شهدت ولاية الطارف، أمس، منذ الساعات الأولى من فتح مراكز التصويت توافد أعداد معتبرة من المواطنين من مختلف الفئات، في أجواء تنظيمية محكمة وظروف عادية ، بعد أن تم تسخير كل الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية لإنجاح العملية الانتخابية ، و رغم ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة إلا أن ذلك لم يمنع الناخبين من الإقبال بقوة في طوابير على مكاتب الاقتراع لممارسة حقهم الدستوري .
وقد عرفت عدة مراكز خصوصا ببلديات عاصمة الولاية ، القالة ، الشط ، البسباس وبوثلجة، إقبالا لافتا لفئة الشباب. و أكد في هذا السباق الشاب ربيع، 20 سنة بطال، أنه يعلق آمالا كبيرة على الرئيس الجديد في التكفل بالشباب أكثر و توفير مناصب الشغل لهم، في حين قال علي 23 سنة، أنه كان يفكر في مغادرة التراب الوطني غير أنه غير رأيه مع انطلاق مجريات الحملة الانتخابية قناعة منه بضرورة المشاركة في هذا العرس الانتخابي، لإرساء دولة المؤسسات و اختيار المرشح المناسب لقيادة البلاد و بناء جزائر قوية، معبرا عن أمله في أن يهتم الرئيس الذي سيفرزه الصندوق بالمشاكل الاجتماعية ،وخاصة الشباب و إشراكهم في الحياة السياسية وتحسين ظروفهم .
من جهتها أكدت حورية موظفة في العقد الثالث من العمر، أنها لم يسبق لها وأن صوتت غير أنها حرصت هذه المرة على القيام بواجبها الانتخابي، وقول كلمتها عبر الصندوق، و اختيار الرئيس الذي تأمل منه الاهتمام بالشباب وإعطائهم العناية وإشراكهم في القرار. وسجلت بعض مراكز التصويت ببلديات المناطق الحدودية إقبالا كبيرا للمواطنين في مشاركة وصفت بالاستثنائية مقارنة بالاستحقاقات السابقة.
حضور لافت للنساء
من جهة أخرى، كانت فئة المسنين مع الموعد بإقبالهم الكبير على مختلف مراكز التصويت لأداء واجبهم الانتخابي، حيث لم تمنعهم حالاتهم الصحية وتقدمهم في السن عن التنقل و ممارسة حقهم في اختيار الرئيس المقبل للبلاد ، و أجمع كل من تحدثوا للنصر ، أنهم جاءوا تلبية لنداء الوطن و للتصويت على الجزائر ومستقبل الأجيال القادمة.وقالت في هذا الصدد الحاجة خدوجة إنها قامت بأداء واجبها الوطني الذي وصفته «انتخاب من القلب » من أجل جزائر مستقرة وقوية ومزدهرة .الجزائر التي يحلم بها الشهداء عصية على أعدائها و تحتضن جميع أبنائها، مضيفة أنها اعتادت عدم التخلف على مثل هذه المواعيد الانتخابية ،خاصة وأنها عايشت جميع الاستحقاقات والأحداث التي عاشتها الجزائر منذ الاستقلال، فيما أوضح من جانبه مبروك 82سنة أنه قام رفقة زوجته بأداء واجبهما والتصويت على من يرونه الأحسن للمرحلة القادمة من أجل مواصلة جزائر متطورة وقوية بمؤسساتها.
و سجلت مراكز التصويت خلال الفترة المسائية حضورا لافتا للناخبين، خصوصا العنصر النسوي ، لكون أغلبهن يفضلن أداء واجبهن مساء بعد الانتهاء من شؤون المنزل وهو ما جعلهن يصنعن بدورهن الحدث من خلال مشاركتهن البارزة. و الملفت أيضا اصطحاب بعض الناخبين أطفالهم معهم، كما سجل توافد عائلات بكل أفرادها لممارسة حقها جماعيا.
توفير النقل مجانا لسكان المناطق النائية
ومن أجل تمكين ساكنة القرى والمداشر النائية والمناطق شبه الريفية وحتى الحضرية من أداء واجبهم الانتخابي، عمدت السلطة المستقلة للانتخابات إلى تسخير وسائل النقل منذ الساعات الأولى من بداية عملية الاقتراع مجانا ، لنقل المواطنين نحو مراكز التصويت، من جهتها وضعت مصالح النقل تحت تصرف سكان المناطق الحدودية والمشاتي المعزولة حوالي 100 وسيلة نقل، تربط مقرات سكناهم بمكاتب التصويت عبر البلديات 24 بغرض تسهيل العملية الانتخابية على المواطنين.
ارتياح لظروف سير العملية الانتخابية
و أجمع ممثلو المرشحين عبر مراكز التصويت أن عملية التصويت جرت في ظروف عادية وهادئة وفي روح من المسؤولية على حد قولهم، من دون تسجيل أي حادث أو تجاوز يذكر، مثمنين الإجراءات المتخذة والوسائل المجندة لإنجاح هذا الاستحقاق المصيري الهام، والملاحظ تواجد أغلب ممثلي المرشحين عبر أغلب المراكز الانتخابية التي وضعت تحت حماية أمنية مشددة.
من جهتها أشارت المندوبية الولائية للسلطة الوطنية للانتخابات عدم تلقيها أي إخطار من ممثلي المترشحين، مضيفة أن العملية جرت على أكمل وجه وفي ظروف جد حسنة بعد أن تم تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح العرس الانتخابي.
جدير بالذكر أن نسبة المشاركة بلغت عند حدود10صباحا 6.85 بالمائة قبل أن تقفز عند الثانية زوالا إلى 15.60 بالمائة و23.87 بالمائة عند الساعة الخامسة، هذا فيما بلغ عدد الهيئة الناخبة 329970 ناخبا موزعين على 886 مكتب انتخاب عبر 210 مركز تصويت في 24 بلدية ، يؤطرهم أزيد من 7 آلاف مؤطر. نوري.ح