أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين، جيلالي عزواي، أمس، وفرة رؤوس الماشية المخصصة لإحياء شعيرة الأضحية، بفضل الجهود التي بذلها المربون خلال العام، متوقعا تسجيل استقرار في أسعار الأضاحي، بناء على ما تم جمعه من معطيات على مستوى مناطق الإنتاج التي شرعت في تموين السوق من أجل تغطية الطلب.
وأفاد السيد عزاوي في تصريح "للنصر" بأن مناسبة عيد الأضحى ستجرى على غرار كل سنة في ظروف مريحة، بفضل وفرة رؤوس الماشية عبر مختلف أنحاء البلاد، نافيا تسجيل تراجع في الإنتاج أو قلة في العرض، موضحا بأن الموالين حرصوا على مواصلة النشاط رغم الجفاف والمصاعب التي واجهتهم من أجل التحضير لمناسبة العيد.
وجدد المتدخل التأكيد بأن الخرفان التي تم استيرادها من رومانيا ليست موجهة لتموين نقاط البيع الخاصة بالأضاحي، وإنما لتدعيم السوق باللحوم الحمراء وكسر أسعار هذه المادة بعد أن بلغت مستويات قياسية، فضلا عن الحفاظ على الثروة الحيوانية التي شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب شح الأمطار، وكذا سوء استغلال هذه الثروة، مما حال دون التمكن من تجديدها.
وأضاف رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين بأن أسعار الأضاحي تتجه نحو الاستقرار، وهي تقاس بسعر الكيلوغرام الواحد من اللحم المقدر عبر عدة مناطق بـ 1850 دج، مؤكدا بأن المضاربين والدخلاء على نشاط التربية الحيوانية كانوا يسعون لمضاعفة الأسعار لتصل إلى 5 آلاف دج للكلغ، من أجل تحقيق الأرباح، عبر استغلال هذه المناسبة الدينية التي تشرع الأسر في التحضير لها قبل عدة أشهر.
وتسعى من جهتها الشركة العمومية للحوم الحمراء "ألفيار" إلى اتخاذ تدابير جديدة لضمان استقرار أسعار الأضاحي، وكذا تنظيم عملية الذبح، التي تجري عادة في الفضاءات العامة وأسفل العمارات عبر عدة تجمعات سكانية، وفق ما كشفت عنه مصادر من نقابة الموالين، من خلال فتح نقاط تابعة للشركة تخصص لبيع الأضحية والتكفل بنحرها على مستوى المذابح، بأسعار جد معقولة لا تزيد عن 50 ألف دج، بهدف توفير الظروف الملائمة لإحياء هذه الشعيرة الدينية وتخفيف العبء عن الأسر.
وأضاف من جهته العضو في الفيدرالية الوطنية للموالين محمد بوكرابيلة في حديث معه، بأن الإنتاج المحلي من رؤوس الماشية جد وفير، مما يغني مصالح وزارة الفلاحة عن استيراد كميات إضافية لتغطية الطلب، مع التذكير بأن العدد الإجمالي للخرفان التي تنحر بمناسبة العيد يقدر بحوالي 4 ملايين رأس.
وبرر المصدر أسعار الأضاحي المطروحة في السوق بغلاء الأعلاف، التي يتم اقتناؤها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة مقارنة بتلك المعتمدة من قبل الديوان الوطني لتغذية الأنعام، الذي يعرض سعر القنطار الواحد من الشعير بـ 2600 دج، في حين يباع في السوق الموازية بـ 6 آلاف دج، و4800 دج بالنسبة لمادة النخالة، التي لا يزيد سعرها عن 1800 دج لدى نقاط البيع المعتمدة من طرف مصالح وزارة الفلاحة.
واتهم المتدخل بدوره المضاربين باستغلال جهود المربين، عبر اقتناء رؤوس الماشية التي تم اعدادها للاحتفال بالعيد، وإحياء شعيرة النحر، وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة، معتقدا بأن الغرض من هذه الممارسات إيهام المواطنين بأن قطاع الفلاحة يعيش أزمة بسبب تراجع الثروة الحيوانية، وبضرورة الاستيراد لسد العجز.
كما كشف العضو القيادي في نقابة المربين عن إطلاق مبادرة بالتنسيق مع المساجد لتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر المعوزة، في إطار العمل التضامني الرامي إلى إدخال فرحة العيد على الجميع، تجسيدا للروح التضامنية التي تجمع بين الجزائريين، خصوصا في مثل هذه المناسبات.
لطيفة بلحاج