جنّدت الحماية المدنية الجزائرية ترسانة ضخمة من أعوانها ومعدّاتها لإخماد حرائق غابية، اندلعت، في بعض الولايات على غرار غابات تيزي وزو، وكذا ولاية بجاية، حيث تنقّل المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، و كذا المدير العام للغابات جمال طواهرية، للوقوف على سير عمليات التدخل لإخماد الحرائق، كما تم اخلاء بعض المساكن من قاطنيها لتفادي أي طارئ.
واصلت فرق التدخل للحماية المدنية، طيلة نهار أمس، جهودها لإخماد الحرائق التي اندلعت بغابات بعض الولايات، وقالت الحماية المدنية إنها تعمل على إطفاء حرائق الغابات في 5 ولايات من الوطن، وحسب بيان لها فإن الولايات المعنية هي تيزي وزو و سكيكدة وسوق أهراس وتيسمسيلت وبجاية، وجندت الحماية المدنية لهذا الغرض وسائل هامة للتدخل منها أرتال للتدخل البري بالشاحنات المزودة بالصهاريج، إضافة إلى طائرات إطفاء ومروحيات، إضافة إلى الوسائل التابعة لمديريات الغابات وشاحنات خاصة لمنع توسع رقعة الحرائق.
وأوضحت ذات المصالح، أنها سجلت 20 تدخلا في حرائق الغطاء النباتي. وكذا 15 تدخلا في حرائق الغابات، الأدغال والأحراش. حيث تم إخماد 7 حرائق نهائيا. فيما لا تزال عملية الحراسة متواصلة لحريق واحد. كما لا تزال عملية الاخماد متواصلة لـ3 حرائق أخرى وهي تحت السيطرة.
و أشارت مصالح الحماية المدنية، أنها سخرت لإخماد هذه الحرائق 184 شاحنة تدخل، 10سيارات إسعاف، 10 مركبات قيادة، و كذا 10 طائرات إخماد، و 826 عونا بمختلف الرتب.
وكشف المفتش في الحماية المدنية، العقيد فاروق عاشور، عن تسجيل، 31 حريقا على مستوى عدة ولايات، بين يومي الجمعة والسبت، وقال بأن أهم تلك الحرائق تم تسجيلها على مستوى ولايتي تيزي وزو و بجاية، مؤكدا بأنه تم تسخير إمكانيات معتبرة لإخماد تلك النيران.
وقال بهذا الخصوص، بأن ولاية تيزي وزو كانت الأكثر تضررا حيث تم تسجيل 4 بؤر حرائق في نفس الوقت تقريبا، في أماكن مختلفة، وهو ما تطلب وضع مخططات تدخل فعالة وسريعة للتعامل مع الوضع ميدانيا، خاصة وأن بعض تلك الحرائق كانت بالقرب من التجمعات السكانية، حيث كان الهدف الأساسي لوحدات التدخل هو حماية الأشخاص و الممتلكات، وذلك برغم الظروف الجوية التي لم تساعد فرق التدخل خاصة قوة الرياح التي ساهمت في تأجيج ألسنة اللهب وانتقال الحرائق.
وقد شهدت ولاية تيزي وزو، حرائق مست بعض الغابات، لاسيما بمنطقة آيت محمود، وكذا منطقة آيت فراح وإمربطن وعزوزة، ببلدية الأربعاء نايث ايراثن، على بعد ثلاثين كيلومترا من وسط شرق ولاية تيزي وزو. وحسب آخر حصيلة لمصالح الحماية المدنية، فإن جهود الإخماد متواصلة ببني دوالة، وذلك على مستوى كل من غابتي تقراقرة، وتخوخت، أين تم وضع جهاز أمني لحماية سكان المنطقتين من النيران.
وقد تم حشد الوسائل المادية والبشرية من طرف الحماية المدنية وقطاع الغابات والجماعات المحلية، إلى جانب الهلال الأحمر الجزائري وعدد من المواطنين لإخماد هذه الحرائق. وكان من بين الوسائل المجندة خلال هذه العمليات، تلك الخاصة بالوحدات الثانوية وبالوحدة الرئيسية لمدينة تيزي وزو والرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات.
وقد تم تعزيز هذه الوسائل بـ 6 طائرات قاذفة للمياه AT 802 وطائرة بيرياف، بالإضافة إلى تجنيد الأرتال المتنقلة للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالحميز (الجزائر العاصمة) وتلك التابعة لولاية البيض اللتين كانتا متواجدتين بولاية البويرة، بالإضافة إلى وحدة ولاية النعامة التي كانت تتواجد بتيزي وزو إلى جانب المفرزة الجهوية لولاية البليدة.
المديران العامان للحماية المدنية و الغابات يقفان ميدانيا
وتنقل مساء السبت المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف إلى ولاية تيزي وزو للوقوف على سير عمليات التدخل لإخماد حرائق الغابات التي اندلعت نهاية الأسبوع الماضي بالولاية، حسبما جاء في بيان المديرية العامة للحماية المدنية. ووقف المدير العام على سير عمليات التدخل لإخماد حرائق الغابات بكل من آيت فراح وإمربطن وعزوزة، ببلدية الأربعاء نايث ايراثن، على بعد ثلاثين كيلومترا من وسط شرق ولاية تيزي وزو.
بدوره التحق المدير العام للغابات، جمال طواهرية، أمس، بالفرق المجندة ميدانيا بولاية تيزي وزو، والتي تعمل على إخماد الحرائق التي تشهدها عدد من غابات المنطقة. وأفاد طواهرية، في تصريح صحفي، أنه تم إخلاء عدد من المساكن جراء الحريق الذي اندلع أول أمس الجمعة، على الساعة الواحدة والنصف زوالا، متى تم التبليغ عنه من طرف المواطنين ليتم التدخل الأولي لاستكشاف المكان «خاصة وأن التضاريس الصعبة للمنطقة والبساتين صعّبت من مهمة التدخل»، يقول.
وأشار المدير العام للغابات، أن تقييم الأضرار والمساحات المحروقة سيكون بعد إخماد الحريق «الأهم حاليا هو الحفاظ على الأرواح»، يؤكد المسؤول ذاته، مشيرا إلى أن أغلب الخسائر تمثلت في بساتين للسكان وبعض السكنات خاصة وأن الرياح ساهمت في اتساع رقعة الحرائق.
وحسب مدير محافظة الغابات بولاية تيزي وزو، يوسف ولد محند، فإن الفرق تتدخل بالتناوب من أجل السيطرة على الحرائق ومنع انتشارها إلى السكنات. من جهته أشار مدير الحماية المدنية لولاية تيزي وزو عبد الحكيم شابور، إلى أن الحرائق بدأت في النشوب منذ مساء الجمعة الماضي، مشيرا إلى محاصرة النيران بالإمكانيات المتوفرة على مستوى الولاية. وأضاف أن المديرية العامة للحماية المدنية أرسلت إمكانيات كبيرة للتدخل.
إجراءات مشددة لحماية السكان والممتلكات
كما عرفت ولاية بجاية اندلاع حرائق خاصة حريق غابة بالمكان المسمى مزوارة ببلدية أكفادو. حيث تم تنصيب مركز القيادة العملياتي المركزي، على مستوى الوحدة الرئيسية للحماية المدنية لمتابعة عمليات إخماد الحرائق على مستوى الولاية، وأوضح بيان صادر عن مصالح الحماية المدنية، تسخير لهذه العملية 18 عونا من مختلف الرتب و 03 شاحنات إطفاء وسيارة إسعاف و 3 طائرات AT 802 ، إلى جانب أرتال ولاية بجاية و الأغواط و كذا برج بوعريريج و مفرزة حرائق الغابات لولاية سطيف.
وتنقل المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، أمس، إلى ولاية بجاية للوقوف على سير عمليات إخماد حريق غابة بأدكار، حسب ما أفاد به بيان للحماية المدنية. وعاين بوغلاف -يضيف البيان- جهاز التدخل المسخر، كما قدمت له شروحات حول سير عمليات التدخل لإخماد الحرائق المتبقية. وبالمناسبة أسدى تعليمات بـ “تدعيم الجهاز التدخلي واتخاذ كل الإجراءات الوقائية الضرورية لتفادي اتساع رقعة الحريق نحو المجمعات السكنية”. وشدد المدير العام للحماية المدنية على ضرورة حماية السكان وممتلكاتهم، حيث عمدت فرق التدخل إلى تجسيد تلك التعليمات ميدانيا من خلال محاصرة بؤر الحرائق ومنع امتدادها إلى المناطق السكنية وإقامة مناطق أمنية لحماية السكان، من خلال وضع إمكانيات و نشر فرق تدخل على الأرض مع الاستعانة بوحدات التدخل الجوي لمنع انتشار رقعة الحريق، بالإضافة إلى توعية المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر وتفادي الاقتراب من المناطق المشتعلة والتدخل بطرق بدائية وبوسائل تقليدية وهو ما قد يعرضهم للخطر خاصة خطر الاختناق نتيجة الدخان المتصاعد.
ع سمير/س إ