تم أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، إبراز المساهمة الفعالة والكبيرة للمجاهد والدبلوماسي مختار كركب في دعم الحركات التحررية في عدة دول افريقية من خلال تكوين جيوشها على استعمال الأسلحة و فنون القتال.
خلال ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد والمتحف الوطني للمجاهد في إطار الاحتفالات باليوم الوطني للمجاهد، بمناسبة إحياء الذكرى 10 لرحيل المجاهد مختار كركب، وصف رئيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، نور الدين جودي، المسار الجهادي والدبلوماسي للفقيد أثناء الثورة التحريرية وبعدها بـ "الفذ"، مؤكدا على دوره الكبير والبارز في تكوين جيوش قوية لعدة دول افريقية من أجل تحريرها من نير الاستعمار.
وبحضور سفراء كل من دول أنغولا وزمبابوي والموزمبيق بالجزائر، سرد السيد جودي المسار النضالي للبطل الجزائري سي مختار الذي كان يؤمن ايمانا تاما أن استقلال الجزائر لن يكتمل إلا باستقلال الدول الافريقية التي كانت مستعمرة آنذاك.
و لهذا اقتحم المجاهد العقيد كركب، أدغال افريقيا ابتداء من زمبابوي حيث مشى على قدميه لمسافة 1000 كلم للوصول إلى معاقل الثوار بأنغولا وساهم في تكوين الجيش الأنغولي في فنون القتال و لم يكتف بذلك بل عمل على تكوين جيوش بلدان افريقية أخرى كانت تحت نير الاستعمار، يبرز المتحدث.
و كما أكد أن سي مختار كان يعتبر أن المساهمة في الحركات التحررية وخاصة بإفريقيا هو"التزاما" من الجزائر وليست إعانة أو مساعدة، مضيفا أنه كان مستهدفا من قبل مخابرات دول أجنبية حيث تعرض لمحاولتين لاغتياله بسبب عمله النضالي بالقارة الافريقية.
وبدوره، قال رفيق سي مختار في الفيلق 21 بالولاية الثانية أثناء الثورة التحريرية، المجاهد سي يوسف مصار، أن العقيد كركب لم يكن فقط بارعا في الفنون العسكرية والقتالية بل كان إنسانا مثقفا ودبلوماسيا محنكا ، مضيفا أنه رغم ذلك كان إنسانا في غاية التواضع والبساطة قريبا من جنود الفيلق.
و أكد أن المجاهد سي مختار المولود بمدينة البيض سنة 1934، كان يُكون المجاهدين في استعمال مختلف الأسلحة بالاضافة إلى تحكمه في فنون الحوار، معتبرا أنه من طينة الرجال الكبار الذين جاهدوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن ودول القارة الافريقية من الوجود الاستعماري البغيض. و في الأخير تم تكريم بصفة رمزية ابنة المرحوم السيدة جازية كركب.