الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

عطاف يزور دولا في إيكواس لتغليب الحل السلمي

الجزائــــر تتحـــرك لوقف التدخـــل العسكــــري في النيجـــــــر

بدأت الجزائر مساعي دبلوماسية من أجل وقف التدخل العسكري في النيجر بعد التهديد الذي لوحت به دول غرب إفريقيا، حيث قرر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إيفاد وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف لثلاث دول في مجموعة إيكواس، لإقناعها بالعدول عن هذا الخيار الذي لوحت به المجموعة المدعومة من فرنسا، عكس الولايات المتحدة المتحفظة فيما حذرت روسيا من اللجوء إلى الخيار العسكري بالنظر لتداعياته الوخيمة على المنطقة.
حركت الجزائر آلتها الدبلوماسية لمنع التدخل العسكري في النيجر، والذي بدأ يلوح في الأفق، حيث بدأت  سلسلة مشاورات مع كبرى دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، التي أعلنت عن نيتها التدخل العسكري في النيجر، محذرةً من التداعيات الخطيرة التي قد يتسبّب فيها. وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية، أن الوزير أحمد عطاف بدأ (أمس) زيارات عمل إلى كل من نيجيريا وبنين وغانا، لإجراء مشاورات مع نظرائه في هذه البلدان التي تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
وذكرت الشؤون الخارجية في بيان لها، أن الوزير أحمد عطاف بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شرع في زيارات عمل إلى كل من جمهورية نيجيريا الاتحادية وجمهورية البنين وجمهورية غانا، لإجراء مشاورات مع نظرائه في هذه البلدان التي تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وأكد البيان أن المناقشات والمشاورات التي سيجريها عطاف مع المسؤولين في الدول الثلاث «ستتمحور حول الأزمة في النيجر، وسُبل التكفل بها عبر الإسهام في بلورة حلّ سياسي يجنب هذا البلد والمنطقة بأسرها تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع». و في مستهل الجولة حلَّ وزير الشؤون الخارجية بأبوجا، أين أجرى فور وصوله مشاورات مطولة مع نظيره النيجيري، السيد يوسف مايتما توجار تمحورت، حسب بيان لوزارة الخارجية، حول الأزمة في النيجر وتطوراتها وآفاق تعزيز الجهود الرامية لبلورة حل سلمي لها بالشكل الذي يضمن العودة إلى النظام الدستوري في البلاد ويجنبها مخاطر التدخل العسكري التي لا يمكن التنبؤ بها.
و تبادل الطرفان، وفق ذات المصدر، المعلومات والتحاليل حول الجهود الدبلوماسية التي يبذلها البلدان للمساهمة في إنهاء هذه الأزمة في جوارهما المشترك، حيث تم التنويه على وجه الخصوص بالمبادرات التي اتخذها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وكذا نظيره النيجيري السيد بولا أحمد تينوبو، بصفته الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
و اتفق الوزيران على مواصلة وتعزيز التنسيق بين البلدين في قادم الأيام بغية استغلال كافة الفرص المتاحة لتفعيل الحل السياسي وعدم تفويت أي منها لضمان استعادة الأمن والاستقرار في النيجر بطريقة مستدامة. وتعد زيارة وزير الخارجية إلى دول غرب إفريقيا، أول تحرك عملي تتخذه الجزائر تجاه الأزمة في النيجر لمنع خيار التدخل العسكري الذي تلوح به بعض الدول، منها مجموعة «إيكواس» التي وضعت خيار التدخل العسكري موضع تنفيذ خلال فترة وشيكة، وهو الخيار الذي تأسفت له الجزائر وحذرت من تداعياته على دول المنطقة.
ويؤكد محللون، بأن الجزائر تملك من الثقل السياسي والأهلية الدبلوماسية والقبول الواسع لدى بازوم، والجيش، وعموم الشارع والفواعل السياسية والشعبية في النيجر، ما يمكنها من تفعيل هذه الآلية بالسرعة الممكنة، التي يمكن أن تقطع الطريق على خيار التدخل العسكري، وتمنع تكرار الحالة الليبية، التي بدأت ولم تنته، وطرح مبادرة بديلة تحتوي الأزمة وتجد المخارج لها. ويشير اختيار هذه الدول في جولة عطاف إلى محاولة الجزائر الرمي بثقلها مع دول فاعلة داخل إيكواس، وليست راديكالية في طرحها من حيث فكرة التدخل العسكري. وتعد نيجيريا من أكثر الدول الإفريقية التي تربطها علاقات قوية بالجزائر بالإضافة إلى مصالح مشتركة، تقع النيجر في قلبها، مثل أنبوب الغاز الإفريقي الأوروبي “نيغال” الذي ينطلق من نيجيريا ويمر عبر النيجر وينتهي في الجزائر كدولة مصب باتجاه الدول الأوروبية.

 الجزائر تحذر من عواقب التدخل العسكري

وأعلنت الجزائر رفضها القاطع لأي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية النيجر، ودعت في الوقت ذاته إلى العودة للشرعية الدستورية، معربة عن استعدادها للمساعدة، دون أن تكشف عن أية جهود مستقبلية لإعادة الاستقرار السياسي في النيجر. كما حذر رئيس الجمهورية، من تداعيات التدخل العسكري والذي يشكل تهديدا مباشرا للجزائر، كما صدر تحذير ثانٍ عن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، الذي أكد أن التدخل العسكري الأجنبي لحل الأزمة في النيجر سيتسبب في تعقيد الأوضاع، ودعا إلى مساعدة دول الجوار على إيجاد حلول محلية للأزمات والتهديدات التي تعرفها المنطقة.  وأكد وزير الخارجية أحمد عطاف في حديثه مع وسائل إعلام أمريكية أن “حل هذه المشكلة من خلال التدخل العسكري هو خيار صعب للغاية التفكير فيه، ونجاحه بعيد كل البعد عن التحقق”، محذرا من “عواقب وخيمة” في حالة اندلاع صراع أوسع في النيجر، سواء من ناحية النشاط الإرهابي أو تفاقم ظاهرة الهجرة أو الخسائر الاقتصادية.

 وتعتبر الجزائر، أن الحل السياسي ما زال ممكنا، وحذرت من أن اعتماد الخيار العسكري «سيدخل المنطقة في دوامة عنف لا يمكن التنبؤ بعواقبها الوخيمة». وقد عبّرت، الأحد الماضي، عن بالغ استيائها من قرار مجموعة «إيكواس» التي تدعمها باريس، اللجوء إلى الخيار العسكري لحل الأزمة في النيجر، وأكد بيان لوزارة الخارجية أنها «تأسف بشدة لإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف عوض مسار الحل السياسي والتفاوضي في النيجر». ويحظى الموقف الجزائري الرافض لأي تدخل عسكري في المنطقة والمطالب بالحل السلمي بترحيب كبير من قبل عدة أطراف، بدءا بالنيجريين، بما في ذلك خبراء سياسيين اتصلت بهم الإذاعة الجزائرية. حيث أكد بوبكر ديالو عميد جامعة نيامي أن موقف الجزائر مرحب به في بلاده التي دافعت دائما عن مبادئ الأخوة والتعاون في مختلف الصراعات الإقليمية.

التدخل العسكري سيخلق فوضى بمنطقة الساحل

وتشير تقارير عدة إلى أن قادة جيوش مجموعة غرب أفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري وشيك في النيجر وتركوا قرار اختيار توقيت تنفيذه لقادة دول المجموعة، وفي انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، تخشى المنظمات غير الحكومية من أن يؤدي عدم الاستقرار المتزايد في النيجر وعقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى تفاقم الحاجات الإنسانية للفئات الأكثر ضعفاً.
ويحذر مراقبون من تداعيات التدخلات العسكرية، وعلى رأسها انتشار الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل التي تسيطر على مناطق متفرقة من مالي وبوركينا فاسو والنيجر. في هذا الصدد، يدق الخبراء ناقوس الخطر، من احتمال انقسام النيجر وسيطرة الجماعات الإرهابية عليها في حال تنفيذ أي تدخل عسكري خارجي، حيث ستحاول التنظيمات الإرهابية استغلال الوضع لجلب المزيد من الشباب المحبطين إليها بسهولة، كما أنها ستستغل انشغال الجيش في التنقل والتواصل جغرافياً مع بقية التنظيمات الإرهابية في نيجيريا وتشاد ومالي. ويؤكد المحللون، أن التدخل العسكري في النيجر سيخلق فوضى بمنطقة الساحل ولن يساعد النيجر بأي حال على استعادة الشرعية، وسط دعوات إلى منح فرص أخرى للتفاوض من أجل مصلحة دول الساحل الأفريقي واستقرارها.

 واشنطن تدعم موقف الجزائر

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية مجددا على لسان سفيرتها في الجزائر إليزابيث مور أوبين، أن بلادها تفضل الحوار السياسي للعودة إلى الشرعية الدستورية في النيجر. وقالت السفيرة في لقاء مع قناة تلفزيونية خاصة، إن المحادثات السياسية بين الجزائر وأمريكا مهمة للغاية حول النيجر، مشيرة إلى أن الجزائر شريك مهم للنيجر باعتباره بلدا جارا ويفهم البلد جيدا.
وأبرزت السفيرة أن الولايات المتحدة تقدر بشدة موقف الجزائر وستستمر في التشاور معها حول هذه القضية المهمة للغاية، مؤكدة أن موقفي البلدين متشابهان تماما إزاء ما يحدث في النيجر. وحول ما تريده الولايات المتحدة، قالت أوبين: “نود أن نرى عودة النظام الدستوري ونأمل أن يسمح الحوار السياسي بالإفراج عن الرئيس بازوم وعائلته من الاعتقال، وأن يعود البلد إلى وضع مستقر ويكون قادرا على تلبية حاجات النيجريين”.
ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com