دعا رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، كافة المواطنين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع سبتمبر القادم من أجل البعث برسالة قوية إلى أعداء الجزائر في الخارج، وشدد على ضرورة توحيد الصف والعمل أكثر لحماية الاستقلال الوطني واستقلالية القرار السياسي.
وقال قوجيل في حوار خص به التلفزيون العمومي بمناسبة الذكرى المزدوجة لـ 20 أوت 1955 هجومات الشمال القسنطيني، وانعقاد مؤتمر الصومام 1956، ذكرى يوم المجاهد أن « الأهم في هذه الانتخابات أن يشارك فيها الشعب بقوة بالشكل الذي لم يسبق له من قبل في الداخل والخارج، وهذا ليس من أجل الانتخابات فقط، بل حتى تكون رسالة قوية لأعداء الجزائر في الخارج».
واعتبر رئيس مجلس الأمة في هذا الصدد أن المشاركة و المساهمة القوية للشعب في هذا الاستحقاق تعطي المفهوم الحقيقي للثورة ولشعارها «من الشعب وإلى الشعب» وتعطي المفهوم الحقيقي للديمقراطية في الجزائر.
ودائما في نفس الإطار لفت صالح قوجيل إلى أن الجزائر مستهدفة اليوم، وأعداؤها في كل مكان بدأوا في الانكشاف، سواء بالنسبة لتغير موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية أو بالنسبة لما يقوم به المخزن المغربي وإسرائيل، ودعمهم سرا من طرف أعداء آخرين، أو بالنسبة للإرهاب في الساحل الذي تساءل عمن يموله؟ مضيفا بأن هذه كلها جبهات مفتوحة على الجزائر ستتجاوزها، وعلينا أن نكون أقوياء لمواجهتها.
وأرجع سبب هذا التكالب إلى ما حققته الجزائر من نتائج ونجاحات على الصعيد الداخلي في العديد من المجالات وعلى الصعيد الخارجي، و كذا بسبب تمسكها بمرجعيتها الثورية وبمبادئها ودفاعها عن القضايا العادلة في العالم.
وعليه شدد المتحدث على ضرورة تماسك الجبهة الداخلية للبلاد والعمل أكثر من أجل أن تكون الجزائر قوية حتى تتمكن من الحفاظ على استقلالها وسيادتها، والحفاظ بالتالي على سيادتها الاقتصادية واستقلالية قرارها السياسي، مشيرا إلى أن كل الهيئات الاقتصادية والمالية الدولية تعترف اليوم بأن الاقتصاد الجزائري قوي، وهذا ما سيدعم أكثر فأكثر استقلالية القرار السياسي.
وعليه وبالنظر للنتائج الإيجابية المحققة في السنوات الأخيرة رافع رئيس الغرفة العليا للبرلمان من أجل مواصلة المسيرة معلنا دعمه للسيد عبد المجيد تبون لمواصلة مهامه في عهدة رئاسية ثانية، معتبرا الانتخابات الرئاسية المقبلة « انتصارا للجزائر» لأنها ستعمل على تعزيز بناء الصرح الديمقراطي الذي رسم معالمه دستور 2020.
ولم يفوت قوجيل المناسبة للتنويه بدور الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني- في الدفاع عن السيادة الوطنية، مثمنا مستوى اليقظة والاستعداد اللذين أظهرتهما مصالح الأمن الأخرى في التصدي للمخططات الدموية التي تدبرها جهات معادية لضرب أمن و استقرار الجزائر.
كما جدد المتحدث التأكيد على أن قضية الصحراء الغربية تبقى قضية تصفية استعمار كما هي مسجلة لدى هيئة الأمم المتحدة، منتقدا في السياق الموقف الفرنسي الأخير منها واعتبره مجرد مناورات لأغراض معلومة.
وتوقف قوجيل عند ذكرى 20 أوت المزدوجة واعتبر أن هجمات الشمال القسنطيني كانت ثاني محطة بارزة في تاريخ الثورة وساهمت في تحقيق التفاف شعبي كبير حولها، أما انعقاد مؤتمر الصومام فقد اعتبره المتحدث محطة ساهمت في تنظيم الثورة وتشكيل قيادتها وتحديد المسؤوليات.
إلياس -ب