تتواصل الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة على وقع التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية التي ينشطها المترشحون أو ممثليهم لعرض برامجهم التي أولت أهمية خاصة بفئة الشباب التي تعتبر في نظر الكثيرين كلمة السر ومفتاح الوصول إلى قصر المرادية، كونهم يمثلون نسبة 36 بالمائة من الهيئة الناخبة داخل الوطن، حيث تعددت الالتزامات لهذه الفئة للتكفل بانشغالاتهم الرئيسية، على غرار توفير مناصب الشغل والسكن وتسهيلات للاستثمار بالإضافة إلى إشراكهم في الحياة السياسية الذي يبقى الرهان الأول لكسب معركة العزوف الانتخابي وسط الشباب.
يضع المترشحون لرئاسيات السابع سبتمبر المقبل مشاكل وطموحات الشباب على رأس أولويات برامجهم الانتخابية بالنظر إلى الأهمية التي تحظى بها هذه الفئة في المجتمع، والتعويل عليها لتنمية البلاد، ولهذا الغرض يقترح المترشحون تدابير للتكفل بانشغالاتهم اليومية خاصة الاجتماعية و الاقتصادية، مع فتح المجال واسعا أمام انخراط هذه الفئة في الساحة السياسية بالنظر للكتلة الانتخابية التي تمثلها هذه الفئة والتي تعد في نظر الكثيرين مفتاح الوصول إلى قصر الرئاسة.
وخصّصت البرامج الانتخابية، للمترشح الحر عبد المجيد تبون ومرشح حركة «حمس» عبد العالي حساني شريف و مرشح «الأفافاس» يوسف أوشيش، حيزا لهذه الفئة من خلال وعود وإجراءات لصالحها، حيث تأتي عناوين التدابير التي اقترحها المترشح عبد المجيد تبون، في سياق مواصلة دعم التدابير التي تم إقرارها لصالح هذه الفئة خلال الخمس سنوات السابقة، فيما تأتي تدابير المترشحين حساني و أوشيش ضمن عنوان حشد الشباب لإحداث التغيير.
ففي هذا الإطار، أكد المترشح الحر، عبد المجيد تبون، التزامه بمواصلة السياسة الداعمة للشباب، وقال مدير حملته الانتخابية، إبراهيم مراد، بولاية البويرة، أن المترشح تبون قد أعطى الشباب مكانة واهتمام لم يتلقوها منذ الاستقلال، مشددا على ضرورة تكثيف الخرجات الميدانية لشرح مضامين البرنامج الانتخابي لمرشحهم لفائدة كل فئات المجتمع ولا سيما الشباب.وبهذا الخصوص، احتضنت ساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة، أمس، في إطار الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد المجيد تبون، نشاطات تفاعلية جوارية بمشاركة الفواعل الشبابية والنوادي الجامعية. وقد تم إطلاق مبادرة شبابية بعنوان “نقترحوا ونصوتوا”، على أن تستمر العملية طيلة الحملة الانتخابية عبر ولايات الوطن. وتهدف المبادرة إلى فتح فضاءات للاقتراح والتعبير الحر العفوي للشباب للمترشح الحر عبد المجيد تبون، حيث عرفت مشاركة أكثر من 950 مشاركا في جدارية تم من خلالها التعبير عن آمال وتطلعات واقتراحات الشباب.
ويقترح برنامج المترشح الحر السيد عبد المجيد تبون، في شقه المتعلق بفئة الشباب، التنشئة السياسية لهذه الفئة إضافة إلى التنشئة الاقتصادية، وكذا الرياضية عن طريق تكوين نخبة وطنية في كل الرياضات، و إعادة تنظيم الرياضة المدرسية و الجامعية، وكذا إعادة تنظيم رياضات الأداء ورياضات ألعاب القوى، ومواصلة دعم المؤسسات الناشئة بالتمويل والتأطير والتكوين وفتح الباب للمبادرات والكفاءات القادرة على صنع التغيير، علما بأن المترشح قد قدم في عهدته الأولى الكثير من المزايا للشباب منها منحة البطالة وتدابير لدعم المؤسسات الناشئة التي خصت بحقيبة وزارية لأول مرة في الجزائر، كما تم تكييف التخصصات الجامعية وفق المتغيرات الاقتصادية في العالم واحتياجات المؤسسات الناشئة، كما فتح الباب على مصراعيه للشباب في مجالي الرقمنة والاستثمار واتخذ إجراءات لامتصاص البطالة، وهي محاور حاضرة في برنامج المترشح الحر الذي أعلن التزامه بإتمام مع بدأه في عهدة ستكون « اقتصادية بامتياز» ،ولا اقتصاد دون الثروة الأولى للبلاد وهي العنصر البشري الذي يمثل الشباب أكبر نسبة منه .
كما يقترح البرنامج الانتخابي للمترشح تبون، مواصلة إستراتيجية بناء المركّبات الرياضية، للارتقاء بأداء النخب الوطنية في كل التخصصات، و إنجاز مزيد من المرافق الرياضية الجوارية، بالولايات التي تسجل نقصا فيها، والتشجيع المستمر للرياضيين في كل المجالات، من أجل تشريف الألوان الوطنية وتجسيد إنجاز ملعبين، بمقاييس دولية في كل من بشار و ورقلة، فضلا عن مواصلة تشجيع الاستثمارات السياحية لرفع قدرات الإيواء وتحسين الخدمات.
إشراك الجيل الجديد في تسيير شؤون البــــلاد
ويؤكد المترشح للانتخابات الرئاسية، حساني شريف، أن برنامجه الانتخابي فرصة للشباب والمرأة، مؤكدا أن فئة الشباب تحظى بأهمية كبرى في برنامجه الانتخابي، وتعهد بإشراك الجيل الجديد في تسيير شؤون البلاد.
وفي تجمع انتخابي في ولاية ميلة في رابع أيام الحملة الانتخابية، قال مرشح حركة مجتمع السلم إنه «يسعى إلى توفير الهياكل اللازمة لاحتواء فئة الشباب وحمايتها من الآفات الاجتماعية، وتوفير مناصب الشغل من خلال بعث المشاريع في جميع الولايات وفق مبدأ العدالة في توزيع الثروة وتكافؤ الفرص بعيدا عن الجهوية والبيروقراطية».
وأبرز حساني شريف أن التغيير يتحقق بالتعبير عن الإرادة وهو ما يستدعي التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم ومنحه الشرعية اللازمة لتسيير البلاد في هذه المرحلة الحاسمة، وتعهد بالعمل في حال فوزه في الانتخابات على توفير كل الظروف لتشجيع الشباب على الاستثمار في القطاع الفلاحي وإنشاء مؤسساتهم الخاصة مع إشراك الجيل الجديد في تسيير شؤون البلاد».
الشـباب هو مفتاح التغيير
من جهته، أكد مرشح جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات 7 سبتمبر، يوسف أوشيش، أن الشباب هو «مفتاح التغيير الذي نسعى إلى تحقيقه»، مبرزا أهمية تجند الجميع لإنجاح هذا الموعد الإنتخابي. وقال أوشيش في تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة محمد بوضياف بولاية برج بوعريريج، في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر، أن «المستقبل ملك للشباب وهو مفتاح التغيير الذي نسعى الى تحقيقه، ولن يتأتى ذلك إلا بتجند الجميع لإنجاح هذا الموعد الانتخابي». واعتبر يوسف أوشيش أن برنامجه «رؤية للغد» يحمل مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها «إيجاد حلول للمشاكل التي تعيشها البلاد»، معتبرا نفسه بأنه «مرشح الشباب والطبقات الهشة».
وبالمناسبة، استعرض مرشح جبهة القوى الاشتراكية أهم محاور برنامجه الانتخابي الذي هو عبارة عن «رؤية استشرافية للمستقبل» يكون فيها الشعب الجزائري --مثلما قال-- «حجر الزاوية في بناء وطنه».ويؤكد مرشح «الأفافاس» أنه لا يرى مكانا آخر لشبابنا إلا في قلب معركة إرساء دولة المؤسسات والقانون، وقال: “لسنا من الذين يوظفون الحماس الشبابي لتغذية المغامرات العدمية الفارغة”. وأبدى أوشيش، مخاوف من أن “نرى شبابنا يقفون على الهامش بينما عجلة التاريخ تمر”، مبرزا أن “الانسحاب لن يكون اليوم بالنسبة لشبابنا حلا “.ويرى أوشيش، أن الشباب لديهم من القدرة والعبقرية التي تضعهم في المقدمة لاستغلال الفرصة والمساهمة في بناء مستقبل مشرق للبلاد.
ع سمير
