وعد، أمس، مرشح جبهة القوى الاشتراكية للرئاسيات، يوسف أوشيش، بمنح صلاحيات أكبر للمؤسسات الرقابية والتشريعية في حال تصويت المواطنين على برنامجه الانتخابي «رؤية» ، مؤكدا أن هذا البرنامج يقوم على الفصل بين السلطات وخلق التوازن بينها، و أوضح أنه سيعيد الاعتبار للسلطة التشريعية، مع منح الاستقلالية للسلطة القضائية، وإلغاء التعيين لرئيس المجلس الأعلى للقضاء، ورئيس المحكمة العليا ورؤساء المحاكم و كذا القضاة.
واستمع أوشيش، مساء أمس، في نشاط جواري بساحتي الحرية وأول نوفمبر بمدينة البليدة لانشغالات المواطنين، وشرح لهم المحاور الكبرى لبرنامجه الرئاسي «رؤية» وأشار مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية في تصريح صحفي على هامش النشاط الجواري إلى تسجيل تجانس وتناغم كبير مع الأفكار التي طرحها على الجزائريين والجزائريات للنهوض بالاقتصاد وبناء منظومة اجتماعية عادلة وفعالة لتتكفل بكل الجزائريين، وقال إن هناك تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين خاصة مع الاقتراحات التي يريد تفعيلها في الجانب الاجتماعي، والتكفل بالطبقات الهشة والشعبية التي هي بحاجة ماسة لتتكفل بها السلطات والدولة.
وتبادل أوشيش في النشاط الجواري بمدينة البليدة أطراف الحديث مع الشباب حول تجندهم ومشاركتهم في المسار الانتخابي لتكريس التغيير وللتأسيس لعهد جديد لكل الجزائريين والجزائريات الذين يكون لهم الحق في تسيير شؤون بلدهم حسب دردشته معهم، وأكد أوشيش أن أول فئة سيتكفل بها في حالة وصوله إلى رئاسة الجمهورية هي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة سواء برفع قيمة المنحة أو التكفل بها في المجالات الأخرى.
وأكد مرشح الأفافاس أن برنامجه الانتخابي» رؤية» يقوم على بناء البلاد، وتحسين الوضع المعيشي، وقال أنه يمكن الوصول إلى هذا من خلال تجند الناس خلف المشروع الذي يطمح للتغيير ويدافع عن الطبقات الشعبية ومصالح الشعب العليا، لافتا إلى أن حملته الانتخابية أقيمت بطريقة مغايرة من خلال النزول إلى الشارع ويكون مع الجزائريين والجزائريات، ويلتزم بتحقيق وعوده. وأضاف أوشيش أن الانتخابات الرئاسية فرصة لتجسيد المطالب المشروعة للحراك وتحسين الأوضاع نحو الأحسن، وبناء دولة على أسس قوية وصحيحة يشارك من خلالها الجزائريون في تسيير بلادهم، وتكريس التغيير الذي يحقق المصالح العليا للبلاد، وبناء منظومة قائمة على العدل والمساواة، إلى جانب التأسيس لمنظومة جديدة قائمة على العدل، وتوفير إطار يضمن العيش الكريم للمواطن الجزائري، ورفع القدرة الشرائية، وقال إن هذا لن يتحقق إلا بالتصويت على البرنامج الذي يحقق هذا الهدف، مضيفا أن هناك أولويات وضرورات يجب إيجاد حلول لها، وإعطاء أهمية للجانب الاجتماعي، وتحسين الأوضاع والقدرة الشرائية.
كما وعد في الأخير بإعادة الاعتبار لمدينة الورود البليدة، من الجانب التنموي والثقافي والعمراني.
و لدى نزوله ضيفا على منتدى جريدة المجاهد، صباح أمس، قال أوشيش، إن مشاركة جبهة القوى الاشتراكية في الرئاسيات «ترتكز على تعزيز مؤسسات الجمهورية والوقوف ضد كل المحاولات التي تستهدف السيادة الوطنية ووحدة البلاد واستقرارها»، معتبرا أن «السبيل الوحيد للتصدي لهذه المخاطر هو بناء جبهة داخلية متينة بانخراط الجميع وبالمشاركة القوية في الرئاسيات «.
وأوضح السيد أوشيش أنه يسعى إلى «إرساء أسس اقتصاد وطني متنوع، قادر على خلق الثروة»، مما سيضع الجزائر --مثلما قال-- في «مأمن من الصدمات الخارجية والتبعية للمحروقات التي يجب أن تكون سندا وداعما للاقتصاد».
وأضاف أن برنامجه الانتخابي يقترح إنشاء «أقطاب اقتصادية محلية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ومؤهلات كل منطقة لخلق اقتصاد لا مركزي ومتوازن» مع «تشجيع التنافسية والمبادرة المحلية للاستثمار وامتصاص البطالة».
كما التزم المترشح بإجراء «إصلاح قطاع العدالة وترسيخ دولة القانون»، بالإضافة إلى «تعزيز صلاحيات المؤسسة التشريعية». وعرض السيد أوشيش بذات المناسبة جملة من الاقتراحات التي يتضمنها برنامجه الانتخابي في شقه الاجتماعي، مشيرا على وجه الخصوص إلى «حماية القدرة الشرائية للمواطن» من خلال «رفع الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون إلى 40 ألف دج وإلغاء الضريبة على الدخل الاجمالي على الأجور التي تقل عن 50 ألف دج» وكذا «رفع قيمة الإعانات العائلية واستحداث منح جديدة».
ويقترح البرنامج أيضا --حسب السيد أوشيش-- «إصلاح النظام الجبائي والقضاء على السوق الموازية»، علاوة على «إضفاء مزيد من الشفافية على التحصيل الضريبي، مما سيسمح بخلق مصادر مالية جديدة لدعم الشرائح الهشة من المجتمع».
من جانب آخر، أكد أوشيش على ضرورة عدم الانسياق وراء «خطابات التيئيس»، داعيا المواطنين الى الانخراط في العملية الانتخابية والتوجه بقوة الى صناديق الاقتراع.
وعلى الصعيد الخارجي، أشار مرشح جبهة القوى الاشتراكية إلى أنه في حال كسبه لثقة الشعب يوم 7 سبتمبر، سيلتزم بمواصلة دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية.
نورالدين ع/وأج
