألفيار» العمومية من أضاحي بأسعار جد معقولة.
وساهمت الولايات السهبية وفق المتحدث في تغطية السوق، بعد مخاوف من قلة رؤوس الماشية بسبب حالة الجفاف التي عاشتها عدة مناطق في الأشهر الماضية، موضحا بأن خشية الموالين من عصابات الماشية ومن أن تطالهم عمليات السرقة حين نقلها إلى المدن الكبرى، حتم عليهم بيعها للوسطاء.
وتوقع رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين بأن يساهم انخراط المربين في النظام الثلاثي، الذي يشمل إلى جانب المربين، المذابح الكبرى والديوان الوطني لتغذية الأنعام، في ضبط الأسعار لا سيما ما تعلق باللحوم الحمراء بما يخدم المواطن البسيط.
ويضمن النظام الثلاثي للموالين فرصة اقتناء الأعلاف، خاصة الشعير بأسعار مدعمة، مقابل التزامهم بتموين المذابح الكبرى بنسبة محددة من الإنتاج، من أجل تغطية احتياجات السوق، وكذا الطلب على اللحوم الحمراء، لا سيما في المناسبات من بينها الأعياد وشهر رمضان.
لطيفة بلحاج