أكد خبراء ومحللون، أمس، على أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 7 سبتمبر القادم والتي تجري في ظروف مميزة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، واعتبروا أن الرهان الكبير هو ارتفاع نسبة المشاركة، سيما في ظل التحديات الداخلية والخارجية، ويرون أن قوة المشاركة الانتخابية، تعطي قوة لمؤسسة الرئاسة، بغية الاستمرار في الإصلاحات الداخلية و تكريس الجزائر الجديدة وإسماع صوت الجزائر أكثر في الساحة الدولية وتكريس استقلالية السياسة الخارجية .
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومدير معهد الحقوق بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة الدكتور عومار بلحربي، في تصريح للنصر، أمس، على الأهمية القصوى للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 7 سبتمبر المقبل، بالنظر إلى أن منصب رئيس الجمهورية هو أهم منصب في الدولة الجزائرية في السلطة التنفيذية، معتبرا أن الرهان الكبير هو ارتفاع نسبة المشاركة، سيما في ظل التحديات الداخلية والخارجية .
وأشار في هذا الإطار إلى أنه من بين التحديات الداخلية، الاستمرار في الإصلاحات والنمو الاقتصادي، خصوصا وأن كل المؤشرات تدل على أننا في الطريق الصحيح، حيث تعطي المؤسسات الدولية، مؤشرات مهمة بخصوص الاقتصاد الوطني، إلى جانب ذلك استمرار الجزائر في استقلالية سياستها الخارجية.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن وجود انتخابات نزيهة وارتفاع نسبة المشاركة، يعطي قوة لمؤسسة الرئاسة باعتبارها صانع السياسة الخارجية بالنظر إلى صلاحيات رئيس الجمهورية، وهذا بغية تكريس استقلالية السياسة الخارجية والاستمرار في النجاح الدبلوماسي الذي فرضته الجزائر، خاصة هذه السنة بعد دخولها إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم ومدافع عن القضايا العادلة .
ومن جانب آخر، أشار المتدخل إلى دور المجتمع المدني فيما يخص التحسيس والتوعوية بأهمية الاستحقاق المقبل، بالإضافة إلى دور الأحزاب السياسية في توعية الأفراد داخل المجتمع والنزول أكثر إلى القاعدة، لافتا في هذا الصدد، إلى أهمية تكاتف جهود جميع الفاعلين في المجتمع، لإبراز أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة، بغية الاستمرار في الإصلاحات وتكريس الجزائر الجديدة وبناء دولة المؤسسات وإسماع صوت الجزائر أكثر في الساحة الدولية.
ومن جانبه، ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن استدعاء رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للهيئة الناخبة هو تجسيد فعلي لقرار إجراء انتخابات رئاسية مسبقة في 7 سبتمبر المقبل وعلى الإرادة السياسية القائمة.
وأشار إلى أن الانتخابات الرئاسية، تجري في ظروف مميزة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، موضحا أنه على المستوى الداخلي، توجد هناك مقاربة يشتغل عليها السيد رئيس الجمهورية، تتعلق بمواصلة الإصلاحات والمسار التنموي وخاصة في إطار الاستقرار الذي تعيشه الجزائر على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وأضاف أنه في إطار التزامات السيد رئيس الجمهورية ال54 هناك ورشات كبرى مفتوحة، تشتغل عليها الجزائر، خاصة على المستوى الاقتصادي، لافتا إلى نتائج وثمار هذه الورشات الاقتصادية، تظهر على المدى البعيد وبالتالي المرحلة القادمة، تحتاج إلى تدعيم المسار والمكتسبات وخاصة على المستوى الاجتماعي والسياسي والتي أقرها السيد رئيس الجمهورية .
وأوضح المتحدث، أن هناك مكاسب تحققت على المدى القريب وبعض المكاسب الأخرى ستتحقق على المدى الطويل، معتبرا أنه من الضروري تثمين والحفاظ على هذه المكاسب التي مست الجبهة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، على غرار الزيادات في الأجور والمنح والمعاشات وما تعلق بمنحة البطالة والفئات الشبانية وغيرها من المكاسب التي تعزز المسار الديمقراطي في الجزائر والنسيج المجتمعي.
وقال في هذا السياق، أنه على الجزائريين الانخراط في هذا المسعى الانتخابي والذهاب إلى صناديق الاقتراع، مهما كانت المشارب السياسية للمترشحين وألوانهم الايديولوجية، من أجل اختيار الرئيس القادم والذي يحافظ على المكاسب المحققة خلال المرحلة الحالية .
من جانب آخر، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 ، أن الانتخابات القادمة، ستكون رسالة للخارج على أن هناك مسارا ديمقراطيا و تنافسا حرا وشفافا وفي إطار خدمة المصلحة العليا للبلاد وانسجام شعبي والتفاف حول مؤسسات الجمهورية، حتى لا نترك أي فرصة لأعداء الخارج الذين يتربصون بالجزائر، من أجل البحث عن أي ثغرات، قد تنخر النسيج الوطني.
وأضاف في هذا الصدد، أن التحديات الخارجية، تحتاج أن يكون النسيج الوطني واحدا، لافتا إلى الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية في السنوات الأخيرة والاشادة بالجزائر ودورها المحوري والإقليمي في حل الأزمات والمرافعة القوية عن القضايا، سواء على المستوى الإفريقي والعربي.
وأضاف أن الجزائر يعول عليها كشريك قوي، سيما و أنها بوابة إفريقيا ولها مكانة في القارة الافريقية .
من جهة أخرى، أشار المتدخل، إلى الأدوار المنوطة بالأحزاب السياسية في التجنيد السياسي والتعبئة للانتخابات الرئاسية والتي تعتبر قضية وطنية وتحتاج إلى اهتمام كبير وانخراط قوي للأحزاب في هذه المساعي المتعلقة بهذا الاستحقاق.
مراد -ح