ـ أزلنا نقاط الظل بين البلدين وأكدنا على التمسك بسيادة البلدين ـ النيجر تعتبر الجزائر البلد الشقيق والجار والصديق ـ النيجر دولة غنية بالموارد ويمكن للجزائر أن تلعب دورا رئيسيا في تطويرها
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الوزير الأول لجمهورية النيجر، السيد علي محمد لمين زين، الذي سلمه رسالة من رئيس المجلس العسكري بالنيجر، السيد عبد الرحمن تياني، مؤكدا أن النيجر تعتبر الجزائر البلد الشقيق والجار والصديق، و أشار إلى أن التوضيحات التي «قدمها لنا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أثرت فينا بعمق، و سوف ننقلها إلى الرئيس النيجري».
و أجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، محادثات موسعة مع وفد جمهورية النيجر الذي يقوده الوزير الأول السيد علي محمد لمين زين.
وقد حضر هذه المحادثات عن الجانب الجزائري، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، السيد بوعلام بوعلام، الى جانب عدد من أعضاء الحكومة.
و عقب المحادثات أدلى الوزير الأول النيجري بتصريح، أكد من خلاله أن هذا اللقاء كان «شرفا منحه لنا رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية»، و أضاف «لقد تم إيفادنا من طرف رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن الجنرال عبد الرحمان تشياني حاملا رسالة هامة.. كان الهدف من هذا اللقاء هو استعراض جوانب التعاون بين البلدين».
مؤكدا أن اللقاء «استغرق ساعتين من الزمن رغم جدول العمل المكثف لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون».
و أشار إلى أنه «تم مناقشة القيم الأساسية الثلاث، للشراكة، وهي حسن الجوار بحكم تقاسم حدود مشتركة طويلة، الأخوة إذ يوجد مواطنين من الجهتين و الصداقة»، مضيفا أنه «كان من الضروري إعادة تنشيط هذه العلاقات التي تأثرت منذ أحداث 26 جويلية».
و قال الوزير الأول النيجري إن «النيجر تعتبر الجزائر البلد الشقيق والجار و الصديق، كان من الضروري أن تكون بجانبنا منذ الساعات الأولى عندما هُددنا بهجوم فشعرنا بغياب هذا الجار».
مؤكدا في هذا الصدد «إن التوضيحات التي قدمها لنا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أثرت فينا بعمق، سوف ننقلها إلى الرئيس النيجري».
و في ما يخص التعاون بين البلدين، أكد أن «النيجر دولة غنية بالموارد الطبيعية، ويمكن للجزائر بخبرتها وتجربتها أن تلعب دورا رئيسيا في تطويرها لصالح شعوبنا».
الوزير النيجري قال إنه تم «إزالة نقاط الظل التي قد تكون موجودة بين البلدين، وأكدنا على التمسك بسيادة البلدين، و أن النيجر اختارت الطريق الذي يعبر من خلاله عن غيرته الشديدة عن سيادته».
و أوضح في تصريحه أن «النيجر يلاحظ أيضا الموقف الثابت للجزائر الرافض دائما للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية».
لافتا في هذا الشأن «لقد تم مناقشة هذه المواضيع خلال هذا اللقاء».
و اختتم الوزير الأول النيجري تصريحه بالتأكيد أن «الجيل الحالي محب للسلام، كما هو دائما جيل ملتزم بالدفاع عن سيادته، واستقلاله الحقيقي مهما كانت الظروف ولصالح كل ما يتطلع إليه المواطنون».
وكان الوزير الأول وزير الاقتصاد والمالية لجمهورية النيجر السيد علي محمد لمين زين الذي أنهى مساء أمس زيارته الرسمية إلى الجزائر والتي دامت ثلاثة أيام، قد أشار خلال المحادثات التي أجراها مع الوزير الأول نذير عرباوي يوم الاثنين إلى أن زيارته إلى الجزائر رفقة وفد وزاري هام «تكتسي أهمية بالغة، معربا عن اعتزازه بتواجده بالجزائر، التي كان لها دوما دور حاسم في مرافقة بلاده في جهودها التنموية، ومواقف إيجابية تجاه جمهورية النيجر، لاسيما في أصعب المراحل التي مرت بها، معربا على وجه الخصوص عن شكره و تقديره البالغ لموقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرافض لأي تدخل عسكري بالنيجر».
كما أعرب السيد علي محمد لمين زين أول أمس عن تمسك بلاده قيادة وحكومة وشعبا بالشراكة والتعاون مع الجزائر التي تربطها معها علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار، وتطلعها إلى المضي قدما في تعزيز التعاون الثنائي بما يسهم في مرافقة جمهورية النيجر في مساعيها الرامية إلى تعزيز السيادة الوطنية على ثرواتها، وتحقيق أهداف الاستقرار والتنمية، ومواجهة التحديات المشتركة التي تعرفها المنطقة، مؤكدا على أهمية المشاريع الهيكلية المشتركة بالإضافة إلى تلك التي خصصتها الوكالة الجزائرية
وخلال جلسة العمل التي شملت وفدي البلدين «أكد الوزير الأول على الأهمية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتطوير العلاقات الثنائية مع جمهورية النيجر الشقيقة، منوها بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين», حسب بيان للوزارة الأولى صدر أمس الاول.
كما أشار الوزير الأول إلى التعاون الثنائي الذي يطمح البلدان إلى الارتقاء به إلى مراتب افضل في إطار الآليات الثنائية ومن خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، من أجل تنفيذ برامج التعاون القائمة و استكمال المشاريع التنموية المشتركة، وهو ما عكسته اللقاءات الثنائية لعدد من أعضاء حكومتي البلدين، واللقاء الموسع الذي ترأسه رئيس الجمهورية أمس.
وفي التعاون العسكري استقبل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة, أمس الأول وزير الدولة وزير الدفاع الوطني لجمهورية النيجر ووفد عسكري هام وأ كد أن الزيارة تعد «دليلا على الإرادة التي تحدونا معا من أجل تعزيز التنسيق الأمني والتعاون العسكري الثنائي بين جيشينا، هذا التعاون الذي يتعين إدراجه في إطار ديناميكية متجددة على أساس تبادل صريح وبناء من شأنه المساهمة في ترقية السلم والأمن في منطقتنا». ع.م