أكد خبراء ومختصون، أمس، على أهمية قطاع الصناعة الصيدلانية في الجزائر، والذي أصبح يساهم في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم ميزان المدفوعات وتحقيق الأمن الصحي للبلد، ونوهوا في هذا الصدد بتصدير مادة الأنسولين نحو السعودية، في خطوة إيجابية ومهمة جدا، كما أشاروا إلى القدرات الكبيرة فيما يخص إنتاج الأدوية وتغطية السوق الوطنية بنسبة كبيرة والتوجه للتصدير نحو الأسواق الخارجية، في ظل جودة المواد والاستجابة للمقاييس العالمية.
واعتبر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفى خياطي في تصريح للنصر، أن شروع الجزائر في تصدير مادة الأنسولين لأول مرة نحو السعودية، خطوة إيجابية أولى ومهمة جدا، لافتا إلى أهمية زيادة الجهود في مجال إنتاج الأدوية، من أجل تغطية الاحتياجات الكلية و التوجه للتصدير إلى العديد من البلدان .
وأشار البروفيسور مصطفى خياطي، إلى وجود قدرات كبيرة فيما يخص إنتاج الأدوية في الجزائر، لافتا في السياق ذاته، إلى أهمية التوجه نحو إفريقيا في مجال التصدير وكذا البلدان التي ليس لها إنتاج بالنسبة للأدوية.
من جهة أخرى ، نوه رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، بوجود الإرادة السياسية والتي تمكن من تجسيد استراتيجية ضمان الأمن الصحي في أرض الواقع.ومن جانبه، أوضح أستاذ الاقتصاد والخبير في المالية العامة أحمد شريفي، في تصريح للنصر ، أن الجزائر خلال السنوات الأخيرة بعد تولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون سدة الحكم، بدأت في مسعى جدي لتنويع صادراتها خارج المحروقات، مشيرا في هذا الصدد إلى تصدير الكثير من المنتجات ، حيث ارتفعت قيمة الصادرات خارج المحروقات، حسبما توضحه الأرقام، في وقت يوجد طموح لبلوغ 13 مليار دولار .
وأوضح المتدخل، أن الجزائر لديها إمكانيات وفرص في مجالات متعددة ، معتبرا أن قطاع الصناعة الصيدلانية، أصبح الآن مهم جدا ويساهم في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم ميزان المدفوعات ويساهم أيضا في تحقيق الأمن الصحي للبلد وبالتالي، سوف يكون أحد القطاعات القائدة في مجال تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الصادرات الوطنية.
وأضاف الخبير في المالية العامة، أن قطاع الصناعة الدوائية، هو قطاع استراتيجي و يهم العالم كله وخاصة في ظل التحديات الصحية ، وهو قطاع خالق للقيمة المضافة أكثر من قطاعات أخرى، لافتا في السياق ذاته، إلى أن هذا القطاع، جد هام ويعتبر أحد العوامل والركائز الأساسية المحققة للتنمية البشرية في أبعادها الثلاثة ، التعليمية والصحية والغذائية.
من جانب آخر، اعتبر المتدخل، أنه بعد جائحة كوفيد، أصبحت حتمية وضرورة على جميع الدول أن تبذل قصارى جهدها لمحاولة تحقيق الأمن الشامل ومنه الأمن الصحي والذي أصبح الآن يشكل تحديا وطموحا لجميع الدول، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الدول تحتاج للتعاون بينها، لكن القدرات الذاتية والاعتماد على الإمكانيات الذاتية -كما أضاف-، مهم جدا ويشكل استقلالية للبلدان ويعزز مكانتها ضد التحديات والمخاطر المختلفة، سواء كانت أمنية أو متعلقة بالصحة أو الغذاء أو بالاعتبارات السياسية والاجتماعية.
و أشار المتحدث، إلى تغطية السوق الوطنية بالمواد الصيدلانية فيما بخص الإنتاج المحلي بحوالي 70 بالمئة والذهاب إلى التصدير وهي خطوة عملاقة وجبارة وتعكسها الإمكانيات التي تملكها الجزائر من أجل تحقيق احتياجاتها وتنويع اقتصادها وعدم الاعتماد على قطاع واحد، منوها في هذا السياق، بقدرة التوسع في مجال الاستثمارات والبيئة المواتية والدعم والظروف التي ساعدت على وجود هذا العدد من المؤسسات المنتجة في القطاع الصحي .
وقال في نفس الإطار، إن هذا الأمر يبشر أن مستقبل هذا القطاع، واعد وأن سوقه ليست وطنية فقط بل لديه سوق ممتدة في إفريقيا وفي العالم العربي وغيرها من الأسواق العالمية.
وأضاف أستاذ الاقتصاد والخبير في المالية العامة، أن الصناعات الدوائية، مطلوبة في العالم العربي وفي إفريقيا وفي دول أسيا وأمريكا الجنوبية، خاصة إذا ما توفرت بأسعار معقولة وبجودة مقبولة، لافتا إلى أن المنتجات الجزائرية تستجيب للمقاييس العالمية وبإمكانها ولوج الأسواق الخارجية بما فيها الأسواق المعروفة بتشددها في تطبيق المعايير الدولية في مجال المنتجات .
واعتبر أن تصدير مادة الأنسولين نحو السعودية، يعزز ويدفع بالثقة والأمل للتوجه لأسواق وبلدان أخرى، سيما وأن الدول الناشئة، تفرض شروطا معتبرة و حمائية، تتعلق بالجودة والصحة والأمن .
مراد -ح