يلتحق اليوم أزيد من 11 مليون تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة بمقاعد الدراسة، في ظل جملة من الترتيبات تهدف إلى إنجاح الموسم الدراسي 2023/2024، الذي سيشهد عدة مستجدات تم وضعها من قبل الوصاية لتحسين مستوى أداء القطاع.
تفتح اليوم أكثر من 28 ألف مؤسسة تربوية أبوابها لاستقبال حوالي 11 مليون تلميذ في المراحل التعليمية الثلاث، في ظل إجراءات تحضيرية وترتيبات أمنية محكمة لضمان الانطلاق الجيد للموسم الدراسي الجديد، ومرافقة من قبل الأولياء الذين شرعوا في الإعداد للموعد مبكرا.
ويسهر على استقبال التلاميذ مدراء المؤسسات التربوية فضلا عن المشرفين التربويين وكذا الأساتذة، الذين تم تجنيدهم للتكفل بتوفير الأجواء الملائمة للتلاميذ خلال أول يوم للدراسة، من بينهم تلاميذ السنة الأولى ابتدائي، في إطار المرافقة النفسية التي تسهل على المتمدرسين تجاوز المرحلة الانتقالية الفاصلة بين العطلة الصيفية والجو العادي للدراسة.
وتم تسخير الأيام الأخيرة من قبل الوصاية لتحضير المدارس تحسبا لانطلاق السنة الدراسية الجديدة، بالتنسيق مع المصالح البلدية وجمعيات أولياء التلاميذ، فقد شهدت عدة مؤسسات أشغال ترميم وطلاء الجدران وتنظيف الأقسام وكافة الفضاءات التابعة للمؤسسة، وتجديد الأثاث والوسائل التي يعتمد عليها الأستاذ في تنفيذ البرنامج.
كما حرصت وزارة التربية الوطنية على إتمام جميع الترتيبات تحسبا لهذا الموعد الهام، من ضمنها تنصيب الأساتذة الجدد لمادتي التربية البدنية والإنجليزية للطور الابتدائي، بعد أن تم توظيف حوالي 14 ألف أستاذ في المادتين، لترسيم اللغة الإنجليزية في السنة الرابعة ابتدائي، وتدريس التربية البدنية من قبل أساتذة مختصين.
مستجدات عدة لترقية أداء المدرسة
كما سيشهد هذا الموسم إدراج التربية المرورية في البرنامج الخاص بالأطوار التعليمية الثلاثة، بهدف الحد من حوادث الطرقات، فقد أصدرت وزارة التربية مذكرة منهجية حول كيفية تلقين التربية المرورية للتلميذ، وذلك عبر إدراجها في الدروس الخاصة ببعض المواد، مع تنظيم حصص تطبيقية بالمؤسسات التربوية لتعليم الأطفال السياقة.
وقامت الوصاية أيضا بفتح باب التعاقد لسد العجز في تأطير المؤسسات التعليمية، لفائدة خريجي الجامعة الذين تتوفر فيهم الشروط للترشح لمنصب أستاذ في أحد الأطوار التعليمية الثلاثة عن طريق المنصة الرقمية للتوظيف، وتم الشروع أمس في تنصيب الأساتذة المقبولين عبر المؤسسات التي تتوفر على مناصب مالية شاغرة.
ووجه في هذا الصدد الوزير عبد الحكيم بلعابد خلال ترؤسه ندوة مرئية عن طريق تقنية التحاضر المرئي أمس، تعليمة لمدراء التربية بضرورة إيلاء العناية اللازمة للعملية، وضمان التأطير البيداغوجي الشامل لجميع الأفواج التربوية.
وأكد الوزير بأنه يتوجب على مديري التربية سحب مقررات التعيين بصفة التعاقد من الأرضية الرقمية، وتوقيعها وإرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى المؤسسة التعليمية، لتمكين الأساتذة الجدد من استلام مقررات التعيين وإمضاء محاضر التنصيب.
وستكون المطاعم المدرسية مجندة ابتداء من اليوم لتوفير وجبات لائقة للتلاميذ، في إطار تكريس مبدأ تكافؤ الفرص، في انتظار تجسيد المشروع الخاص باستحداث ديوان وطني للنقل المدرسي، إلى جانب تسخير النقل المدرسي بالمناطق البعيدة، وعلى مستوى المجمعات السكنية الجديدة، التي ما تزال بحاجة إلى تشييد مرافق تربوية إضافية.
وسيرافق الدخول المدرسي أزيد من 700 ألف مستخدم في قطاع التربية الوطنية، من بينهم حوالي نصف مليون أستاذ، كما سيعرف هذا الموسم إدراج المعالجة البيداغوجية في الطور المتوسط لفائدة التلاميذ الجدد الذين ظهرت عليهم بعض النقائص خلال امتحان تقييم المكتسبات، بهدف تحسين مستواهم وإعدادهم للانتقال إلى الطور الثانوي بعد تجاوز مختلف الصعوبات.وسيعطي الوزير عبد الحكيم بلعابد إشارة انطلاق الموسم الدراسي الجديد صبيحة اليوم من ولايتي البيض والنعامة، لينتقل بعدها إلى ولاية سوق أهراس في الفترة المسائية، في حين سيتمحور الدرس الافتتاحي حول « الطفل وتكنولوجيات الإعلام والاتصال» بالنسبة لتلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، و»تعزيز اللحمة الوطنية» فيما يخص الطور الثانوي.
ترتيبات أمنية محكمة للحفاظ على سلامة التلاميذ
ووضعت من جهتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية عدة ترتيبات لإنجاح الموعد، من خلال استلام هياكل تربوية عدة ستساهم في تخفيف الضغط على مستوى بعض المؤسسات، فضلا عن صيانة وإصلاح وتنظيم المدارس الابتدائية، وتحسين الإطعام والتدفئة، بتسخير الوسائل اللازمة.
وأكدت الوزارة في بيان لها إتمام عملية توزيع منحة التمدرس في الموعد لفائدة مستحقيها، إلى جانب تسخير أكثر من 18 ألف حافلة للنقل المدرسي، من بينها حوالي 11 ألف حافلة من حظيرة البلديات، وحوالي 7 آلاف حافلة مؤجرة من عند الخواص.كما قامت ذات الهيئة بعقد اجتماع للجان الأمنية الموسعة على المستوى المحلي، لضبط آخر الترتيبات والتحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي، مع تنظيم خرجات ميدانية للسلطات المحلية للوقوف على مدى جاهزية استقبال التلاميذ.
ووضعت من جهتها مصالح الحماية المدنية جهازا أمنيا مرافقا من أجل ضمان دخول مدرسي دون حوادث مرور، من خلال ضمان التأمين المنهجي للطرق التي تعرف كثافة واكتظاظا في السير، خاصة في المناطق الحضرية والنقاط السوداء، بهدف التدخل في الوقت المناسب في حال حدوث أي طارئ.
وسطرت من جانبها قيادة الدرك الوطني مخططا أمنيا وقائيا في إطار الترتيبات الخاصة بالدخول المدرسي، من خلال وضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة وفق ما ورد في بيان عن ذات الهيئة، إذ ستسهر وحدات الدرك الوطني على التواجد الميداني لوحدات أمن الطرقات عبر الشبكة الواقعة ضمن اختصاص الدرك الوطني من أجل تسهيل حركة المرور.
كما سيتم توزيع أفراد الدرك الوطني ضمن تشكيلات ثابتة ومتحركة، متمثلة في دوريات ونقاط مراقبة، لضمان الأمن وإدارة السيولة المرورية عبر المحاور المؤدية إلى المؤسسات التربوية، وتسهيل حركة المرور، والحفاظ على أمن التلاميذ.
لطيفة بلحاج