أكد، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أن القانون الأساسي للإمام سيصدر قريبا ويعالج الكثير من الاختلالات منها الترقية والرواتب وأشياء كثيرة ستتحقق حسبه بداية من صدور هذا القانون.
وأضاف الوزير بأن دائرته الوزارية شرعت بعد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمراجعة قانون الإمام في وضع خريطة عمل لإصداره قريبا، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية بالقرارات التي اتخذها بخصوص الأئمة قد استمع لانشغالاتهم ومطالبهم، مؤكدا بأن المبادرات كانت من طرف رئيس الجمهورية لخدمة القطاع، مثمنا في السياق ذاته قرار رئيس الجمهورية بإقراره يوما وطنيا للإمام، داعيا إلى دعم هذا التوجه الذي يعطي للإمام حقه في المجتمع.
ودعا بلمهدي إلى مراعاة جهد الأئمة المرابطين في المساجد والزوايا والمدارس القرآنية وحلقات الذكر والعلم، وقال بأنه سيعمل مع السلطات العليا في البلاد إلى رفع مستوى هذا القطاع.
وقال وزير الشؤون الدينية في كلمته على هامش تكريمه للدفعة الثانية من الطلبة المجازين في القراءات بالبليدة أن التعليم القرآني هو الحصون الأولى وخطوط النار الأولى وهو الخزان الذي نجعل منه جيلا بعد جيل يحمل القرآن، ويندرج ضمن الخطة التنموية لهذا البلد في كل مجالات الحياة فكريا وعقائديا وأمنيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن الجزائر كانت يوما ما مدرسة للإقراء، وأوشك أن يضيع هذا التراث من العلم، وتخلف عنه الناس إبان فترة الاستعمار، في حين اليوم هيئات الإقراء بمديريات الشؤون الدنية تعج بالعلماء.
وفي نفس الإطار كشف وزير الشؤون الدينية عن إحصاء هذه السنة ما يزيد عن 5 آلاف تلميذ حافظ للقرآن الكريم نال شهادة البكالوريا بجدارة، بالإضافة إلى أكثر من ألفين من التلاميذ الذين حفظوا القرآن الكريم نالوا درجة ما بين 15 و19 في شهادة البكالوريا، قائلا "القرآن يزيد الأمة قوة ونورا وازدهارا وإعمارا". من جانب آخر ذكر يوسف بلمهدي بمواقف الجزائر الثابتة اتجاه القضية الفلسطينية وما يحدث هذه الأيام من جرائم بشعة ضد سكان غزة من طرف الكيان الصهيوني، وقال إن الفلسطينيين يأخذون اليوم من خزان الثورة الجزائرية، قائلا «لا يمكن أن يتحقق وعد الله دون أن تكون هناك تضحيات كما وقع مع الثورة الجزائرية والأحداث المختلفة التي عاشها الجزائريون إبان الاستعمار الفرنسي، وما قام به من تقتيل وتشريد واستعمال للغازات السامة والأسلحة المحرمة دوليا»، مؤكدا بأن ما يحدث اليوم في فلسطين هو نفس ما كان يحدث في بلادنا والظلم بلغ مداه. وأضاف بلمهدي قائلا بأن الجزائر أكدت أن القضية الفلسطينية هي أم القضايا وأنها لا تسقط بالتقادم، والجزائر قيادة وشعبا مع المرابطين في فلسطين، وتبقى على العهد ثابتة، ومن جاهد ليس كمن تراجع وخذل، مشيرا إلى أن هذا الكلام سمعه الناس من رئيس الجمهورية في هيئة الأمم المتحدة في أعلى ما يمكن أن يتصوره الإنسان من الأمم اليوم، مؤكدا بأن لعنة هذا الدم الذي يسفك في فلسطين سيلاحق الظالم. وفي السياق ذاته قال بلمهدي بأن القدس الشريفة تاريخ وعقيدة وقرآن وسنة ورباط وهذه القضية لا يمكن أن تضيع حسبه، وانتقد في نفس الإطار بعض الدول التي تتسابق اليوم لإعطاء صك أبيض وضوء أخضر للمعتدي المحتل المتغطرس، وتوقع بلمهدي حدوث تغير في العالم، مشيرا إلى أن بوادر هذا التغير بدأت تظهر حتى في معسكرات المناوئين والمعادين للحق والعدالة والسلم.
نورالدين ع
