تعكف اللجان البيداغوجية المختصة على مستوى المقاطعات التربوية على إتمام عملية إعداد مواضيع امتحان تقييم المكتسبات الذي يشمل هذه السنة لأول مرة نهاية الطورين الأول والثاني ابتدائي، في ظل تطمينات بأن تكون المواضيع مستمدة من المقرر بهدف قياس مستوى التحصيل العلمي للتلميذ.
ويشرف على صياغة الأسئلة التي ستطرح على التلاميذ المعنيين بامتحان تقييم المكتسبات، مفتشو البيداغوجيا في إطار لجنة تسهر على أن تكون المواضيع شاملة لمحتوى المقرر الدراسي، بهدف تقييم مستوى تملك التلميذ للكفاءات الختامية المرتبطة بالتعلمات الأساسية، وتتبع مصادر صعوبات التعليم لدى التلاميذ قصد معالجتها في حينها، وفق ما ورد عن وزارة التربية الوطنية.
وتسعى الوزارة من خلال توسيع امتحان تقييم المكتسبات إلى الأطوار الثلاثة لمرحلة التعليم الابتدائي إلى تفادي الآثار السلبية التي قد تنجم عن عدم تحكم التلاميذ في الكفاءات والتعلمات الأساسية، وذلك بمعالجتها في الوقت المناسب عن طريق الأساتذة بناء على خطة مدروسة، وما يتم تدوينه على البطاقة التحليلية الخاصة بكل تلميذ، بما يساعد على إزالة كافة العقبات التي قد تعيق التلاميذ على إتمام المشوار الدراسي في ظروف ملائمة وأريحية تامة، بما يؤدي إلى تقليص نسبة التسرب المدرسي.
وأوضح في هذا السياق رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميدات في تصريح «للنصر» بأن امتحان تقييم المكتسبات الذي تم إقراره في البداية ليخص تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، يشهد سنويا عدة تحسينات من خلال التدابير التي تقرها الوزارة، لأجل تحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأكد المتدخل بأن الأسئلة الخاصة بهذا الامتحان يتم إعدادها هذه الأيام بعناية فائقة تحت إشراف مفتشي البيداغوجيا، لتجسيد الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التربية الوطنية، عن طريق إرساء هذه الآلية الجديدة في التقويم، سيما وأن الامتحان يتوج بإعداد بطاقة تحليلية خاصة بكل تلميذ، بما يوفر كافة المعلومات والمعطيات للأساتذة في المستويات الموالية لتقويم التلميذ، وتصويب الاختلالات.
وأكد الأستاذ حميدات في هذا الصدد بأن تقويم التلاميذ بناء على البطاقات التحليلية يتم في إطار عمل متناسق ومتكامل، وفي ظل متابعة من قبل مفتشي البيداغوجيا وكذا مدراء المؤسسات التعليمية، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من امتحان تقييم المكتسبات.
وأضاف المصدر بأن الأسئلة تكون عادة في مستوى التلميذ المتوسط، وهي ليست بالصعبة ولا بالسهلة، لتمكين التلميذ الذكي والمتوسط من الإجابة عليها، لأن الغرض من الامتحان الوقوف على النقائص والاختلالات بعد عملية التصحيح، وإعداد خارطة طريق للأستاذ في السنة الموالية لمرافقة التلاميذ الذين تظهر عليهم نقائص أو عدم تحكم في بعض الكفاءات والتعلمات.
ويشار إلى أن وزارة التربية الوطنية حددت الفترة ما بين 6 و20 من شهر أفريل الجاري لإعداد مواضيع امتحان تقييم المكتسبات الخاصة بنهاية الأطوار الأولى والثانية والثالثة للتعليم الابتدائي، لتنطلق بعدها مرحلة طباعة المواضيع تحسبا لتنظيم الاختبارات الكتابية أيام 11 و12 و13 من شهر ماي المقبل.
ويمتحن تلاميذ السنة الثانية والرابعة ابتدائي في مادتي اللغة العربية والرياضيات، بمعدل امتحان واحد في اليوم، في حين يدوم امتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي ثلاثة أيام، وتشمل الاختبارات الكتابية سبع مواد تعليمية، وهي اللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضيات والتاريخ واللغات الأمازيغية والإنجليزية والفرنسية، على أن تكون المواضيع مشتركة بين تلاميذ نفس المقاطعة البيداغوجية.
وتشدد نقابات التربية الوطنية على ضرورة مرافقة التلاميذ خلال هذه الفترة من طرف الأولياء، ويؤكد في هذا الصدد رئيس نقابة أساتذة التعليم الابتدائي بأن التأطير الذي يحظى به التلميذ من قبل الآباء يساعده على التحضير الجيد للامتحان، وعلى تخطي الصعوبات التي قد تعترضه خلال عملية المراجعة، على أن يتكفل الأساتذة باستدراك نقاط الضعف، بعد تقييم الكفاءات المستهدفة في كل مادة تعليمية معنية بامتحان تقييم المكتسبات.
لطيفة بلحاج
