حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي من مغبة الانسياق وراء من يشككون في المكاسب التي حققتها بلادنا على مختلف الأصعدة، لاسيما ما تعلق بتحسين أجور العمال والموظفين، من بينهم المنتسبين لقطاع الشؤون الدينية، قائلا إن الإنجازات المجسدة جعلت الجزائر محسودة من دوائر كثيرة.
وأكد يوسف بلمهدي خلال إشرافه يوم الخميس على تدشين مكتبة زاوية سيدي عدة بولاية تيارت، بأن إجراءات عدة استفاد بها موظفو القطاع، من بينهم الأئمة الذين شملهم قرار رئيس الجمهورية بالزيادة في الأجور لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، على أن يدخل الإجراء حيز التنفيذ ابتداء من شهر جانفي الداخل.
وسيحصل الأئمة على غرار موظفي وعمال عدة قطاعات من زيادة معتبرة في الرواتب تقدر بنسبة 47 بالمائة، كما ستتواصل إنهاء عملية إدماج القائمين بالإمامة، من أجل تمكينهم من الالتحاق بمختلف الرتب والأسلاك على مستوى القطاع، تطبيقا لتعليمة الوزارة الأولى المؤرخة في سبتمبر 2022.
كما تعهد الوزير بإتاحة عدة فرص للترقية إلى بعض الرتب الموجودة في قطاع الشؤون الدينية، واصفا التدابير التي خصت الموظفين المنتمين للقطاع بالإنجاز الكبير، محذرا في ذات السياق من مغبة الانسياق وراء من يسعون إلى التشكيك في قدرات البلاد، والمكاسب التي تم إحرازها.
وأوضح المتحدث بأن لا أحد يمكنه أن يجزم ببلوغ درجة الكمال، لأنها غاية يستحيل لبشر أن يدركها، غير أن ما حققته البلاد من تنمية لا ينبغي أن ينكرها أو يتجاهلها إلا جاحد، مؤكدا بأن الوضع الذي تعيشه الجزائر جعلها محسودة، ويحقد عليها من قبل دوائر كثيرة، وممن لا يحبون الخير والأمن والاستقرار للبلاد.
وذكر بلمهدي بالمشاركة الفعالة لدائرته الوزارية في الحملات التي ترمي إلى تحصين البلاد مما يهدد تماسكها وأمنها، على غرار المساهمة في حملة مكافحة المخدرات والمهلوسات، قائلا إنه لا توجد منطقة في الجزائر لم تصلها هذه السموم، التي تستهدف الشباب، طاقة المجتمع وركيزته.
وذكر المتدخل بالأشواط التي قطعتها الوزارة من أجل تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للأئمة، وذلك من خلال مراجعة القانون الأساسي الخاص بهذا السلك، قائلا إن المساجد تؤدي رسالة إيجابية تجاه المجتمع، وهي تعد سدا منيعا أمام المشككين في قدرات البلاد، ومن يهددون أمنها واستقرارها.
وستواصل المؤسسات المسجدية القيام بمهامها على أكمل وجه، ومواصلة النهج لبناء جزائر جديدة وقوية، يقول الوزير، وهي تراعي إلى جانب الزوايا كلمة التوحيد التي تجمع ولا تفرق، داعيا الأئمة إلى تكثيف النشاط والعمل الجواري تجاه المجتمع، من أجل تحصين الشباب ووقايته من الآفات الاجتماعية.
وذكر يوسف بلمهدي بأن الأئمة يساهمون بشكل فعال في توعية المواطنين والشباب بصفة خاصة ضد مخاطر الإدمان والمخدرات، وذلك ضمن مسعى قطاع الشؤون الدينية والأوقاف للوقوف ضد كل من يريد النيل من استقرار بلادنا.
وأعلن المتدخل بالمناسبة عن التحضير لفتح مركز وطني للحفاظ على المخطوط والتراث والكتاب الديني، قائلا إن صدور المرسوم الخاص بإنشاء هذا الصرح الحضاري سيكون قريبا، وأن الوزارة الوصية أنهت الدراسة المتعلقة بهذا المشروع.وينتظر أن يساعد إنشاء مركز وطني للحفاظ على المخطوط والكتاب الديني في التوجه إلى الأسر التي لديها مخطوطات من أجل أخذ نسخ منها، واستغلالها في الدراسات الأكاديمية الإفريقية، إلى جانب تمكين الطلبة الأفارقة من دراسة المخطوطات المتوفرة على مستوى المركز.وأضاف بلمهدي بأن دول الساحل تمتلك بدورها العديد من المخطوطات، وأن مدينة تومبكتو بمالي من ضمن المناطق التي تزخر بهذا الإرث الديني، وستستفيد هذه الدول بدورها من المخطوطات التي سيتم تجميعها على مستوى المركز الوطني المزمع فتحه قريبا.
لطيفة بلحاج