يعمل مركز البحث في البيئة، التابع للمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، على إنشاء أول متحف مخصص للتاريخ الطبيعي في الجزائر بولاية عنابة، إذ توشك عملية إنجاز المقر على الانتهاء وهي في مراحلها الأخيرة، ضمن مشروع يأتي لإبراز الثروة الطبيعية التي تزخر بها البلاد.
وأفاد بيان للمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تلقت النصر نسخة منه، أنّه يجري تجهيز المقر الخاص بالمتحف بينما يقوم فريق المركز بوضع اللمسات الأخيرة قبل نهاية موسم الاصطياف، إذ يعتبر خطوة مهمة للحفاظ على التراث الطبيعي ووسيلة للتوعية بأهمية البيئة، وهما الهدفان اللذان يدخلان ضمن صلاحيات المركز.
وقالت في هذا الخصوص مديرة مركز البحث في البيئة، الأستاذة زهاد بوسلامة، إنّ الجزائر تفتقر لمتحف مخصص لهذا الإرث رغم تنوّعها الطبيعي، لذلك تقرّر إطلاق المشروع كخدمة ربحية، فيما يعلّق فريق المركز آمالا كبيرة على المتحف، الذي يُنظر له بطموح لتطوير مشروع حقيقي يجعله قطبا جذابا منفتحا على المحيط.
وأوضح البيان أنّ المقر الجديد الذي تم وصفه بالجوهرة المعمارية، يوجد في مرحلة التطور ليصبح أحد أجمل مراكز البحث في الجزائر، كما يعتبر مثاليا لهذا النوع من الخدمات، بحكم وقوعه بالكورنيش العنابي وقربه من وسط المدينة، حيث يعتبر في الأساس فندقا تمّ تصميمه في ستينيات القرن العشرين، ويحتوي على أكثر من 200 غرفة و3 شقق.
وحقّق مركز البحث في البيئة، قفزة نوعية، وفقا للمصدر، رغم حداثة عهده وهو الذي أنشئ سنة 2018، ففي ظرف 5 سنوات من النشاط، احتل المرتبة الثالثة وطنيا فيما يتعلّق بإيداع براءات الاختراع، كما يُحسب لفريقه 20 دراسة علمية رفيعة المستوى، فضلا عن 8 دورات تكوينية، إذ تطمح المؤسسة الذي تتكوّن أغلبية طاقمها من باحثين شباب، لتكون عنصرا مهما في المحافظة على البيئة ومكافحة تغيّر المناخ على المستوى الدولي، كما تعمل مديرة المركز مع المتعاونين على احتضان المؤسسات الناشئة الجديدة ضمن برنامج دولي، لاستقطاب الهيئات الوطنية والدولية ذات الصلة بقضايا البيئة، بالإضافة إلى تعزيز الروابط مع المؤسسات العمومية والخاصة، وإعداد إستراتيجية ابتكارية لتسيير النفايات في إطار الاقتصاد الدائري.
وفي إطار مشروع تصنيف جبال إيدوغ التي تعتبر سلسلة جبلية تمتد بين ولايتي عنابة وسكيكدة على مسافة 70 كلم بارتفاع 1250 مترا كمنطقة محمية في أجزائها البرية والبحرية، والذي أشرفت عليه وزارة البيئة والطاقات المتجددة، أعدّ المركز دراسة شاملة حول التصنيف باعتباره الشريك العلمي، حيث تتميّز المنطقة بغطاء نباتي مشهور يشمل الصنوبر الحلبي، العرعار الكادي والزعتر وإكليل الجبل والخزامى والندغ، وأيضا فيما يتعلّق بالثروة الحيوانية، حيث تضم الجبال الأيل الأحمر وكباش الجبل والثعالب والطيور، كما لوحظ عودة الذئب الذي يعدّ مؤشرا لصحية الغابة، ويمثل التنوع الموجود بمنطقة عنابة، جزءا فقط من الثروة الوطنية من ناحية الموارد البيولوجية والجينية، حيث تتوفّر الجزائر على 107 نوعا من الثدييات منها 47 محميا، و337 نوعا من الطيور و230 صنفا من الأسماك من بينها 200 نوع بحري، بالإضافة إلى 3140 نوعا نباتيا. إ.ق
