أبرز خبراء ومحللون، أمس، الوتيرة المتصاعدة للحملة الانتخابية في أسبوعها الثاني وزيادة التنافس، مع دخولها مرحلة الحسم، من أجل استمالة أكبر قدر ممكن من الناخبين واعتبروا أن خطابات المترشحين، انطلقت من الواقع المعيش للمواطنين، حيث ركزت على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، مع التفصيل فيها وأشاروا إلى أن المترشحين أجمعوا على تحسين القدرة الشرائية للمواطن الجزائري وتحسين ظروفه المعيشية، وقدموا رؤيتهم حول تطوير الاقتصاد الوطني وزيادة معدلات النمو.
وذكر أستاذ العلوم الاقتصادية الدكتور أحمد الحيدوسي، في تصريح للنصر، أمس، أن الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل، دخلت المرحلة الثانية وذلك بشرح البرامج بالتفصيل بعدما كان الحديث عن الخطوط العريضة في الأسبوع الأول من الحملة، لافتا في هذا الإطار إلى استعراض المترشحين والداعمين لهم في التجمعات الشعبية عبر الولايات، النقاط التفصيلية لبرامجهم الانتخابية وكيفية الوفاء بوعودهم.
وأضاف أن المترشحين، ركزوا على برامجهم محاولة منهم لإقناع أكبر قدر من المواطنين، من خلال هذه الوعود الانتخابية وقدرتهم على تنفيذها في آجالها.
كما اعتبر المتدخل، أن خطابات المترشحين، انطلقت من واقع معاش، حيث قدم كل مترشح، تصورا ورؤية وتشخيصا للواقع الاجتماعي والاقتصادي الجزائري وحتى السياسي ومنهم من رفع السقف عاليا ووضع هدفا قابل للتحقيق.
وأشار الدكتور أحمد الحيدوسي، إلى زيادة وتيرة التنافس في الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية والتي دخلت مرحلة الحسم وذلك من أجل استمالة أكبر قدر ممكن من الناخبين ولمس جميع الشرائح في المجتمع، من خلال الحديث عن مختلف الفئات، بينهم الشباب والطلبة والمتقاعدون والعمال و المرأة الماكثة في البيت ومختلف القطاعات كالتربية والصحة، لافتا إلى اهتمام المترشحين بمختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحرصهم على تعزيز المكتسبات المحققة وتدعيمها أكثر من خلال مشاريع وإنجازات إضافية.
وأضاف المتحدث، أن ما يهم المواطن هو تحسين ظروفه الاجتماعية، لذلك ركز المترشحون على الجانب الاجتماعي والقضايا الاقتصادية والاجتماعية.
من جهة أخرى، اعتبر الدكتور أحمد الحيدوسي، أن الظروف حتمت على المترشحين استعمال أساليب تسويق سياسي حديثة، من خلال استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر عبر هذه الوسائل، قصد استهداف الكتلة الصامتة التي لا تحضر التجمعات الانتخابية من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين للمشاركة في العملية الانتخابية.
كما أشار المتحدث، إلى إجماع المترشحين، على ضرورة المشاركة القوية في الاستحقاق المقبل، وقال في هذا الصدد، أننا أمام محطة من المحطات التاريخية للجزائر، لذلك على المواطنين الانخراط في التصويت لصالح أي مترشح يرونه الأجدر و الأقدر على حمل الراية في السنوات القادمة وتفويت الفرصة على كل المتربصين وأعداء الوطن.
ومن جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة ورقلة الدكتور مبروك كاهي في تصريح للنصر، أمس، أن خطابات المترشحين الثلاثة ومسانديهم، خلال التجمعات الشعبية في الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية، تصب في شقين أساسيين، الجانب الاجتماعي، حيث أجمع المترشحون على تحسين القدرة الشرائية للمواطن الجزائري وتحسين ظروفه المعيشية، مع التركيز أيضا على الجانب الاقتصادي، حيث قدم كل مترشح رؤيته لتطوير الاقتصاد الوطني وزيادة معدلات النمو.
من جهة أخرى، أبرز أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي تعد محطة مفصلية في تاريخ الدولة الجزائرية، مؤكدا على ضرورة المشاركة القوية في الاستحقاق المقبل، لافتا إلى أن العالم مقبل على مرحلة مفصلية.
وقال أن مشاركة الجزائريين في هذه الانتخابات، سوف تعطي دفعا قويا للرئيس القادم و للدولة الجزائرية، حتى تعزز من مكانتها في ظل التغيرات الجذرية الجارية المتسارعة التي يعرفها العالم.
كما أشار إلى أن هذه الانتخابات، مواكبة للعديد من الاستحقاقات التي ستجري في العديد من الدول على مستوى العالم، بما فيها الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأضاف أن الرئاسيات المقبلة، سوف تعزز المكانة الدستورية والمؤسساتية للدولة الجزائرية، كقوة استقرار وعامل أمن وسلم في المنطقة وكذلك يعطي الثقة لدى شركائها الدوليين، ما يشجع عملية الاستثمار في العديد من المجالات والفرص التي تتيحها الدولة الجزائرية.
من جانبه، ذكر الخبير الاستراتيجي والاقتصادي، عبد القادر سليماني، في تصريح للنصر، أمس، أن المترشحين ركزوا في خطاباتهم في الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية على الاقتصاد والتنمية المحلية و القدرة الشرائية و الزيادة في الرواتب والمعاشات والمنح وخلق مناصب الشغل وبناء السكنات وإعادة النظر في التقسيم الإداري وتعزيز النمو وتخفيض معدل البطالة والتضخم .
وأوضح المتدخل، في هذا السياق، أن المترشحين تطرقوا إلى النقاط المهمة في حياة المواطن و أيضا إشراكه في اتخاذ القرار، إلى جانب الحديث عن البنى التحتية كالسكك الحديدية والطرقات، بالإضافة إلى نقاط أخرى، كانت في صلب خطابات المترشحين، خلال التجمعات الشعبية، على غرار الأمن الغذائي والمائي.
مراد -ح