الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

خبراء وباحثون يؤكدون: «طوفان الأقصى» دليل على الفشل الذريع لمسار التطبيع


أجمع خبراء و باحثون, أمس الثلاثاء, بالجزائر العاصمة, على أن عملية «طوفان الأقصى» التي تقودها المقاومة الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني و جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني دليل على أن «مسار التطبيع فشل فشلا ذريعا», و أن التطبيع ليس بوابة للسلام, كما يروج له المطبعون , مؤكدين أن الهدف الأساسي من ترسيم المخزن علاقاته مع الكيان الصهيوني هو «شرعنة « احتلاله للصحراء الغربية.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة تحت عنوان» طوفان الأقصى و مآلات التطبيع مع الكيان الصهيوني», بمشاركة عدد من الباحثين و الخبراء, سلطوا فيها الضوء على مستقبل التطبيع في ظل المستجدات الأخيرة.
و في هذا الإطار, أكد رئيس تحرير مجلة «أفريك أزي» اللبناني ماجد نعمة, في مداخلته, أن «طوفان الأقصى سيزلزل المطبعين و يغرقهم», مشيرا إلى أن «المغرب لم يكن بحاجة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني و لم يطبع من أجل فلسطين كما يسوق, بل من أجل أن يضع يده أكثر فأكثر على الصحراء الغربية المحتلة, و
هذا مقابل أن تعترف له الولايات المتحدة الأمريكية بسيادته المزعومة على الأقليم المحتل, رغم عدم وجود أي أساس قانوني.
و أشار, في السياق, إلى أنه, «و رغم كل هذه التنازلات, واشنطن لم تعترف للمغرب بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية, و مارست ضغوطا على المخزن من أجل استقبال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية,  السيد ستيفان دي ميستورا في المدن المحتلة و هو ما حدث بالفعل خلال شهر سبتمبر الماضي».
و أضاف: «المخزن باع شرفه دون مقابل و طبع ضد إرادة شعبه الرافض لأي علاقات مع الكيان الصهيوني المحتل, شأنه شأن كل الشعوب العربية», مستدلا بالمسيرات الحاشدة في المملكة و خروج آلاف المغاربة, منذ السبت الماضي, للمطالبة بإسقاط كل اتفاقيات العار مع الكيان المحتل.
وأشاد, من جهة أخرى, بمواقف الجزائر الرافضة للهرولة نحو التطبيع و التي تعبر عن موقف كل الأمة العربية و الإسلامية و كل أحرار العالم, مذكرا بالتصريح الشجاع لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون حول رفض الهرولة نحو التطبيع, لأن الجزائر دفعت الثمن غاليا في الحرب التحريرية و تعرف قيمة الحرية و الدفاع عنها.
و شدد السيد ماجد نعمة التأكيد على أن كل من راهن على التطبيع قد أخطأ التقدير, و يجب أن يحصل الشعب الفلسطيني على كل حقوقه غير منقوصة و على رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
و بخصوص مستقبل القضية الفلسطينية, على ضوء المستجدات الأخيرة, قال الصحفي اللبناني, «إن المقاومة الفلسطينية حققت انتصارات تاريخية وهي تزداد قوة يوما بعد يوم, و ترسل لنا رسالة أمل و تفاؤل, خاصة و أن القضية الفلسطينية عادت إلى جوهر الصراع العالمي».
محاولات فرض التطبيع الشعبي و الأمني مسعى خطير
كما أشار إلى أن الكيان الصهيوني «مجبر اليوم على التفاوض, و الإفراج عن آلاف الأسرى, أغلبهم مسجونين دون محاكمة», مؤكدا على «أن استمرار الوضع على ما هو عليه أصبح غير ممكن إطلاقا بعد أن تحولت غزة إلى سجن كبير
تحت حصار جائر و في ظل رفض الكيان الصهيوني تطبيق أكثر من 400 قرار أممي بحقه».
و خلص في الأخير إلى أن المقاومة الفلسطينية ذكرت العالم بحقيقة الصراع في فلسطين و أن الكيان الصهيوني مشروع استيطاني استعماري, و كل المشاريع الاستيطانية مآلها الزوال مثل ما حدث لفرنسا في الجزائر, التي طردت بعد 132 سنة, و هذا رغم كل الأساليب الوحشية التي استعملها الاستعمار.
من جهته, توقف الباحث في العلوم السياسية و القانون الدولي و الأستاذ بجامعة سعيدة, عبد القادر عبد العالي في محاضرة له عن طريق «الزوم», عند محاولات تشويه المقاومة الفلسطينية, رغم أن الأمر يتعلق بحق الدفاع عن النفس, خاصة في ظل الوضع الراهن, بعد أن تحول قطاع غزة إلى سجن كبير, ضمن خطة لتقسيم المقاومة الفلسطينية, مشددا على أن عملية طوفان الأقصى «جاءت كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال و المستوطنين» .
و حول تداعيات عملية «طوفان الأقصى» على مسار التطبيع, قال إن هذه العملية النوعية «ستصحح مسار التطبيع الذي أصبح خطيرا جدا», لأن «التطبيع كما هو عليه الحال في المغرب لم يعد يتعلق بتطبيع دبلوماسي بل بتطبيع رسمي و محاولة فرضه شعبيا عن طريق تجنيد جمعيات المجتمع المدني, لتجميل صورة الصهاينة و محاولة التسويق إلى أن الشعب المغربي يقبل بالتطبيع».
 و هذا ما قد يشكل, يضيف, « نكبة ثانية للقضية الفلسطينية بطريقة سلسة و غير صادمة « منبها إلى أن «طوفان الأقصى» سيرفع الحرج عن بعض الدول التي تتعرض  لضغوط كبيرة من أجل الانخراط في مسار
التطبيع.   
                                                       واج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com