أكدت مجلة «الجيش» في عددها الأخير لشهر سبتمبر الجاري أن الجزائر حقّقت مرة أخرى «انتصارا جديدا» على نهج ترسيخ المسار الديمقراطي، بعد النجاح الباهر الذي ميز الانتخابات الرئاسية ليوم 7 سبتمبر 2024، والتي توّجت بتجديد الثقة في رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، لعهدة رئاسية ثانية.
وكتبت مجلة «الجيش» لسان حال المؤسسة العسكرية في عدد شهر سبتمبر الصادر أمس في افتتاحيتها تحت عنوان «انتصار آخر للجزائر الجديدة» أن «الشعب الجزائري السيد قال كلمة الفصل بمنح صوته لرئيس الجمهورية ليواصل مسار الإصلاحات العميقة والتدريجية التي باشرها خلال عهدته الرئاسية الأولى والتي كانت حبلى بالإنجازات».
و أبرزت المجلة المساهمة الفعالة للجيش الوطني الشعبي رفقة المصالح الأمنية الأخرى في إنجاح هذا الموعد الانتخابي الهام عبر تأمين العملية الانتخابية وتوفير جميع الظروف الملائمة التي مكنت الشعب الجزائري عبر كافة ربوع الوطن، من التعبير عن رأيه الحر في جو من الطمأنينة والهدوء والسلم.
واعتبرت افتتاحية «الجيش» أن هذا السلم الذي تنعم به الجزائر والذي ترسخ نهائيا سيسهم بلا شك في تمكين البلاد من مواجهة «تحديات كبيرة» في المرحلة المقبلة ضمن إستراتيجية طموحة لتحقيق النهضة و التنمية الوطنية الشاملة التي تملك البلاد كل المقومات لإنجاحها في كنف الأمن والاستقرار، وهو ما يفتح الباب واسعا لتحقيق آمال وطموحات الشعب الجزائري في النهوض بكافة القطاعات.
ويكون ذلك - تضيف الافتتاحية- بفضل تضافر جهود جميع أبناء الجزائر وتكاثفهم و وعيهم بالمخاطر التي قد تواجه البلاد بفعل التقلبات والاضطرابات الإقليمية والدولية، ومن ثمة الاصطفاف وراء قيادة البلاد ورص الصفوف حتى تبقى الجزائر على الدوام عصية أمام أي محاولة لاستهدافها وكبح نهضتها وتقدمها.
كما شددت المجلة على أن استعادة الشعب الجزائري ثقته في مؤسسات دولته وما تبع ذلك من انجازات نوعية في كل المجالات سيكون «حافزا قويا» خلال العهدة الرئاسية الجديدة للمواصلة على نهج التطور والازدهار وكسب المزيد من الرهانات التي سترفع من مكانة بلادنا كدولة صاعدة.
وفي هذا الإطار أعربت افتتاحية المجلة عن يقينها بأن هذه الطموحات والأهداف المشروعة ستجد طريقها للتجسيد في ظل وجود إرادة حقيقية وصادقة من خلال العمل بإخلاص وتفان لأجل المصلحة العليا لوطن داخليا وخارجيا حيث تبقى الجزائر وفية لمبادئها الراسخة المستمدة من قيم الثورة التحريرية المجيدة الداعمة لقضايا التحرر العادلة في العالم وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية.
و بخصوص هذه النقطة ذكّرت المجلة بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بعبارات بالغة الدقة والمعنى بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ62 لعيد الاستقلال عندما قال « لم يكن خافيا أن المرحلة التي قطعناها كانت محفوفة بالتحديات سواء ما تعلق بمعاجلة الملفات الداخلية أو وضعية المقام الذي يليق بصورة الجزائر في الخارج، ولكن صدق النوايا وعزيمة الرجال واستشعار شرف المهمة كان دوما يبشر بالانتصار رغم حدة العوائق....».
ولم تغفل افتتاحية مجلة «الجيش» في عددها الجديد أيضا الإشارة إلى أنه لا يمكن الحديث عن الانتصار الذي حققته الجزائر دون التأكيد على الدور الهام الذي يؤديه الجيش الوطني الشعبي كمؤسسة دستورية رائدة تواكب التقدم الذي تشهده البلاد وتمنح الثقة والآمان للاستمرار على النهج السليم والقويم المتبع من خلال عمل دؤوب ومستمر باقتدار وتفان لتعزيز جاهزيته والرفع من قدراته القتالية والارتقاء بأدائه لمواجهة تداعيات الظروف الأمنية الإقليمية والدولية والتهديدات المحتملة على أمن وسلامة البلاد.
إلياس -ب