أعرب مجلس الأمة برئاسة، السيد صالح قوجيل، أمس، عن فخره واعتزازه بمضامين الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78، والذي قال إنه جاء تتويجا لمسار التقويم والتجديد، باعتبار أنه جدد إحياء مجد الدبلوماسية الجزائرية في الذاكرة الأممية.
وفي بيان نشره أمس، قال مكتب مجلس الأمة إنه تلقى بكل فخر واعتزاز الخطاب «السامي»، الذي ألقاه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، خلال مشاركته في أشغال الدورة العادية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيدا بقوة معانيه، وحججه، التي عبرت – كما أضاف - بجلاء عن حكمة واقعية وحنكة سياسية حين استعرض الراهن الإقليمي والدولي.
كما نوه مجلس الأمة بما اتسم به الخطاب من شجاعة في طرح الحلول وصياغة التوجهات المناسبة لتجسيد أهداف التنمية المستدامة وتحقيق السلم والأمن الدوليين، في إطار تعاون دولي جاد، وتضامن حقيقي مع القضايا العادلة في العالم، وفقا لما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.
واعتبر مجلس الأمة أن خطاب رئيس الجمهورية، جاء تتويجا لمسار التقويم والتجديد حيث جدد – كما أضاف - إحياء مجد الدبلوماسية الجزائرية في الذاكرة الأممية، وأعاد الصدى لصيتها العالمي الذي ذاع في الآفاق بفضل مرتكزاتها وثوابتها التي ميزتها منذ عقود، وبفضل المواقف المشرفة للجزائر والنهج القويم لسياستها الخارجية المستلهمة من قيم ثورة نوفمبر الخالدة.
ووصف مجلس الأمة الدبلوماسية الجزائرية التي أعاد لها خطاب رئيس الجمهورية صيتها، بالمتفردة التي تسعى – كما قال - إلى التوازن في العلاقات الدولية، وتتبنى الحياد الإيجابي، وتتمسك بفضيلة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فضلا عن إيمانه بالتعايش السلمي وبمبدأ عدم الانحياز فعلا وممارسة.
كما سجل في ذات السياق بأن الدبلوماسية الجزائرية «ترافع من أجل تسوية النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وتدعم حق الشعوب الدائم و اللامشروط في تقرير مصيرها، وتناضل ضد الاستعمار وفكره المقيت في فلسطين والصحراء الغربية، وفي كل مكان في العالم».
وفي هذا الصدد، نوه المجلس بحرص الرئيس تبون على تذكير العالم بمطلب الجزائر الثابت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وقال « لقد أكد خطاب السيد رئيس الجمهورية على شرعية المكانة الرائدة التي اكتسبتها دبلوماسية بلادنا، واستحقاقها لثقة واحترام المجتمع الدولي، وأضاف بكلمته الرفيعة رفعة جديدة للدبلوماسية الوطنية في الجزائر الجديدة».
وأعرب مجلس الأمة في ذات الوقت عن يقينه بأن الإنجازات الخارجية الناجحة التي حققتها الجزائر الجديدة، والذي بادر بها رئيس الجمهورية، هي انعكاس لنجاح مماثل على المستوى الوطني بفضل سياسة داخلية شجاعة، رممت كل صدع بين الشعب ومؤسساته، وولجت عهدا حداثيا هندست فيه قيادتنا الرشيدة – كما ذكر - مقوّمات التّجديد السياسي، والإصلاح الاقتصادي مع المحافظة على الطابع الاجتماعي للدولة.
وقال بأن ذلك قد تحقق من خلال استراتيجيات تنموية واعدة قوامها المعرفة والرقمنة والابتكار والانتقال الطاقوي المدروس والاستثمار في الموارد الحيوية على غرار برامج الموارد المائية، في ظل مشاركة الشباب وتمكين النساء، مؤكدا بأن ذلك لم يكن هينا مع محيط دولي غير مستقر جراء تحولات دولية متسارعة، بالإضافة إلى تحديات أمنية خطيرة تراجع فيها مؤشر الأمن والسلام في العديد من مناطق العالم.
إن كل هذه التحديات – يضيف بيان مجلس الأمة - لم تزد أبناء الجزائر المخلصين بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلا عزما وإصرارا على استكمال بناء الجزائر الجديدة كما رسمتها التزامات الرئيس، بخطى واثقة يعززها صدق المسعى وثقة الشعب ووضوح الطريق.
من جهة أخرى أكد مجلس الأمة أن خطاب رئيس الجمهورية بالأمم المتحدة، المتزامن وإحياء الجزائر للذكرى الخامسة والستين (65) لتأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، هو تأكيد جديد على نوفمبرية الجزائر الجديدة التي تحترم وتصان فيها الحقوق والحريات، وعلى التزامها بالمبادئ التي تأسست عليها المنظمة والمتناغم ودعوة الرئيس إلى إصلاح طرائق عملها بما يكيف أهدافها مع واقع دولي متغير.
كما يجدد ذات الخطاب – يضيف المجلس - عزم بلادنا على مواصلة الجهود من أجل تجسيد هذه الأهداف في واقع شعوب المعمورة وبالخصوص الشعوب العربية والإفريقية، وذلك في أُفق عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2024 - 2025، وعضويتها في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة للفترة 2023-2025، أين ستواصل بلادنا نهجها الدبلوماسي المناهض للاستعمار بكافة أشكاله، والداعم لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها من أجل السيادة والحرية والحياة الحرة الكريمة، وتكرس جهودها من أجل عالم متعدد الأقطاب أكثر توازنا وإنصافاً.
ع.أسابع