lالقانون الأساسي لأسلاك التربية سيتضمن الكثير من المكتسبات
أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، يوم أمس أن الدولة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة من التقلبات الجوية التي مست مؤخرا بعض الولايات، وأشار إلى أنه سيتم الإفراج عن القانون الأساسي لأسلاك التربية، قبل نهاية السنة، وقال بأن هذا القانون، سيأتي بالكثير من المكتسبات " ما يضع المربي في المكان الذي يليق به وفق تعليمات السيد رئيس الجمهورية"، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه، قد تقرر رقمنة الإجراءات التنظيمية لامتحان شهادة البكالوريا، "موازاة مع اعتماد آليات جديدة للحد من غيابات تلاميذ الأقسام النهائية".
وفي ندوة صحفية نشطها عقب إشرافه على انطلاق السنة الدراسية 2024-2025 بالمدرسة الابتدائية صالح ولد عودية ببن عكنون، ( الجزائر العاصمة)، أبرز السيد بلعابد، جاهزية القطاع لاستقبال قرابة 12 مليون تلميذ على المستوى الوطني، مؤكدا في معرض رده عن سؤال للنصر، أن الدولة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة من التقلبات الجوية، لاسيما بولاية بشار والنعامة وتبسة، مشيرا إلى أن مدرسة وحيدة ببلديات الدبدابة ببشار، خرجت نهائيا عن الخدمة بسبب الفيضانات، ما حتم تحويل تلاميذها إلى مدرسة
مجاورة.
وأثناء تطرقه إلى أهم المستجدات التي شهدها هذا الموسم الدراسي، خاصة ما تعلق بإعادة النظر في البرامج التعليمية التي شرع فيها، تطبيقا لأوامر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وكذا عمل المجلس الوطني للبرامج، أوضح الوزير، أن المجلس الوطني للبرامج، يقوم بعمل جبار، تنفيذا لتعليمات الرئيس، حيث شرع – حسبه – في إعادة النظر في البرامج التعليمية، مبرزا بأن مراجعة هذه البرامج مست خاصة الطور الأول من مرحلة التعليم الابتدائي (السنتان الأولى والثانية)، مشيرا إلى أنه تم تأجيل تدريس مادتي التربية العلمية والمدنية إلى مراحل أخرى من هذا الطور ولم يتم إلغاؤهما.
وذكر في هذا السياق "أن القطاع قام بإعادة هيكلة مواد ومواقيت في الطور الأول من التعليم الابتدائي بهدف ترجمة مسعى تخفيف البرنامج الدراسي لفائدة النشاطات الثقافية والرياضية والفنية بغرض تنمية قدرات ومواهب التلاميذ في هذه المواد، مبرزا بأن هذه العملية ترتكز على تلقين التلاميذ التعليمات الأساسية المتمثلة في المهارات اللغوية وتلك المتعلقة بمادة الرياضيات وكذا المهارات اليدوية والبدنية والفنية، إلى جانب تدعيم تشبعهم بالقيم الدينية والأخلاقية".
كما لفت الوزير إلى أنه سيتم رفع الحجم الساعي المخصص للأنشطة الرياضية والفنية في الطور الأول من التعليم الابتدائي من 7 إلى 20 بالمائة، وذلك بإضافة ساعة واحدة للتربية الرياضية ليصبح توقيتها ساعتين في الأسبوع مع تثمين التربية الفنية بإضافة 45 دقيقة لمدة تدريس المادة لتصبح ساعة ونصف أسبوعيا، إلى جانب تعزيز تعلم الرياضيات بإضافة 30 دقيقة أسبوعيا.
و في سياق ذي صلة، أعلن وزير، بأنه سيتم تعميم امتحان تقييم المكتسبات، على الطور الأول و الثاني و الثالث في التعليم الابتدائي، وذلك للكشف المبكر للاختلالات، و معالجتها، في وقتها، و تخفيف إجراءات الامتحان، في السنة الخامسة، مشيرا إلى أنه تقرر رسميا مراجعة برامج اللغة الانحليزية، في الطورين المتوسط و الثانوي، بعد تسجيلها نجاحا كبيرا، في الابتدائي، بتنصيبها في السنة الخامسة.
وفي رده عن سؤال حول موعد الإفراج عن القانون الأساسي لأسلاك قطاع التربية الوطنية، أبرز السيد بلعابد أن صدور القانون الأساسي لعمال التربية سيتم قبل نهاية السنة الجارية، مشيرا إلى أن هذا القانون سيحمل الكثير من المكتسبات لموظفي القطاع ، كما سيعطي مشهد أخر للمنظومة التربوية في الجزائر و يضع المربي في المكان الذي يليق به وفق تعليمات السيد رئيس الجمهورية.
من جهة أخرى ، أفاد السيد بلعابد أنه سيتم مواصلة الإجراءات المتعلقة بالتخفيف من المحفظة المدرسية من خلال تجهيز 1700 مدرسة باللوحات الرقمية و مواصلة العمل بالنسخة الثانية من الكتاب المدرسي، إلى جانب توظيف 292 أستاذا من خريجي المدرسة العليا للصم البكم وبعث ثانويات للرياضيات جديدة تضاف إلى ثانوية الرياضيات بالقبة وكذا بعث المدرسة الافتراضية الجزائرية لفائدة أبناء الجالية في الخارج.
و بخصوص الكتاب المدرسي كمنتوج بيداغوجي أشار الوزير إلى أن 40 بالمائة من التلاميذ يتحصلون عليه «بصفة مجانية»،مبرزا أن 80 مليون كتاب تم توزيعه هذه السنة.
كما تحدث وزير التربية الوطنية، عن "تغييرات ستطرأ على امتحان شهادة البكالوريا"، و يتعلق الأمر – كما ذكر - برقمنة الإجراءات التنظيمية، و اعتماد توزيع المواضيع على مراكز الإجراء، رقميا، لتأمين مسارها و ضمان نجاعة الامتحان.
و في ذات السياق أشار الوزير إلى أن دائرته الوزارية بادرت باتخاذ إجراءات و وقرارات عملياتية لمواجهة ظاهرة الهجرة التي تعرفها الأقسام النهائية، و الغيابات المسجلة للتلاميذ بمجرد انتهاء الفصل الأول، وقال إن هذه الإجراءات التي تم اتخاذها بالتشاور مع جمعيات أولياء التلاميذ سيتم اعتمادها خلال الموسم الدراسي الجاري للحد من هذه الظاهرة.
وبشأن الهياكل الجديدة، أوضح بلعابد أنه سيتم مع هذا الدخول استلام 604 مؤسسات تربوية جديدة عبر الوطن، منها 354 مدرسة ابتدائية و162 متوسطة و 88 ثانوية، إلى جانب 459 مطعما مدرسيا. تجدر الإشارة إلى أن وزير التربية الوطنية حضر جانبا من الدرس الافتتاحي لهذا الموسم الدراسي، والذي اختير له موضوع «السلامة المرورية»، بالنظر للدور الجوهري الذي تلعبه المدرسة في عملية التحسيس والتوعية بالمخاطر المرتبطة بحوادث
المرور. عبد الحكيم أسابع