الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

اعتراف البرلمان السلوفيني بالدولة الفلسطينية: ثمار الدبلوماسية الجزائرية الهادئة ظهرت


صادق البرلمان السلوفيني ليلة الثلاثاء على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد أيام قليلة فقط، من الزيارة التي قادت الوزير الأول السلوفيني، السيد روبيرت غلوب، إلى الجزائر واستقباله من قبل السيد الرئيس عبد المجيد تبون.
وبالرغم من كون هذه الزيارة، تكللّت بالتوقيع على عدد من المعاهدات بين البلدين في شتى الميادين، لاسيما في الطاقة والذكاء الاصطناعي، إلا أن المسؤول السلوفيني، ومباشرة بعد نهاية محادثاته الانفرادية مع الرئيس عبد المجيد تبون، أعلن، في تصريحه لوسائل الإعلام أن النقاش تمحور بشكل لافت حول مستقبل العلاقات الدولية، إذ صرح بالحرف الواحد:» اتفقت مع الرئيس تبون على حرية الشعوب في تقرير مصيرها، كما هو الشأن بالنسبة للقضية الفلسطينية»، مضيفا «سلوفينيا والجزائر تعملان معا في مجلس الأمن الدولي كعضوين غير دائمين لدعم خيار حرية الشعوب».
ومباشرة بعد تلك التصريحات التي تحدث فيها أيضا الوزير الأول السلوفيني، عن دعم بلاده خيار تقرير المصير، بالنسبة للشعب الصحراوي، خرجت علينا «الدعاية المخزنية» (مثلما جرت عليه العادة دائما)، بتحليلات وقراءات ما أتى الله بها من سلطان، من خلال نفي وتكذيب تصريحات المسؤول السلوفيني، بالرغم من كونها مسجلة بالصوت والصورة على شاشات التلفزيون، ونقلتها الكثير من وكالات الأنباء العالمية.
وسارعت في الوقت نفسه، بعض الوسائط الإعلامية العربية إلى الحديث عن دور «بعض الدول» في إقناع دولة سلوفينيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وادعاء تحرك آلتها الدبلوماسية في الأسابيع الماضية، لكن «الحقيقة» التي يجب أن يعلمها الجميع، أن الجزائر «وبكل تواضع وهدوء» هي التي ساهمت في اتخاذ هذا البلد الأوروبي لقراره التاريخي.
والأدلة التي يمكن إتيانها في هذا السياق، حيث وإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول السلوفيني عند زيارته إلى الجزائر، فإن وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، قد قام بزيارة سلوفينيا بتاريخ 06 نوفمبر الماضي، وهناك جمعته محادثات مطولة مع نظيرته السيدة «تانيا فايون»، وصرح عقبها بأن المجتمع الدولي مطالب الاعتراف بالقضيتين الفلسطينية والصحراوية، مضيفا في الوقت نفسه أنه تلقى من الحكومة السلوفينية ردة فعل ايجابية تجاه الرؤية الجزائرية حول العديد من الملفات الدولية.
وفي نفس اليوم بالذات، جمع الوزير أحمد عطاف لقاء عمل مع رئيسة المجلس الوطني السلوفيني، السيدة أورشكا كلاكوشار زوبانشيش، حيث أشاد آنذاك الطرفان بالمساهمة التي تقدمها الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، لاسيما بعد قيام الجانبين بتشكيل وتفعيل مجموعتي الصداقة البرلمانية.
ويتوقع أن تقوم السيدة أورشكا كلاكوشار زوبانشيش هذا العام بزيارة الجزائر، رداً على الزيارة التي قام بها إلى سلوفينيا رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد ابراهيم بوغالي، شهر أكتوبر من سنة 2022. واستغل الوزير عطاف تواجده في جمهورية سلوفينيا، لملاقاة رئيسة البلاد، السيدة ناتاشا بيرك موسار، حيث نقل إليها تحيات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وأبلغها رسالة شفوية من لدنه تؤكد حرصه على العمل معها لاستغلال كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات الجزائرية-السلوفينية إلى أسمى المراتب المتاحة، مستغلا الفرصة لمفاتحتها في موضوع الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة المحاصر.
ولم تتوقف خطوات الجزائر عند ذلك الحد فقط، بل تعدّت إلى قرار الحكومتين إلى فتح سفارتين، بكل من العاصمتين: الجزائر ولوبليانا، لتوطيد أواصر العلاقة أكثر، مع تكثيف المشاورات بين البلدين باعتبارهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن.
ودائما ما تفضل الجزائر إستراتيجية «الهدوء» لبلوغ أهدافها في التعريف بشرعية القضية الفلسطينية، دون الاعتماد على «البهرجة الإعلامية» مثلما يفعله البعض، لأن الدبلوماسية الجزائرية «مؤمنة» فعلا لا قولا فقط بالحقوق الشرعية للشعوب في تقرير مصيرها.
محمد-ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com