دعا وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس عمال القطاع لمؤازرة جهود الدولة لتحقيق مدرسة الجودة، والرقي بأداء المنظومة التربوية، منوها بالإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية لتحقيق هذه الأهداف، وكذا لأجل تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للمنتسبين لقطاع التربية الوطنية.
ونوه الوزير خلال إحياء اليوم الوطني للمعلم بثانوية الرياضيات بالعاصمة بقرارات الرئيس لتحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية لعمال التربية، عبر مراجعة مرتبات المعلمين وإعادة النظر في القانون الخاص بهم، المنتظر صدوره قبل نهاية العام الجاري، مؤكدا بأن الرعاية التي يوليها رئيس الجمهورية للمواطنين والمعلمين خاصة ليست مجرد شعار، بل هي واقع ملموس.
وذكر بلعابد بقرار الترسيم الفوري للأساتذة المتعاقدين في 11 ديسمبر الماضي الذي اتخذه الرئيس خلال انعقاد مجلس الوزراء، الذي شدد فيه أيضا على تشجيع المعلمين والأساتذة على أداء واجبهم المهني وتعزيز مكانتهم الاجتماعية والمهنية، مع التقييم والتقويم المستمر لطبيعة مهام المعلم بصفته مربيا وليس موظفا، موضحا بأن الزيادة في الأجور وتحسين القدرة الشرائية لم تعد مجرد خطابات ووعود، بعد أن أصبحت أمرا ملموسا.
وذكر المتدخل بقرارات تخفيف العبء عن أساتذة اللغة العربية التعليم الابتدائي، بإعفائهم من تدريس التربية البدنية والرياضية وإسنادها لأساتذة متخصصين، إضافة إلى تقليص برامج الطور الأول لهذه المرحلة التعليمية، إلى جانب إدراج اللغة الإنجليزية في الابتدائي، وإعادة هيكلة مواد ومواقيت أقسام السنتين الأولى والثانية ابتدائي، تنفيذا لتوجيهات الرئيس.
كما نوه المصدر بإقرار امتحان تقييم المكتسبات في الابتدائي، مع توسعة الإجراء ليشمل الأطوار الثلاثة لهذه المرحلة التعليمية، إضافة إلى رقمنة القطاع وتجهيز المدارس الابتدائية باللوحات الإلكترونية، وصولا إلى توفير هذه الدعامة البيداغوجية على مستوى 50 بالمائة من هذه المؤسسات العام المقبل.
وتمكن القطاع أيضا من معالجة إشكالية ثقل المحفظة، مع تعميم التعليم التحضيري على مجمل المدارس الابتدائية، مع تحسين نسبة التمدرس لدى الأطفال البالغين ست سنوات التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، بفضل الربط البيني مع قاعدة الحالة المدنية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
كما تعزز التعليم العلمي والتكنولوجي بتشجيع التوجه إلى شعبة الرياضيات، ويضيف الوزير بأن قطاع التربية شهد في عهد رئيس الجمهورية تألقا غير مسبوق للتلاميذ في المسابقات الدولية للرياضيات، تزامنا مع فتح ثانوية جهوية للرياضيات بقسنطينة، إلى جانب الجهود القائمة لتنمية وترقية النشاطات الثقافية والرياضية والفنون.
وتعهد بلعابد بالعمل مع الشركاء الاجتماعيين لتحسين ظروف التمدرس، والارتقاء بمنزلة المربي وإيجاد الحلول الممكنة لمعالجة الانشغالات المطروحة، منوها أيضا بدور جمعيات أولياء التلاميذ باعتبارها قوة اقتراح ترافق القطاع في تأمين الاستقرار، عبر التنبيه المبكر بالخلل الذي قد يشوب الحياة المهنية والاجتماعية للمنتسبين للقطاع.
وأكد بلعابد بأن الجزائر تواجه تحديات متعددة تشكل فيها تنمية الموارد البشرية رهانا استراتيجيا هاما وعاملا أساسيا في رسم التوازنات والمساعي الجيوسياسية العالمية الجديدة، مؤكدا بأنه في ظل هذه المعطيات فإن الاستثمار في المعرفة أصبح أمرا مفروضا، لاسيما وأن الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لم تعد مرتبطة بامتلاك المواد الأولية، بل بالتحكم في المعارف.
وشدد الوزير في ختام مداخلته على ضرورة تمكين أكبر عدد من التلاميذ من المدرسة إلى الجامعة من الإلمام بالمعايير العلمية الدولية للتنافس والأداء، عبر التحكم في أدوات التحصيل وتعلم اللغات الأجنبية والمعارف الإنسانية الضرورية من أجل التعايش، مع تجنيد الموارد لاكتساب المعايير المعمول بها في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأشاد المتدخل في ذات السياق بالأشواط الهامة التي تم قطعها في مجال عصرنة ورقمنة القطاع وتحسين مردوده، وذلك بفضل دعم ورعاية الدولة الجزائرية بشتى مؤسساتها، ومجهودات رجال ونساء القطاع، داعيا عمال التربية الوطنية لمؤازرة السلطات العمومية التي لم تتوقف يوما عن تقديم الدعم لهم، من أجل الرفع من منزلة الأستاذ والارتقاء بأداء المنظومة التربوية.
لطيفة بلحاج
