اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن لقاء رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة، أمس، مهم جدا ويكرس النظرة الاستراتيجية للسيد رئيس الجمهورية في إدارة الحكم وتكريس مبدأ الحوار والتشاور، ويرون أن الاجتماع، يعد لبنة أساسية، وإرساء لممارسات جديدة لم تكن في السابق، باعتباره يؤسس لثقافة سياسية جديدة.
وأكد البرلماني والخبير في الاقتصاد البروفيسور عبد القادر بريش في تصريح للنصر، أمس، أن لقاء رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة، أمس، مهم جدا بالنظر إلى السياق والزمن والتوقيت الذي انعقد فيه، على مقربة من الاستحقاق الرئاسي واستدعاء الرئيس للهيئة الناخبة في 8 جوان المقبل.
واعتبر المتدخل، أن هذا اللقاء، يكرس النظرة الاستراتيجية للسيد رئيس الجمهورية في إدارة الحكم، فيما يتعلق بإشراك الطبقة السياسية في القرارات المصيرية التي تخص القضايا الوطنية الهامة والمصيرية.
وأضاف رئيس المجموعة البرلمانية لحركة البناء الوطني عبد القادر بريش، أن هذا اللقاء التشاوري المهم، مناسبة للنقاش حول الأوضاع السياسية والجيوسياسية المحيطة بالجزائر في سياق التحضير للاستحقاق الرئاسي المقبل، موضحا في هذا السياق، أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر، تعتبر رهان دولة وأمر استراتيجي وحيوي بالنظر إلى الظروف الجيوسياسية التي تنعقد فيها، مع التحولات الجارية على مستوى العالم ومحيطنا المباشر، مما يجعل الطبقة السياسية تتوافق حول القضايا الوطنية الهامة بعيدا عن التنافس السياسي.
واعتبر أن الهدف من هذا اللقاء، هو جعل الصورة واضحة حول التوافق بالنسبة لكيفية إنجاح هذه الانتخابات وكيف تكون الرئاسيات القادمة محطة مهمة وحاسمة في مسار استكمال بناء الجزائر الجديدة والتوافق مع كل الشركاء السياسيين على تحضير كل المتطلبات والشروط لإنجاح هذا الاستحقاق، بحيث تكون المشاركة الشعبية واسعة.
وأضاف أن هذا الاجتماع هو تكريس لمبدأ الحوار والتشاور بين رئيس الجمهورية والطبقة السياسية، سواء من خلال اللقاءات السابقة و الآن يأتي هذا اللقاء الشامل والجامع لكل الطبقة السياسية الممثلة في المجالس المنتخبة والذي يعطي دينامية سياسية تحضيرا للاستحقاقات الرئاسية المقبلة، بعيدا عن من يترشح ومن يفوز وبعيدا عن التنافس ولكن يكون هناك توافق حول القضايا الأساسية التي تضمن استقرار الدولة واستقرار مؤسسات الدولة، بحيث تكون الرئاسيات القادمة محطة مهمة في تعزيز الاستقرار المؤسساتي وتقوية مؤسسات الدولة و تكوين جبهة داخلية قوية لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات وإعطاء دفع أقوى للقرار السيادي الوطني في تحقيق متطلبات الأمن والاستقرار والتنمية.
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن لقاء رئيس الجمهورية، مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة، سابقة ويعكس حرص السيد رئيس الجمهورية على الدور المنوط والمنتظر من الأحزاب السياسية والتي من الضروري أن تنخرط في مسعى بناء الجزائر الجديدة وهو المسعى الذي يشتغل عليه رئيس الجمهورية وخاصة أنه في كل محطة يؤكد أن هناك أشواطا كبيرة تم تحقيقها وقطعها وثمار تم الشروع في جنيها و أخرى ستأتي مع الوقت. وأضاف أن هناك عمل جبار يقوم به رئيس الجمهورية بمعية المؤسسات الدستورية وقد حان الوقت لانخراط الأحزاب السياسية والمساهمة في هذا البناء وخاصة وأن السيد الرئيس أكد في عدة مرات أنه منفتح على كل الاقتراحات وكل الأفكار التي تحمي الوطن، سيما في ظل وجود تهديدات وتغيرات جيوسياسية وغيرها من المسائل التي أصبحت اليوم تطبع الساحة الإقليمية والدولية.
وأضاف أن هذا اللقاء مع الأحزاب السياسية، فرصة لجعلها تنخرط في هذا البناء، فمهما اختلفت مشاربها وألوانها السياسية، ضروري أن تضع الوحدة الوطنية وبناء الوطن فوق كل اعتبار، حيث تساهم في البناء بأفكارها واقتراحاتها وخاصة في تقديم المورد والكادر البشري المؤهل.
كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي، أن لقاء رئيس الجمهورية مع الأحزاب السياسية، مناسبة لتنوير الطبقة السياسية وإبراز وجهات نظر السيد رئيس الجمهورية والاستماع إلى انشغالاتها، وأضاف أن الأحزاب هي حلقة وصل بين المواطن والسلطة والحاكم. وأشار المتحدث، أيضا إلى أن الاجتماع، يدخل في إطار اللقاءات التي عودنا عليها السيد رئيس الجمهورية مع وسائل الإعلام والطلبة والعمال والمتعاملين الاقتصاديين وبالتالي هو يريد أن يضع كل الفضاءات الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الحدث وهو الانخراط في بناء الجزائر وخاصة أن هناك تعويلا كبيرا على الإقلاع الاقتصادي والديناميكية الموجودة اليوم، لافتا إلى أن الأحزاب السياسية هي فاعل من الفواعل الأساسية في الديناميكية السياسية والتي مفروض عليها أن تلعب أدوارا متقدمة في حماية وصيانة النسيج الوطني.
واعتبر المتحدث، أن هذه اللبنة الأساسية، تعتبر كتقليد اليوم وإرساء لممارسات جديدة لم تكن في السابق وخاصة أن السيد رئيس الجمهورية منفتح على الجميع والجزائر تسع الجميع .
وقال إننا نلمس من هذا السلوك السياسي، أن ثقافة الحوار السياسي، أصبحت متجذرة، حيث يلتقي السيد الرئيس مع رجال السياسة والشباب والطلبة والمتعاملين الاقتصاديين والنقابيين والعمال وكل هذا يعزز ثقافة الحوار مع مختلف الفضاءات و الأحزاب السياسية وبهذا السلوك، الرئيس يطمئن أن أي وطني وجزائري من حقه أن يقدم اقتراحات و أن هناك آذانا صاغية ولا توجد ثقافة الإقصاء.
وأضاف في السياق ذاته، أنه بهذا السلوك، رئيس الجمهورية، يؤسس لثقافة سياسية جديدة قائمة على الحوار وعدم الاقصاء والاستماع للجميع مع مشاركة الجميع وهذه هي الديمقراطية التشاركية والتي يساهم فيها الجميع بأفكارهم. كما أكد المتحدث، أن هذه اللقاءات تعكس تواصل السيد الرئيس مع المواطنين، مثمنا هذه السلوكيات والإجراءات، لأنها تخدم الديمقراطية.
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور علي محمد ربيج في تصريح للنصر، أمس، أن لقاء السيد رئيس الجمهورية مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة، مهم جدا من ناحية إحياء العملية الاتصالية والتواصل المباشر ما بين رئاسة الجمهورية ممثلة في السيد رئيس الجمهورية وكذلك مجموعة الأحزاب السياسية.
وقال إن هذا تقليد جيد ونستحسنه ونثمنه، مضيفا أن هذا اللقاء وهذا الحوار و الجسر الممتد ما بين رئاسة الجمهورية والأحزاب السياسية، يأتي في توقيت مهم في ظل تحولات دولية كبيرة.
واعتبر المتحدث، أن هذا اللقاء فرصة وفضاء مفتوحا للأحزاب السياسية لطرح الانشغالات على مستوى العمل السياسي في الجزائر أو حتى على مستوى التفاعل ومستوى التحولات التي تحدث داخل الجزائر والاستماع للرئيس بشكل مباشر حول مواضيع طرحت من قبل.
كما أشار إلى الحديث عن الانتخابات الرئاسية ومناقشة الموضوع والاستماع لتصوّر الرئيس وأفكاره، مضيفا أن هناك نية صادقة للرئيس للتحاور والتقارب بين الجزائريين.والتقارب بين الجزائريين .
مراد -ح