كشف وزير الصحة، عبد الحق سايحي، أول أمس، أن الحكومة تعكف على العمل للحد من ظاهرة انتشار السكري في المجتمع، حيث سيتم إصدار في الآجال القريبة، مجموعة من القوانين التنظيمية للحد من التغذية العشوائية والسلوكيات غير الصحية و تحديد مسؤولية كل قطاع في هذا المجال.
و في كلمة له خلال إشرافه بالجزائر العاصمة على افتتاح أشغال اليوم المخصص لإطلاق دليل التكفل بالسمنة، أكد سايحي بأن قطاعه الوزاري سيتولى في هذا الصدد إصدار مجموعة من الوسائل التنظيمية للحد من التغذية العشوائية وتحديد مسؤوليات القطاعات المعنية بهذه الظاهرة، على غرار الفلاحة والتجارة والصناعة والتربية.
و شدد السيد سايحي، بصفته الرئيس الشرفي للجمعية الجزائرية لمحاربة السمنة والأمراض الأيضية، على ضرورة العمل بجدية للوصول إلى صياغة نص قانون يحدد المسؤوليات، نظرا لتزايد ظاهرة السمنة المؤدية إلى الإصابة بعدة أمراض، كالسكري والضغط الدموي وكذا السرطان.
و بعدما شدد على ضرورة الوقاية، دعا الوزير رئيس الجمعية الجزائرية لمحاربة السمنة والأمراض الأيضية والمدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، إلى التنسيق والعمل سويا للقيام بحملة حول أخطار السمنة وتخصيص برنامج إعلامي وإشراكه مع الأسرة الإعلامية، كونها تلعب دورا كبيرا في التحسيس والتوعية.
و أكد السيد سايحي أن انتشار السمنة في مجتمعاتنا بشكل رهيب يعد مصدرا للقلق، وإذ لم نتصرف بالشكل اللازم، فإنه سيأخذ أبعادا أكثر خطورة في السنوات المقبلة.
وتشير الإحصائيات إلى أن السمنة تشكل مشكلة صحية عمومية حقيقية، وهي في طريق التفاقم مع التزايد المسجل بين البالغين وكذلك الأطفال والمراهقين مما ينتج عنها عدة أمراض كالسكري و ضغط الدم و في بعض الأحيان تؤدي إلى السرطانات، حيث تشير الإحصائيات أن نسبة السمنة بلغ 30 بالمائة عند النساء و 14 بالمائة عند الرجال و 10 بالمائة عند الأطفال.
كما أضاف وزير الصحة أن السمنة أصبحت إشكالية كبيرة يجب محاربتها عن طريق إشراك كل القطاعات المعنية بذلك ، حيث أن في الثمانينات الجزائر لم تكن تعرف ظاهرة السمنة لأن النمط الغذائي آنذاك مبني على غذاء صحي متكامل يعتمد على الخضروات و الفواكه و بعيد عن السكريات.
وأكد السيد الوزير أن هذا الدليل الخاص بالوقاية و التكفل بالسمنة يجب تطبيقه في الميدان، كما يجب إعداد برنامج أساسي يأخذ بعين الاعتبار تداخل كل القطاعات المعنية، التجارة، والتربية، والفلاحة، والصناعة، كما يجب إعادة الاعتبار لملف التغذية الذي اعتمده المعهد الوطني للصحة العمومية و أيضا تزويد المستشفيات بمختصين في التغذية.
كما أشار ممثل الحكومة إلى دور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في عملية التوعية و التحسيس من مرض السمنة وذلك عن طريق التنسيق مع وزارة الصحة.
و من جهته، اعتبر رئيس الجمعية الجزائرية لمحاربة السمنة والأمراض الأيضية، عمار طبايبية، أن دليل التكفل بالسمنة سيساعد كثيرا عمال الصحة بصفة عامة والمصابين بالسمنة بصفة خاصة، في معالجة هذا المرض، داعيا العائلات إلى ضرورة تغيير النمط الغذائي وممارسة الرياضة والمشي.
و بدوره، تطرق المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، عبد الرزاق بوعمرة، إلى أهمية ترقية البحث في مجال الصحة العمومية، نظرا لتزايد المصابين بالسمنة"، مشيرا إلى أن المعهد قد أطلق مؤخرا تحقيقا في هذا الموضوع يمس الأطفال المتمدرسين الذي تتراوح أعمارهم من 5 إلى 11 سنة، في انتظار التحقيق الثاني الذي سيمس الفئات المتبقية من المجتمع.
ع.أسابع