أكدت نقابات التربية الوطنية بأن التصحيح المتعدد لأوراق البكالوريا دورة جوان 2024 الذي بلغ لأول مرة التصحيح السادس، يرمي إلى حفظ حقوق المترشحين، لا سيما التلاميذ النجباء تنفيذا لتوجيهات تلقتها مراكز التصحيح من الوزارة الوصية، بعد تسجيل عدة شكاوى من الأولياء في دورات سابقة.
وأوضح رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري في اتصال معه، بأن الغرض من تصحيح بعض أوراق البكالوريا عدة مرات، وصولا إلى التصحيح السادس يعد ظاهرة إيجابية من شأنها أن تمنح المترشحين، لا سيما النجباء منهم علامات قريبة من مستوى الأداء خلال السنة الدراسية.
وأضاف المتدخل بأن الإصرار على تمديد عملية التصحيح من خلال إخضاع بعض أوراق الإجابة إلى التصحيح الخامس ثم السادس، يهدف إلى حفظ حقوق التلاميذ الذين ثابروا واجتهدوا خلال العام الدراسي لتحقيق نتائج مرضية في شهادة البكالوريا، كما يرمي إلى الحد من الشكاوى التي يرفعها كثير من الأولياء بعد ظهور نتائج البكالوريا، اعتقادا منهم بأن عملية التصحيح لم تكن منصفة، ولم تثمن جهود أبنائهم، ولم تكن مرآة عاكسة لمستواهم الفعلي.
وأفاد المصدر بأن نقابته بادرت إلى إثارة إشكالية تعدد عمليات التصحيح لأوراق البكالوريا على وزارة التربية الوطنية، التي أكدت حرصها على اتخاذ تدابير احتياطية إضافية لإنصاف المترشحين، وإرضاء الأولياء والحد من الشكاوى الناجمة عن عدم اقتناء عديد الآباء بنتائج أبنائهم في شهادة البكالوريا، سيما فيما يخص النقاط المحصل عليها في المواد الأساسية.
واعتبر رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين بأن الذهاب إلى التصحيح الخامس ثم السادس يعد أمرا عاديا لا يحمل أي غرابة، عكس ما يعتقده البعض، متوقعا بأن تكون النتائج في مستوى توقعات الأولياء بعد أن تم عرض أوراق المترشحين على عديد الأساتذة لمراجعتها وتصحيحها بدقة متناهية، والمقارنة بين نتائج البكالوريا وتلك المحصل عليها في العام الدراسي.
وأضاف من جهته المكلف بالإعلام بنقابة ثانويات الجزائر فواز مذكور في اتصال معه بأن عديد مراكز التصحيح لجأت لأول مرة إلى إعادة استدعاء الأساتذة المصححين بعد أن أتموا العملية وأمضوا على محاضر الخروج في عطلة، سيما وأن بعضهم كانوا معنيين بالتصحيح الرابع لأوراق البكالوريا.
وبرر المتدخل الإجراء بالحرص التام من قبل الوصاية على إنصاف التلاميذ، مشيرا إلى أن التصحيح المتعدد لورقة الامتحان تقتصر على المترشحين النجباء الذين حققوا نتائج مرضية في العام الدراسي، لكن نتائجهم في البكالوريا كانت أقل، موضحا بأنه في دورات سابقة كان التصحيح الرابع يتم في حال كان الفارق يصل إلى 8 نقاط مقارنة بما تم تحقيقه في العام الدراسي، قبل أن يتم تقليصه إلى 4 نقاط.
وأضاف الأستاذ مذكور بأن نقابة ثانويات الجزائر كانت من ضمن المؤيدين لاعتماد التصحيح الرابع السنة الماضية، لأنه في صالح التلميذ، لكنها اقترحت هذه السنة أن يتم الإعداد المسبق للأساتذة قبل اتخاذ قرار تمديد العملية، فضلا عن ضرورة إلزام التلاميذ المرشحين لنيل شهادة البكالوريا بعدم هجران مقاعد الدراسة قبل إنهاء الموسم، حتى تكون المقارنة بين نتائج البكالوريا والنتائج الفصلية مبنية على معطيات موضوعية.
ويؤكد المتدخل بأن التصحيح المتعدد ليس إجراء عاما يخص نسبة هامة من المترشحين لنيل شهادة البكالوريا، بل يمس الطلبة النجباء في حال ما إذا تم الوقوف على تراجع في النتائج المحققة في الشهادة، بسبب ظروف معينة، كالضغط النفسي أو الإرهاق أو غيرها، المؤثرة على أداء الممتحنين، لذلك يعاد تصحيح الورقة من قبل عدة أساتذة لمعالجة الاختلالات بما يخدم مصلحة التلميذ.
وتعني العملية مختلف المواد ولا تقتصر على المواد الأدبية عكس ما يشاع، وبحسب الأستاذ الصادق دزيري فإن وزارة التربية الوطنية قد تلجأ هذه المرة أيضا إلى الترخيص بالإطلاع على ورقة الامتحان من قبل الممتحنين، لكن في ظل شروط جد صارمة، للتأكد من طريقة التصحيح ومدى تطابقها مع مضمون الإجابة.
لطيفة بلحاج