أولى المرشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية، أهمية بالغة لمكانة ودور الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، من خلال اقتراحات وتدابير تضمنتها البرامج الانتخابية لاستمالة أصوات قرابة 900 ألف، وحثّهم على المشاركة في صنع مستقبل البلاد والمشاركة في الفعل السياسي.
خصّص المرشحون لرئاسيات 7 سبتمبر القادم حيزا هاما من برامجهم الانتخابية لفائدة أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، من خلال العمل الجواري والترويج وشرح البرامج عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية الموجهة للجالية، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي لإقناعها بالتصويت لصالح برامجهم. حيث يسعى كل مترشح لاستمالة أصواتها التي قد تعد جد مهمة ليس فقط بالمنطق الرقمي بل من خلال التوجه نحو تنظيم أفراد الجالية لخدمة توجهات البلاد في بلدان إقامتهم فضلا عن المساهمة بخبرتهم في بناء الاقتصاد الوطني.
يعتمد المرشحون وممثليهم على عدة استراتيجيات لاستقطاب الأصوات من خلال الاحتكاك المتواصل بالجالية عبر البرامج المختلفة أو من خلال الاحتكاك المباشر، حيث برمجت مديريات الحملات الانتخابية للمترشحين زيارات ميدانية يقوم بها ممثلون للتواصل المباشر مع أفراد الجالية، وعرض برامجهم الانتخابية، والرد على تساؤلاتهم، كما يتم الترويج عن طريق وسائل الإعلام ببث الرسائل الانتخابية عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية بالإضافة إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الناخبين في الخارج.
كما تعمل فعاليات المجتمع المدني بالخارج، على المساهمة بشكل فعال في إنجاح الانتخابات الرئاسية من خلال إطلاق حملات توعوية وتحسيسية لفائدة الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، وتنظيم لقاءات وجلسات توعوية تضم أكبر عدد من الجزائريين المقيمين في أوروبا، وتتضمن شروحات حول أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية بهدف تعزيز الثقافة الانتخابية والمواطنة الفعالة والمساهمة إيجابيا في صنع مستقبل البلاد.
واستنادا إلى الأرقام التي كشفت عنها السلطة المستقلة للانتخابات، تضم الهيئة الناخبة بالخارج 865.490 مسجلا من بينهم 45 بالمائة نساء و55 بالمائة رجال، فيما بلغت نسبة الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة، 15.43 بالمائة، حيث يبلغ عدد اللجان الانتخابية للدوائر الانتخابية بالقنصليات والبعثات الدبلوماسية، 117 لجنة، موزعة على 18 لجنة بفرنسا، و30 لجنة أخرى بباقي الدول الأوروبية، و22 لجنة بالدول العربية، و21 بالدول الإفريقية، و26 لجنة بكل من آسيا وأمريكا.
ودعت سفارات وقنصليات جزائرية بالخارج، جميع المواطنين الجزائريين في تلك الدول إلى المشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الوطني الهام. وتم التأكيد على اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة لضمان سير العملية الانتخابية في أفضل الظروف الممكنة. ويستطيع الجزائريون المسجلون في القوائم الانتخابية للسفارة والذين ليس بحوزتهم بطاقة الناخب ممارسة حقهم في التصويت بشرط أن يكونوا حاملين لبطاقة التعريف الوطنية أو أية وثيقة رسمية أخرى تثبت الهوية. كما يمكن طبقاً للقانون العضوي المتعلق بالانتخابات، السماح بالتصويت عن طريق الوكالة للمواطنين الذين لا يستطيعون التنقل إلى مكتب التصويت للإدلاء بأصواتهم، وذلك حسب الشروط المنصوص عليها في القانون.
قرارات تبون لصالح الجالية ورقة انتخابية رابحة
وبرمجت مديرية الحملة الانتخابية للمترشّح الحر عبد المجيد تبون، أنشطة للترويج لمرشحها في أوساط الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، حيث نشرت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي عينة من النشاطات الجوارية لتعبئة هذه الفئة بكل من فرنسا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة، من خلال اجتماعات مصغّرة ولقاءات على مستوى المقاهي إلى جانب تعليق الملصقات لصالح المترشح الحرّ عبد المجيد تبون.
والتزم المترشح عبد المجيد تبون، في برنامجه الانتخابي باتخاذ تدابير إضافية لفائدة الجالية، وجاء في الشقّ المتعلق بهذه الفئة في برنامج المترشّح الحرّ، المدرج ضمن محور “السياسة الخارجية”، فإنه يتضمن إيلاء الأهمية القصوى لإدماج خبرات وكفاءات الجالية الوطنية بالخارج في عجلة التنمية الوطنية ومواصلة حماية حقوق المواطنين الجزائريين بالخارج والدفاع عنها.
ويستند الداعمون للمترشح الحر عبد المجيد تبون، على القرارات التي اتخذها لصالح الجالية طيلة العهدة الأولى، حيث حرص على “وضع افراد الجالية الوطنية بالخارج على قدم المساواة مع إخوانهم المواطنين في داخل البلاد”. حيث استفاد أفراد الجالية من حق التقاعد والسكن والمزايا المخصصة للمستثمرين إلى جانب الحق في اقتراح أفكارها عبر المرصد الوطني للمجتمع المدني، وذلك إلى جانب التسهيلات الإدارية والتخفيضات الممنوحة لأفراد الجالية من اجل العودة إلى البلاد.
وبهذا الخصوص، أكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي, مصطفى ياحي، خلال تجمع انتخابي بالجلفة، أن التصويت لصالح المترشح الحر السيد عبد المجيد تبون «سيضمن مكاسب إضافية للجالية الوطنية بالخارج التي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من هذا الشعب الذي تجمعه لحمة واحدة».
واعتبر أن «الجالية الوطنية بالخارج التي تحققت لها عدة مكاسب خلال العهدة الرئاسية الأولى للسيد عبد المجيد تبون, يجب أن تتجند بقوة كما عودتنا من أجل إنجاح العرس الانتخابي والتصويت لصالح الجزائر أولا و اختيار المترشح الحر السيد عبد المجيد تبون الذي يحرص دائما على جعلها في صلب اهتماماته».
حساني يرغب في إشراك الجالية في الحياة العامة
كما تعهد مرشح حركة «حمس» حساني شريف بمنح كافة التسهيلات لأفراد الجالية الوطنية بالخارج وإشراكهم في الحياة العامة وإعادة ربطهم بوطنهم الأم. ويلتزم حساني شريف بالعمل على توفير المناخ المناسب لإشراك الكفاءات الجزائرية بالخارج والاستثمار فيها لتحقيق النمو والتطور، في حال نال تزكية الشعب الجزائري لرئاسة البلاد.
وأكد المترشح حساني شريف، سعيه إلى تعزيز «إدماج الجالية الوطنية في الحركة التنموية وتشجيع الكفاءات الجزائرية بالخارج على الارتباط بالوطن والمشاركة في تحصينه وتطويره».
وتضمن البرنامج الانتخابي لمرشح «حمس» في الشق المتعلق بتشجيع مساهمة أكبر للجالية الجزائرية في الخارج، من خلال الرعاية الثقافية للجزائريين في الخارج بما يعزز انتماءهم للوطن، تطوير آليات الإفادة من الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج، وتشجيع انخراطهم في التنمية الوطنية الشاملة. إضافة إلى تسهيل آليات التواصل وحركة التنقل والعودة إلى الوطن.
وبهذا الخصوص، أوضح ممثل الحملة الانتخابية بالخارج لمرشّح حركة مجتمع السلم، أن الترويج لمرشحهم يتم من خلال العمل الجواري وتعليق الملصقات على مستوى القنصليات والممثليات الدبلوماسية الجزائرية، لافتا إلى أن مخاطبة أفراد الجالية في إطار الترويج لمرشحهم لهذا الاستحقاق، من خلال الإذاعات المحلية الموجّهة لفائدة هذه الفئة، مستشهدا بأن العاصمة الفرنسية باريس تبث فيها 6 إذاعات محلية على غرار “فرانس مغرب” و«راديو سولاي” و«إذاعة الشرق”، وكذا من خلال تعليق الملصقات في الأماكن التي يقصدها الجزائريون وتوزيع القصاصات في الأسواق، وتضمن الشقّ المخصّص لهذه الفئة في برنامج المترشح الموسوم بـ»مساهمة أكبر للجالية” في الخارج توفير الرعاية الثقافية للجزائريين في الخارج بما يعزّز انتماءهم للوطن.
أوشيش يقترح برنامجا لربط الجالية بالوطن
من جانبه يقترح مرشح «الافافاس» يوسف أوشيش العمل على تجسيد طموحات أبناء الجالية الجزائرية بالخارج، ويلتزم بهذا الخصوص، بمعالجة جميع اهتمامات المواطنين المقيمين في الخارج، وتعزيز الروابط الاجتماعية مع أرض أجدادهم، وتسهيل مشاركتهم المدنية والاقتصادية في تطوير البلاد، وكذا إنشاء أمانة عامة للدولة مخصصة للجالية وتعميم الرقمنة على جميع الخدمات القنصلية،
إلى جانب إنشاء نوافذ في القنصليات الجزائرية لدعم ومرافقة المواطنين الراغبين في الاستثمار في الجزائر، وتعزيز المشاركة السياسية للجالية عبر تسهيل التسجيل في القوائم الانتخابية والتصويت عن بُعد عبر البريد والوسائل الإلكترونية، وفتح المزيد من المراكز الثقافية الجزائرية في المدن الكبرى حول العالم، وإنشاء صندوق تضامن لدعم أعضائها الذين يواجهون صعوبات خاصة في الأزمات أو الكوارث الطبيعية في بلد الإقامة.
ع سمير