كشف رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته البروفيسور عدة بونجار، أمس، عن التحضير لتشكيل أزيد من 20 لجنة فرعية خلال شهر جوان القادم، ستتولى دراسة مسببات مرض السرطان وسبل الوقاية منه، بعد أن تم تسجيل تزايد في حالات الإصابة بالمرض خلال السنوات الأخيرة.
وأفاد البروفيسور عدة بونجار لدى استضافته من قبل لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، بأن عمل الوكالة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته يرتكز على الحد من انتشار الداء، من خلال إطلاق أبحاث حول سبب الإصابة بالمرض لدى مختلف الفئات العمرية، إلى جانب استحداث أزيد من 20 لجنة فرعية، سيتم تنصيبها شهر جوان القادم، لتحديد مسببات الداء وسبل الوقاية منه، وذلك عن طريق بحث وضعية مختلف أنواع السرطانات المنتشرة، واقتراح سبل الوقاية منها.
وتسعى اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان والوقاية منه المستحدثة بداية هذا العام لتحسين الكشف المبكر عن الداء وتتبع مسار المرضى، تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية بضمان التكفل الأمثل بالمصابين، من خلال المرافقة الصحية للمريض وتمكينه من سبل العلاج، وتدارك النقائص المطروحة، مع الحرص على توسيع الرعاية الصحية للمصابين غير المؤمنين اجتماعيا بالتنسيق مع وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.وأضاف البروفيسور عدة بونجار في ذات السياق بأن الجزائر تسجل سنويا ما بين 55 ألف و60 ألف إصابة بالسرطان، ومن بين الأنواع الأكثر انتشارا سرطان الثدي والقولون والمستقيم والبروستات والمعدة، مشيرا إلى توقع ارتفاع في حالات الإصابات الجديدة بالسرطان في آفاق سنة 2040 على المستوى الدولي بنسبة 50 بالمائة، ليصل العدد الإجمالي إلى 30 مليون إصابة جديدة.
كما توقع رئيس لجنة مكافحة السرطان والوقاية منه أن تعرف الجزائر بدورها ارتفاعا في الإصابات الجديدة بالسرطان في غضون سنة 2024، لذلك تم إطلاق عدة إجراءات للوقاية من المرض، فضلا عن تحسين ظروف ووسائل الكشف المبكر عن السرطان، وكذا تحسين مسار المريض، موضحا بأن ما تزخر به الجزائر من أطباء أخصائيين وممرضين كفيل بتحقيق الأهداف المسطرة، لاسيما التكفل الشامل بالمريض على المستوى الوطني.
وتحرص الوكالة على التوعية بسبل الوقاية من السرطان، وتعزيز الاستثمار في مجال تعزيز الخدمات الصحية وتزويد المؤسسات الاستشفائية بالمعدات الطبية اللازمة، وبحسب المتدخل فإن مكافحة السرطان وكسب رهان تقليص عدد الوفيات بسبب المرض يتطلب انخراط الجميع في المسعى، من أجل تحسين وسائل الكشف المبكر عن المرض، وكذا مسار المريض.
وتقدم الوكالة الوطنية لمكافحة السرطان والوقاية منها تقارير دورية كل 6 أشهر لرئيس الجمهورية، حول الوضع العام لانتشار مرض السرطان، والوسائل المسخرة للتكفل بالمرضى، خاصة غير المؤمنين اجتماعيا، قصد اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة النقائص التي قد يتم تسجيلها، لاسيما في ظل المنحى التصاعدي للحالات الجديدة المسجلة سنويا.
كما تسهر ذات الهيئة على تعزيز القطاع الصحي بمراكز مكافحة السرطان على مستوى الولايات وتدعيمها بالمسرعات الخطية، المقدر عددها ب 39 مسرعا خطيا على مستوى القطاع العام، و14 مسرعا لدى القطاع العام، لاسيما وأن الاستراتيجية التي وضعتها ذات الهيئة ترمي إلى تخصيص مسرعين لكل 1 مليون نسمة، من أجل تحسين أداء المراكز المختصة في مكافحة السرطان، عبر التكفل الفوري والسريع بالمصابين.
ودعا البروفيسور بونجار في ذات المناسبة إلى ضرورة استحداث سجل خاص بالوفيات جراء داء السرطان، يسمح بتحديد سن الوفاة، وكذا العوامل المسببة للسرطان المؤدي للوفاة، فضلا عن ضرورة تعزيز البحث العلمي في هذا المجال، وإشراك المريض في الأبحاث السريرية، على غرار ما هو معمول به عالميا، من أجل تكفل أفضل بالمصابين.
لطيفة بلحاج