أكّد خبراء في الاقتصاد، أمس، أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي توجت بالمصادقة على إعلان الجزائر، كانت قوية على جميع الأصعدة و ناجحة بامتياز بالنظر لطبيعة ونوعية الحضور وكذا المخرجات المهمة جدا والتي ستعطي مكانة و قوة وتأثيرا أكبر للمنتدى على سوق الطاقة في المستقبل، وأشاروا إلى أن الدول المنتجة وجهت رسائل قوية واعتبروا في السياق ذاته، أن إعلان الجزائر، يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل الصناعة الغازية.
وأوضح أستاذ الاقتصاد والخبير في المالية العامة أحمد شريفي، في تصريح للنصر، أمس، أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، حققت نجاحا كبيرا، لافتا إلى طبيعة ونوعية الحضور في هذه القمة وهو ما يعبر عن مكانة الجزائر الدبلوماسية ومصداقيتها في مسعاها ويؤكد مكانة الجزائر في الصناعة الطاقوية، كونها تملك بنية تحتية و رصيدا معرفيا وخبرة إدارية وعلمية، فيما يتعلق بمعالجة المنتجات الطاقوية وخاصة الغاز الطبيعي.
واعتبر المتدخل، أن منتدى الدول المصدرة للغاز، سيكون له مكانة وتأثير مستقبلي، على سوق الطاقة في المستقبل، يعزز مكانة هذه الدول اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن الغاز مادة حيوية، تتعلق بمستقبل النمو الاقتصادي ورفاهية الشعوب والتوازنات البيئية والمخاطر البيئية التي تنجم عن استغلال الموارد الطاقوية غير النظيفة باعتبار أن الغاز أقل كلفة وتلويثا ويعتبر جسر العبور والانتقال الطاقوي نحو الطاقات النظيفة والمتجددة.
كما اعتبر الخبير الاقتصادي، أن قمة الجزائر، منسجمة مع قواعد ومبادئ الاقتصاد العالمي الذي هو اقتصاد حر وبالتالي اللجوء إلى القيود التجارية والاقتصادية على المنتجات الطاقوية من جانب القوى الكبرى، يعتبر خرقا لمبادئ الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن قمة الجزائر، جاءت من أجل تأكيد سيادة الدول في استغلال ثرواتها دون قيود تشريعية تمنعها من استغلال ما لديها من ثروات أو تعمل على تسويقها في الأسواق الدولية بأبخس الأثمان بحيث تضر بمصلحة الدول المنتجة.
وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن المنتدى، أكد على سيادة الدول وعلى حرية اعتماد قانون الطلب والعرض وتوازن السوق ومراعاة مصالح المنتجين والمستهلكين .
مكانة وتأثير أكبر لمنتدى الدول المصدرة للغاز
من جانبه، أوضح الأستاذ الجامعي في الاستشراف الاقتصادي الدكتور أحمد الحيدوسي في تصريح للنصر، أمس، أن مخرجات القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز كانت مهمة جدا .
وأضاف أن الإعلان ذكر بالقمم السابقة للمنتدى وهذا دلالة على أن هناك استمرارية في العمل وإشادة بالاعلانات المنبثقة عن القمم السابقة .
واعتبر المتدخل، أن قمة الجزائر كانت قمة قوية على جميع الأصعدة بشهادة الجميع، لافتا إلى الحديث عن تفعيل منصة الحوار بين الدول المنتجة والتنسيق فيما بينها والتأكيد على الحقوق السيادية المطلقة و الدائمة للدول الأعضاء على مواردها من الغاز الطبيعي، كما أقرت مجموعة من النقاط التي تصب في صالح الدول المنتجة ورفض القيود الاقتصادية أحادية الجانب وكذا رفض أي تدخلات مصطنعة في أسواق الغاز الطبيعي ورفض تسقيف الأسعار بدوافع سياسية. كما أشار إلى وضع سيناريو مستقبلي من خلال انفتاح المنتدى على الجميع و دعم الحوار بين المنتجين و المستهلكين و كذا الأطراف المعنية الأخرى ذات الصلة، من أجل الوصول إلى استقرار السوق وفق مقاربة عالمية وليست رؤية أنانية.
واعتبر الأستاذ الجامعي في الاستشراف الاقتصادي، أن مخرجات القمة، ستعطي قوة وتأثير أكبر للمنتدى في المستقبل وأضاف أن إعلان الجزائر مهم جدا، يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل الصناعة الغازية ، مشيرا إلى اتفاق الدول الأعضاء في المنتدى على تنسيق الجهود فيما بينها. وأضاف أن الدول المنتجة، ترسل رسائل قوية، أنها لا تريد استغلال السوق وإنما حماية السوق وذلك يقتضي تفعيل آليات العرض والطلب بما يخدم الجميع.
وأكد المتدخل، أن قمة الجزائر دفعت الدول المنتجة والمصدرة للغاز لتوحيد كلمتها، من خلال منصة الحوار، لافتا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية، دائما تغلب لغة الحوار في جميع القضايا، بما فيها القضايا الطاقوية على مستوى العالم، حيث كانت الجزائر دائما تتدخل لتقريب وجهات النظر داخل منظمة «أوبك»، لافتا إلى أهمية الحوار الاستراتيجي بين الفاعلين ، مضيفا أن المنتدى، يريد استقرار وتهدئة الأسواق، من خلال بعض رسائل قوية للأسواق. واعتبر أن قمة الجزائر، بعثت رسائل قوية فيما يخص الأمن الطاقوي العالمي.
قمة الجزائر كانت ناجحة بامتياز
من جانبه، أكد أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر3 الدكتور مداني لخضر في تصريح للنصر، أمس، أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، كانت ناجحة بامتياز لاعتبارين أساسين، أولا الدول المشاركة في هذه القمة وانضمام دول جديدة للمنتدى وهو ما يعتبر تقدم مهم جدا في تعزيز مكانة المنتدى من ناحية عدد الدول الأعضاء ونقله ليتبوأ مكانة الصوت المعبر والمسموع عن مصالح الدول المصدرة للغاز.
وأضاف أن مؤشر النجاح الثاني، يظهر من خلال المخرجات الواضحة والمحددة والصريحة لهذه القمة، موضحا أنها ركزت في مجملها على الركائز التي قام عليها المنتدى وهي الحقوق السيادية للدول المنتجة والمصدرة على ثروتها وأحقيتها في استغلالها والتمتع بآثارها على تنميتها الاقتصادية ومن جانب آخر ركزت على المشهد الطاقوي وبصفة أساسية على المشهد الغازي وسلوكيات بعض الأطراف المستهلكة والتي أرادت من خلال سياساتها الطاقوية الداخلية والخارجية، أن تضيق أكثر على هذا المورد، سواء على مستوى الأسعار، من خلال التسقيف أو على مستوى التسويق لفكرة أن الغاز يعتبر موردا مضرا بالبيئة وهو الشيء المخالف للمعطيات التكنولوجية وكذلك معطيات السوق، لافتا في هذا الصدد، إلى أن هذا المورد، يعد أقل تلويثا مقارنة بمصادر أخرى لا تزال هذه الدول تستعملها في مزيجها الطاقوي، مثل الفحم، كما أثبت الجانب التكنولوجي أيضا أن تطوير هذا المورد ، يمكن أن يقلل من الانبعاثات الغازية.
وأشار المتدخل، إلى أن المنتدى، أخذ منحى تشجيع البعد التكنولوجي ليكون هذا المورد يصب في مجال التنمية المستدامة، من خلال معهد أبحاث الغاز التابع للمنتدى والذي تم تدشينه بمناسبة القمة بالجزائر والذي ينتظر منه الكثير في هذا المجال بالإضافة إلى تطوير استخدامات الغاز والوصول إلى مشتقات أخرى لمنتجات أخرى.كما أشار المتحدث، إلى مخرجات أخرى للقمة، على غرار بند جديد و المتعلق بالحاجة الملحة من أجل ضمان الطلب و تأمين الإمدادات، و من أجل تعاون دولي لحماية المنشآت الحساسة للغاز الطبيعي، مؤكدا أن هذه المخرجات مهمة وتصب في أن القمة كانت ناجحة وأحدثت تقدما في الاستراتيجية التي وضعها المنتدى.
مراد –ح