تعتزم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إدراج تحسينات جديدة على التسجيلات الجامعية الخاصة بالطلبة الجدد تحسبا للموسم الجامعي المقبل 2024/ 2025، عبر إنشاء جامعة العلوم الطبية تضم عدة تخصصات، واستحداث ملحقات إضافية لها عبر عدد من الولايات، فضلا عن تكريس التسجيل بصفر ورقة، وإعفاء الطلبة الجدد من التوجه إلى الجامعة إلى غاية شهر سبتمبر المقبل لإجراء المقابلات.
تعكف مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على بلورة خارطة طريق الجديدة للدخول الجامعي المقبل، تضمن التكفل الأمثل بالطلبة الجدد خلال مرحلة التسجيلات الأولية والنهائية، فضلا عن السهر على تلبية رغباتهم للالتحاق بالتخصصات التي يوفرها القطاع بناء على ما يتم تحقيقه من نتائج في شهادة البكالوريا، التي لم يعد يفصل عن تنظيمها من قبل وزارة التربية الوطنية سوى بضعة أيام فقط.
وتتضمن أهم مستجدات الموسم الجامعي المقبل وفق مصادر مطلعة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي سيتضمنها المنشور الوزاري قيد الإعداد، في استحداث جامعة للعلوم الطبية ستضم التخصصات الكلاسيكية الثلاثة ذات الصلة بالمجال، وهي العلوم الطبية والصيدلة وجراحة الأسنان، فضلا عن فتح مسار «أل أم دي» ضمن التخصصات الجديدة المزمع اطلاقها الموسم المقبل، من بينها تخصص صناعة الأدوية، وعلم الإعلام الإحيائي، مع التفكير في إدراج تخصص شبه الطبي ضمن جامعة العلوم الطبية.
وينتظر أن يشهد الدخول الجامعي القادم أيضا تعزيز تخصص العلوم الطبية بمقاعد بيداغوجية جديدة، عبر فتح ملحقات جديدة عبر بعض الولايات، وبحسب ذات المصادر فإن الأمر يتعلق بولايات المدية وقالمة وتمنراست وتبسة، بعد معاينة قامت بها الوزارة على مستوى المناطق المعنية، لرصد عدد المقاعد الواجب استحداثها في مجال العلوم الطبية، من أجل تلبية الاحتياجات المحلية في مختلف التخصصات الطبية.
وترمي الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها الوزارة من خلال توسيع الدراسة في العلوم الطبية إلى عدة ولايات، بإنشاء عدة ملحقات للطب التي وصل عددها السنة الماضية إلى 14 ملحقة، إلى دمقرطة الدراسة في مجال العلوم الطبية، وعدم جعلها حكرا على الولايات الكبرى التي تستقطب الطلبة المتفوقين من مختلف الولايات الداخلية، سيما بعد قرار إنشاء أول كلية للطب بالجنوب الكبير التي سيكون مقرها بولاية تمنراست.
كما تحرص الوصاية على تدعيم مسار الرقمنة، بعد أن تم قطع أشواط كبيرة في هذا المجال، من خلال التخلي التدريجي عن استعمال الورق في مختلف عمليات التسيير ذات الطابع الإداري والبيداغوجي، إذ تعتزم وزارة التعليم العالي تكريس التسجيل الرقمي للطلبة الجدد، من خلال إعفائهم التام من القدوم إلى الجامعة من أجل إنهاء بعض الإجراءات الإدارية، من بينها دفع رسوم التسجيل، عن طريق معالجة الإشكالات التي كانت تعيق العلمية.
ووفق تأكيد ذات المصادر فإن الوزارة الوصية عمدت إلى تأجيل المقابلات الخاصة للالتحاق بالمدارس العليا إلى غاية شهر سبتمبر المقبل، أي مع بداية الدخول الجامعي، من أجل ضمان راحة الطلاب الجدد، والسماح لهم بقضاء العطلة الصيفية في ظروف سحنة، استعدادا للالتحاق بالجامعة، علما أن العملية كانت تجري في بداية شهر أوت، مما كان يشكل عبئا ثقيلا على الطلبة الجدد، سيما القاطنين بالمناطق البعيدة.
وسيكون الالتحاق بالجامعة بالنسبة لكافة الطلبة الجدد مع بداية الموسم الجامعي، أي خلال شهر سبتمبر المقبل، بفضل الرقمنة الشاملة للتسجيلات الجامعية، وكذا الترتيبات التي تم وضعها فيما يخص إجراء المقابلات وغيرها من العمليات الإدارية، مما سيخفف العناء عن الطلبة الوافدين من قطاع التربية الوطنية إلى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، بإعفائهم من التردد إلى إدارات الجامعات من أجل إتمام الإجراءات المطلوبة خلال العطلة الصيفية.
ويضاف إلى التدابير الجديدة التي يجري الإعداد لها لتحسين أداء قطاع الجامعات، الإجراء المتعلق بدعم التكوينات باللغة الإنجليزية، وكذا توسيع الشهادة الجامعية المزدوجة على عدة جامعات، بعد أن كان الأمر يقتصر على 6 مؤسسات جامعية فقط، إلى جانب افتتاح المدرسة العليا للأمن السيبراني على مستوى القطب التكنولوجي بسيدي عبد الله بالعاصمة، مع تكريس العمل بالمعدل العام والمعدل الموزون للالتحاق بعدد من التخصصات الجامعية.
لطيفة بلحاج
