أحيت ولاية خنشلة يوم أمس ، الذكرى 63 لمعركة حويرة ببلدية طامزة ، التي وقعت سنة 1960 ،حقق خلالها المجاهدون نصرا كاسحا على المستعمر الغاشم بقتل 600 جندي من العدو و اسقاط 3 طائرات، رغم نقص الذخيرة و الحصار المضروب على المنطقة، صانعين أروع صور التضحية و الاستشهاد في سبيل حرية و شموخ الجزائر.
و أشرفت السلطات المحلية على النشاطات المخلدة للذكرى 63 لمعركة حويرة ببلدية طامزة، بمكان المعركة، تم من خلالها استذكار تضحيات الشهداء و بطولات المجاهدين، حيث تم نقل حقائق و شهادات حية لمجاهدين عايشوا المعركة ، مع إلقاء قصائد ثورية، و معرض لتلاميذ منخرطين في المكتبة البلدية للمطالعة ، وكذا أناشيد ثورية ، ليتم بعدها تكريم الأسرة الثورية و ضيوف الشرف منهم ابن الشهيد مصطفى بن بولعيد، و الشاعرين لعور عمر و بن ساري بلقاسم و الباحث في مجال التاريخ الدكتور مطمر محمد العيد .
و تشير الشهادات الحية للمجاهدين، أن المعركة وقعت سنة 1960 بقيادة الشهيد رزق الله بلقاسم ونائبه لخميسي لقموم بوادي حويرة بجبال طامزة ، حيث انطلقت الكتيبة الأولى في اتجاه الكتفة السوداء بذات البلدية ، أين تمركزت عدة أيام، ليتم بعدها مغادرة المنطقة والتوجه نحو جبال فرعون بالرغم من أن الطريق لم تكن آمنة، خاصة و أن المسافة الفاصلة بين الموقعين شاسعة وقوات العدو تملك وسائل كشف متطورة جدا، حيث تم التوجه نحو جبل فرعون عبر الزيرز وتمقرة ، و في الطريق تم اكتشافهم من طرف العدو الذي كان يراقب تحركاتهم حتى وصلوا إلى وادي حويرة ظنا منهم أنهم قد ابتعدوا عن خطر العدو الذي ترصد مكان تمركزهم، ثم راح يحشد قواتـه ليلا وطوق المنطقــة بقوات كثيفة بالإضافة إلـى الطائرات والدبابات والذخيرة .
وعلى الساعــة السادسة صباحا سمع المجاهدون أزيز الطائرات وهي تقترب من مكان تمركزهم ، لتبدأ عملية انزال العساكر بكثرة ، و تمت محاصرة المجاهدين ،ما جعلهم يواجهون العدو بمعركة غير متكافئة عدة وعددا، بسبعة آلاف عسكري نظامي معززين بكل وسائل القتال من أسلحة متطورة وذخيرة مكدسـة وطائرات مقنبلة وكذلك الدبابات والمصفحات المنتشرة مقابل تسعين مجاهدا مسلحين بأسلحــة بسيطــة.
و أكدت الشهادات، أن المجاهدين تمكنوا من القضاء على الأسلحة المركزة للعدو الأمر الذي دفع الفرنسيين إلى التراجع لإعادة تنظيم صفوفهم وتدعيمها بعناصر إسناد جديدة، وفي انتظار ذلك قامت عدة طائرات حربية بقنبلة جوية رهيبة للمنطقة استخدمت فيها عدة أطنان من القنابل المختلفة وبعد توقف الطيران ، عاود هجوم جيش العدو من جديد فدار القتال، وسقط شهداء المعركة تباعا ، أما جنود العدو فقد سقطوا بالمئات، مما شجع المجاهدين على مواصلة القتال خاصة مع صعوبة تضاريس منطقة حويرة التي عجز العدو على اختراقها والوصول الى المجاهدين .حيث تم تسجيل 86 شهيدا من جيش التحرير و 4 جرحى تمكنوا من التسلل ليلا ، بالمقابل قتل 600 جندي من العدو مع إسقاط 3 طائرات. كلتوم رابية