كشف، أمس الأربعاء، وزير الصناعة و الإنتاج الصيدلاني، علي عون، من بومرداس، عن انطلاق نشاط مصنع السكر التابع لمجمع مدار مطلع سنة 2024، بما يضمن التحكم في السوق الوطنية إلى جانب تصدير كميات معتبرة نحو الخارج، كما كشف عن حملة وطنية لترميم و صيانة صوامع تخزين الحبوب في إطار سياسة القطاع الرامية لتدعيم قدرات تخزين المحاصيل الإستراتيجية للبلاد.
عون و لدى وقوفه على مدى تقدم أشغال ترميم و صيانة 5 بطاريات، تضم كل واحدة منها 9 صوامع خرسانة لتخزين القمح اللين و الصلب بفرع الحبوب للوسط التابع لمجمع أغروديف بقورصو، و التي كانت قد تعرضت للتخريب جراء زلزال 2003، أمر بتسليم كافة المخازن نهاية سنة 2024، و ذلك لضمان تسيير المصنع بمخزن أو اثنين، فيما سيجري استغلال باقي المخازن في إطار سياسة القطاع الرامية لتدعيم قدرات تخزين المحاصيل الإستراتيجية للبلاد و تحقيق الأمن الغذائي، ضمن الحملة الوطنية الخاصة ببناء و ترميم مخازن الحبوب عبر كامل التراب الوطني، و هذه المخازن ستزيد من قدرات الدولة أكثر مما كان متوقعا.
و أكد الوزير أن الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمخازن تصل لمليون قنطار أو أكثر بعد الانتهاء من عملية الترميم، مفيدا بأن نسبة الأشغال قد بلغت 15 بالمائة، و بتخصيص غلاف مالي قدره 800 مليون دينار، كما أسدى جملة من التوصيات الرامية لضرورة التقيد بمعايير البناء و الترميم، إلى جانب استغلال توفر المواد المحلية كالإسمنت و حديد الخرسانة للتقليل من التكاليف، معتبرا المشروع تحديا لاسترجاع قدرات المجمع الإنتاجية السابقة بعد المشاكل التي مر بها، و المساهمة في خلق مناصب شغل جديدة بالمنطقة في غضون الـ7 أشهر المقبلة.
و تفقد عون بعض المشاريع قيد الإنجاز على مستوى ذات المركب بقورصو، كمشروع إعادة تهيئة المطحنة و إنجاز مخبزة صناعية بطاقة إنتاجية تقدر بـ150 ألف وحدة يوميا، كما عاين الجناح البيداغوجي للمركب الذي يتوفر على مدرسة تكوين في مهن الصناعات الغذائية، أين شدد على أهمية ضمان تكوين ذو نوعية، مؤكدا على ضرورة الإسراع في إجراءات الحصول على اعتماد هذه المدرسة من طرف الجهات المختصة، بما يسمح بالاستغلال الأمثل بغية تعزيز المهن و الكفاءات في مجال الصناعات الغذائية.
و عن مشروع مصنع إنتاج السكر التابع لمجمع مدار بالمنطقة الصناعية الأربعطاش، كشف عون أن الانطلاق الفعلي له سيكون بحلول سنة 2024، و هو ما سيضمن، مثل ما قال، التحكم في السوق الجزائري في مادة السكر، و بالأخص لتصدير كميات مهمة من هذه المادة الحيوية، مؤكدا أن المشروع يشهد نسبة متقدمة من الإنجاز، و أضاف الوزير أنه «يمثل شرفا للقائمين على إنجاز بهذا الحجم بعد أن حول من مشروع مهمش و مهمل منذ سنوات إلى مشروع حيوي».
و فيما يتعلق بالوضعية العامة للمنطقة الصناعية بالأربعطاش، وصف الوزير الوضع بغير الجيد في ظل الكثير من المشاكل خاصة البيروقراطية، داعيا لتضافر جهود كافة الهيئات المعنية على مستوى الولاية بربط هذه المنطقة بالكهرباء و الغاز، و في مرحلة ثانية المياه عن قريب، كما حذر من جانب آخر المستثمرين المتقاعسين على مستوى الحظيرة الصناعية بالأربعطاش فيما اعتبره آخر إنذار لهم لاستغلال هذه الأراضي، قبل تطبيق القانون بكل صرامة من خلال استرجاع العقار و منحه للمستثمرين الجادين بحسب تعبيره.
من جانب آخر، انتقد عون ما اعتبره استغلالا متواضعا للقدرات الإنتاجية لوحدة ألمنيوم ولاية الجزائر التابعة للمجمع «ديفاندوس» للأثاث و البناء المعدني فرع المجمع العمومي الصناعات المحلية المختصة في إنتاج الأواني المنزلية من الألمنيوم الغذائي بسي مصطفى، بالرغم من الطلب المهم على هذه المنتجات بالسوق الوطنية، و أسدى تعليمات للقائمين عليها بالعمل على تنويع مجال نشاط الوحدة لضمان ديمومتها في السوق، مع البحث عن ممونين بالمواد الأولية المستغلة في الإنتاج، و إعادة النظر في نظام تسيير هذا المصنع و إعادة توزيع الموظفين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز نشاط الإنتاج، كما حدد الوزير تاريخ الـ15 سبتمبر المقبل كآخر أجل لضبط برنامج تموين بالمواد الأولية يتماشى مع مخطط إعادة إنعاش الوحدة الذي أكد أنه سيكون محل متابعة دقيقة من طرف المصالح المختصة، كما طالب بالتكفل بالأجور المتأخرة للعمال، مؤكدا اهتمام الدولة بنهضة القطاع العمومي تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية.
إيمان زياري