أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قرب بدء مراجعة اتفاق الشراكة والتجارة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وشدد على طي ملف الانضمام إلى مجموعة «بريكس». مؤكداً أن مشروع أنبوب الغاز الرابط للصحراء الذي يسمح بنقل الغاز نحو أوروبا، يجري إنجازه على الأرض ولم يبق منه سوى جزء ثالث في النيجر.
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, عن الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بداية من السنة القادمة. وقال إن الطرفين متفقان على مراجعة الاتفاق، وأوضح: «متفقون على إعادة النظر ومراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لسنا في نزاع مع الاتحاد الأوروبي الذي لا يرفض المراجعة، وأعتقد أنه في عام 2025، سنبدأ في مراجعة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في ظروف مغايرة كانت فيه الأوضاع بالنسبة للجزائر في التسعينيات مختلفة تماماً».
و ذكر رئيس الجمهورية، في شرحه لأسباب هذه المراجعة، بأن «الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي أبرم في وقت كانت فيه الجزائر تختلف عن جزائر اليوم, حيث كانت نسبة مشاركة الصناعة في الدخل القومي لا تتعدى 3 بالمائة, و كنا نستورد المنتجات الفلاحية و لا نصدرها، أي أن الجزائر حينها لم تكن تملك إمكانيات في التصدير».
وتابع رئيس الجمهورية: «الأمور تغيرت والجزائر أصبحت تنتج وتصدر منتجات مختلفة من صناعات تحويلية و كهرومنزلية و غيرها...اليوم نطلب مراجعة لأن أساس الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي هو التبادل الحر... و ذلك بكل صداقة ودون الدخول في نزاعات». وأكد أن دول الاتحاد الأوروبي «تريد علاقات طيبة اقتصاديا (مع الجزائر) وهي لا ترفض مراجعة الاتفاق», مشيدا بالمناسبة بالرواج الكبير الذي تعرفه المنتجات الجزائرية المسوقة في الدول الأوروبية.
وشدد رئيس الجمهورية، على أهمية بعث الاقتصاد الوطني وحماية سيادة البلاد في مواجهة التحديات العالمية، مؤكداً أن الجزائر يجب أن تكون قادرة على حماية نفسها من التقلبات الاقتصادية والتهريب. كما أشار إلى ضرورة الإصلاحات الديمقراطية ومحاربة الفساد والمضاربة، مع الحفاظ على علاقات أخوية مع الشعوب المجاورة واحترام القانون الدولي.
كما أكد أن الدولة ستدعم السلع مثل الزيت، السكر، والقمح، مشيراً إلى أن تصدير السلع المستوردة من قبل الدولة لن يُسمح به. كما شدد على ضرورة وضع آليات واضحة لتنظيم عمليات التصدير بشكل قانوني.
ورداً على سؤال حول قرار الجزائر طي صفحة الانضمام إلى مجموعة بريكس، قال الرئيس تبون «حالياً لا نفكر في الانضمام إلى منظمة بريكس، واهتمامنا منصب على انضمامنا لبنك بريكس الذي لا يقل أهمية عن البنك الدولي»، مضيفاً «كنا نريد الانضمام إلى بريكس لأسبـاب معينة، ولما رأينا ما آلت إليه المنظمة، هذه الأسباب لم تعد واضحة، ومن تسببوا في عدم دخول الجزائر إلى البريكس لن يؤثروا في الجزائر، ومن عارضوا دخول الجزائر ربما أفادونا بعدم الدخول، لا نفكر الآن تماما في بريكس، فكرنا ودخلنا في بنك بريكس وسنساهم بـ1.5 مليار دولار».
وفي سياق آخر، قال رئيس الجمهورية إن «مشروع أنبوب الجزائر النيجر ونيجيريا قائم وهو قيد الإنجاز، وهو شبه مكتمل بالنسبة للجزائر وبالنسبة لنيجيريا، حيث وصل إلى منطقة كانو، بقي منه 700 إلى 800 كيلومتر يجري إنجازها»، مشيراً إلى أن «هذا المشروع مفيد لأوروبا بالدرجة الأولى، وأوضح أنه مقابل هذا ‘’المشروع الاقتصادي» هناك ‘’مشروع سياسي مزيف ينتظر أن يمر على 14 دولة ويتطلب عشرات الملايير ويمر على الأراضي الصحراوية المحتلة» مؤكدا أن المحللين النزهاء في مجال الطاقة «يميزون الغث من السمين». نيجيريا بالمغرب عبر عدد من الدول الأفريقية.
ع س