توج سهرة أمس اتحاد الجزائر بكأس السوبر الإفريقي بفضل الفوز الذي أحرزه على حساب الأهلي المصري، ليرصع أبناء «سوسطارة» بلقب قاري، هو الثاني لهم في ظرف 3 أشهر، بعد إحراز كأس الكاف في جوان الماضي، ولو أن هذا اللقب كان بنكهة خاصة، لأنه كان بعد الظهور الأول للاتحاد في هذا المستوى، فضلا عن أنه تحقق على حساب عملاق «القارة»، على اعتبار أن «الأهلاوية» سبق لهم إحراز «السوبر» الإفريقي في 8 مناسبات، في النهائيات العشرة التي نشطها.
المباراة التي احتضن فعالياتها ملعب الملك فهد بمدينة الطائف في السعودية، بحضور جمهور غفير، سارت في بدايتها على وقع تفوق طفيف للنادي الأهلي، الذي حاول توظيف خبرة لاعبيه في المنافسات القارية لكسب الرهان مبكرا، لكن الهدف الذي سجله محمود كهربا في الدقيقة السابعة كان «أبيضَ»، لأن الحكم الغابوني بيار أتشو احتسب مخالفة للحارس بن بوط، وهو القرار الذي أيده فيه طاقم «الفار»، رغم احتجاجات طاقم الفريق المصري.
مع مرور الدقائق نجح أبناء «سوسطارة» في امتصاص الاندفاع اللامتناهي لعناصر الأهلي صوب الهجوم، وذلك بسد كل المنافذ المؤدية إلى شباك بن بوط، من خلال تعزيز الدفاع انطلاقا من وسط الميدان، والاعتماد على توزيع على جدارين، مع فرض رقابة فردية لصيقة على المهاجمين الشحات وكهربا، الأمر الذي مكن «الجنرال» بن شيحة من التفوق تكتيكيا على نظيره السويسري مارسيل كولر، لأن التفوق الطفيف للمصريين كان عقيما، ولم يجد طريقه إلى تشكيل خطورة على مرمى بن بوط.
الخيارات الدفاعية التي راهن عليها بن شيخة جعلته يعمد إلى لعب ورقة المرتدات السريعة سعيا لمباغتة المنافس، وقد كان هذا الخيار ناجحا، في وجود بلقاسمي وتوميسونغ، ولو أن الحل كان عن طريق بوسليو، الذي توغل داخل منطقة العمليات، وتعرض لاحتكاك من لاعب الأهلي مروان عطية، وهي اللقطة التي قابلها الحكم الغابوني في بادئ الأمر بأمر يقضي بمواصلة اللعب، إلا أن طاقم «الفار» تدخل، وطالبه بالاحتكام الفوري لتقنية «الفيديو»، فكان القرار باحتساب ضربة جزاء لأبناء «سوسطارة»، ليتولى المدافع بلعيد التنفيذ بنجاح، وكان ذلك في الدقيقة 42، مما رجح كفة الاتحاد في أواخر الشوط الأول.
المرحلة الثانية من هذا النهائي كان عبارة عن معركة تكتيكية بين المدربين بن شيخة وكولر، لكن مع تفوق واضح في قراءة اللعب من جانب «الجنرال»، لأن التموقع الممتاز في الدفاع شل كل محاولات «الأهلاوية» في العودة في النتيجة، في ظل تواجد كل من أفشة وبيرسي تحت مراقبة لصيقة، مع الحضور الذهني القوي للقاعدة الدفاعية بقيادة الحارس بن بوط، الذي كان له تدخل ساخن في الدقيقة 75، بينما فوت بوسليو على الاتحاد فرصة ذهبية لمضاعفة النتيجة بعد دقيقتين، لأنه لم يستغل المرتدة الهجومية التي قادها توميسونغ، قبل أن يعمد بن شيخة إلى القيام بتغييرات تكتيكية لتعزيز الخيار الدفاعي انطلاقا من وسط الميدان، بإقحام أمبارك وكانو، ثم مريلي، وبعد ذلك المالي كوناتي، ولو أن «السوسبانس» كان طويلا، بعد احتساب 10 دقائق إضافية، وقد تألق بن بوط في الدقيقة الأخيرة بانقاذ مرماه من هدف محقق، ليطلق بعدها الحكم صافرة النهاية بتتويج أبناء «سوسطارة» بالزعامة القارية، وهو اللقب الذي مكنه من الحصول على مكافأة مالية بقيمة 250 ألف دولار، بينما تحصل الأهلي المصري على 100 ألف دولار.
حمزة .س .صالح / ف
