واصل أمس أفراد الجالية الجزائرية في الخارج التصويت لليوم الرابع على التوالي في إطار الانتخابات الرئاسية في أجواء تنظيمية محكمة، ميزها اهتمام واضح من الجزائريين بالمساهمة في الفعل السياسي من أجل رسم مستقبل البلاد، في ظل وعي تام بالرهانات والتحديات المطروحة.
وتوافد أعضاء الجالية الجزائرية في الأردن على مكتبي التصويت على مستوى العاصمة عمان، وبالمنطقة الجنوبية للمملكة الأردنية، من أجل تغطية كامل المحافظات، ومساعدة الناخبين على أداء واجبهم باختيار أحد المترشحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية. وباشرت الجالية الجزائرية في الأردن عملية الاقتراع الأربعاء الماضي في أجواء منظمة، سيما مع استحداث مكتب متنقل ساهم في تغطية ثلاث محافظات بالأردن، وهي مدينة المفرق والزرقاء وإربد، علما أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات تؤطر الهيئة الناخبة في الخارج من خلال 117 لجنة موزعة على 21 دولة بإفريقيا، و18 لجنة بفرنسا و30 لجنة بباقي الدول الأوروبية و22 لجنة بالدول العربية، و26 لجنة بآسيا.
وبتونس، سجل إقبال كبير للناخبين الجزائريين على مراكز الاقتراع التسعة، رغم تزامن الظرف مع أول يوم من عطلة نهاية الأسبوع، ووفق ما أكده مندوب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات نصر الدين دخلي، فإن ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى 44، لم يمنع الجزائريين من التوجه إلى مراكز التصويت للقيام بواجبهم في إطار هذه المحطة المفصلية.
وكشف المصدر عن تمديد ساعات الاقتراع عبر المراكز الانتخابية الثلاثة في تونس إلى الساعة الثامنة مساء، لتمكين أكبر عدد من الناخبين من أداء واجبهم في أريحية تامة. كما شهدت مكاتب الاقتراع بالمغرب الموزعة على الدار البيضاء والرباط ومراكش وأغادير إقبالا محسوسا من طرف أفراد الجالية الجزائرية الوطنية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت يوم 2 سبتمبر على مستوى مختلف الدول التي تقيم بها الجالية الجزائرية.
وشكل هذا الحدث مناسبة وطنية هامة أكدت من خلالها الجالية الجزائرية بالمغرب على روح المسؤولية إزاء الوطن الأم، ومستقبل البلاد، سيما وأن العملية جرت في تنظيم محكم، عبر مختلف مراكز الاقتراع، خاصة بالمناطق الحدودية التي شهدت عرسا انتخابيا بفضل المشاركة الواسعة للناخبين الجزائريين.
وبالعاصمة الصينية بكين، عرف مكتب الاقتراع على مستوى السفارة الجزائرية توافدا كبيرا للجالية الجزائرية، وسط أجواء خريفية ماطرة شهدتها المنطقة أمس، وكان بعضهم مرفقا بأفراد أسرهم في مشهد يعكس الأهمية البالغة التي توليها الجالية الجزائرية للمشاركة في الحدث السياسي الهام للوطن الأم ، ليتم الشروع مساء بعد غلق المركز في فرز الأصوات في أجواء شفافة، وبحضور عدد من أفراد الجالية الجزائرية.
وبفرنسا وبالضبط بمنطقة «بونتواز» تجند الجزائريون بشكل جماعي للقيام بالواجب الانتخابي، تحت الزغاريد التي تعالت بمركز التصويت ببلدية «غارج لي غونيس» التابعة للمقاطعة القنصلية «لبونتواز»، من أجل إسماع صوتهم بكل عزم وأمل من أجل مستقبل أفضل للجزائر.
ويذكر بأن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في «بونتواز» بفرنسا وضعت قاعة عمليات بقنصلية الجزائر بهدف مراقبة السير الحسن للعملية، وضمان النزاهة والشفافية، وهو ما وقف عليه ممثلو وسائل الإعلام خلال زيارة ميدانية لهذه الغرفة التي أوكلت لها مهمة متابعة دقة المعطيات خلال إرسال المحاضر الخاصة بفرز الأصوات، حفاظا على نزاهة العملية ولتعزيز ثقة الناخبين في العملية الانتخابية.
فيما واصل أبناء الجالية الوطنية المقيمين بسوريا، أمس، التوافد على مقر سفارة الجزائر بدمشق للمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت عملية التصويت فيها للمقيمين في الخارج الاثنين الماضي.
وفي تصريح صحفي أكد سفير الجزائر لدى سوريا، السيد كمال بوشامة، على أن الانتخابات الرئاسية «لاقت إقبالا لافتا من قبل الجزائريين المقيمين في سوريا لتأدية واجبهم الوطني»، مشيرا إلى أنه «تم التحضير لهذا الاستحقاق الدستوري وبذلت الجهود لإتمام العملية الانتخابية على أكمل وجه». وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أنه تم إجراء هذه الانتخابات على مدار ستة أيام لإتاحة الفرصة أمام الجزائريين المقيمين بمختلف المحافظات السورية للمشاركة في الانتخابات.
لطيفة/ب/واج