كشف، أمس الأربعاء، سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، السيد لي جيان، عن إمكانية الاستثمار في مشروع مصنع للسيارات الكهربائية بوهران، وأكد وجود رغبة في الاستثمار في صناعة قطع غيار السيارات خاصة الكهربائية التي قال إنها «موضة» الاقتصاد، فهناك رغبة صينية في الاستثمار في هذا المجال، وأضاف السفير أن وفرة الألياف البصرية في وهران، تسمح بالاستثمار للانتقال في مجال الاتصالات من الجيل الرابع إلى الخامس لشبكة الأنترنيت في أقرب وقت، خاصة وأن هناك رجال أعمال أبدوا استعدادهم للقدوم للجزائر والانطلاق في مثل هذه الاستثمارات.
و أجمع المتدخلون في منتدى رجال الأعمال الجزائري الصيني الذي انعقد، أمس بوهران، أن هذا اللقاء هو أول خطوة في طريق تجسيد القرارات المتخذة خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للصين مؤخرا والتي صادفت الذكرى 65 لإقامة العلاقات الديبلوماسية الجزائرية الصينية والذكرى العاشرة لمبادرة «الحزام والطريق» والتي تعنى بفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي والمساهمة في التنمية المستدامة.
وفي ذات الإطار، أوضحت مديرة جاذبية الاستثمار بوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني آسيا زعرور، أن اجتماع رجال الأعمال الجزائري الصيني فرصة هامة لمد جسور اقتصادية ناجعة بين المؤسسات الجزائرية والصينية في قطاعات واعدة من شأنها أن تكون محل اهتمام الجانب الصيني الذي يعتبر شريكا محوريا بالنظر لمجالات التعاون المتعددة التي تجمع البلدين والتي تبلورت بإبرام الشراكة الإستراتيجية الشاملة الجزائرية الصينية منذ ما يقارب 10 سنوات، وقالت في كلمتها، إن الديناميكية التي تشهدها بلادنا ليست مرحلية وإنما هي التزام من كل الأطراف الفاعلة لخلق المناخ الأمثل لبعث الاستثمار من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية لتحسين جاذبية الاستثمار سواء كان وطنيا أو أجنبيا خاصة في مجال الإنتاج السلعي والخدمات، وتجسدت أولى لبنات هذا الالتزام من خلال إصدار منظومة قانونية جديدة مجسدة في القانون 18/22 ونصوصه التطبيقية الثمانية التي تعد أهم محركات الإنعاش الاقتصادي لما تتضمنه من إصلاحات عميقة تجعلها تخلق الثروة الاقتصادية وتنمية الفروع الإنتاجية خاصة بعد التعديل الذي جاء في 2022، وكذا تعزيز التحول التكنولوجي وترقية الكفاءات البشرية، كما أن القانون يحرص على ترسيخ مبادئ حرية الاستثمار والشفافية والمساواة في التعامل مع المستثمرين وهي المبادئ المعمول بها دوليا، وأيضا فإن القانون الجديد تبنى إصلاحات عميقة لضمان النجاعة والفعالية في أداء كل جهاز معني بالاستثمار وخاصة تعزيز دور الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار، وقالت المتحدثة أن التحديات التي ترفعها بلادنا تتمحور حول تثمين الانفتاح الاقتصادي في إطار اتفاقيات التبادل الحر المبرمة مع الإتحاد الأوروبي والمنطقة العربية والمنطقة الإفريقية.
رجــال أعمال صينيون مستعدون للاستثمار في مجال الجيل 5 للانتــرنت
وأكد السفير الصيني بالجزائر «لي جيان» أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اطلع خلال زيارته الأخيرة للصين، على مصنع السيارات الكهربائية وحجم التطور الذي عرفته المنطقة التي يتموقع فيها جراء توفير مناصب الشغل وتحسين الإطار المعيشي والبيئي، كما أن الرئيس تبون شجع المستثمرين للقدوم إلى الجزائر، مردفا أنه من الممكن التقصي حول إمكانيات الاستثمار في مشروع مصنع للسيارات الكهربائية بوهران، مبرزا أنه بخصوص صناعة قطع غيار السيارات خاصة الكهربائية التي هي اليوم «موضة» الاقتصاد، فالوفد الصيني له الرغبة في الاستثمار في هذا المجال، وأضاف السفير أن وفرة الألياف البصرية في وهران، يسمح بالاستثمار للانتقال في مجال الاتصالات من الجيل الرابع إلى الخامس لشبكة الأنترنيت في أقرب وقت، خاصة وأن هناك رجال أعمال أبدوا استعدادهم للقدوم للجزائر والانطلاق في مثل هذه الاستثمارات.
مضيفا أنه من أجل مواكبة الاحتياجات عبر مختلف مناطق الجزائر وخاصة في مجال الفلاحة و الأمن الغذائي، يجب اعتماد الكثير من الاستثمارات وتوفير معدات وتجهيزات بتكنولوجيات متطورة وكذا الماكنات المناسبة، كما أكد أن الجزائر بلد بمساحة كبيرة وعدة قطاعات فيها فرص للاستثمار منها الصيد البحري الذي هو قطاع واعد ويحتاج لتطوير الإمكانيات للرفع من القدرة الإنتاجية مع ضرورة استعمال التكنولجيا أيضا من أجل تحقيق قيمة مضافة.
و ذكر السفير بأن الصداقة بين البلدين ترتكز على حقائق تاريخية، فالصين، يضيف، هي أول بلد غير عربي اعترف بالدولة الجزائرية، كما كانت للجزائر مساهمة كبيرة في إعادة المقعد الشرعي للصين في هيئة الأمم المتحدة، والجزائر هي أول بلد عربي أقام العلاقات الدبلوماسية الشاملة مع الصين منذ 65 سنة، واصفا زيارة الرئيس تبون للصين مؤخرا بالتاريخية و التي أثمرت عدة نتائج كبرى، كما اعتبر أنها أعطت إشارة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، ويندرج، حسبه، حضور وفد من 30 رجل أعمال صيني إلى الجزائر في هذه الديناميكية ، على أن تتواصل الزيارات لعدة مناطق من الجزائر لتقصي فرص الشراكة والستثمار المتنوع وفي مختلف المجالات في إطار تحقيق نتائج زيارة الرئيس تبون للصين.
من جهته، أوضح والي وهران سعيد سعيود، أن وهران تتوفر على أكثر من 1000 هكتار من العقار الصناعي المتاح للاستثمار، وأنه تم التطرق مع الوفد الصيني لفرص الشراكة بين رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم الصينيين في مختلف القطاعات منها تطوير وترقية قطاع الفلاحة وإنجاز بعض المشاريع، وركز الوالي على أن رغبة السلطات هي الاستثمار في قطاع الصناعة وأساسا ما تعلق بصناعة السيارات في إطار المناولة وتوفير قطع الغيار المطلوبة، وقال أن 800 هكتار من العقار الصناعي متاحة للمستثمرين في منطقتي بطيوة وطافراوي، واستعرض الإمكانيات والقدرات التي تزخر بها الولاية في كل القطاعات.
للعلم، فإن المنتدى شهد لقاءات ثنائية بين المستثمرين الجزائريين والصينيين، لتبادل المعارف والآراء حول فرص الاستثمار والشراكة.
بن ودان خيرة
