تحادث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس الثلاثاء بالعاصمة، على انفراد مع نظيره البنيني توماس بوني يايي، الذي يقوم بزيارة دولة إلى الجزائر.
و خلال هذه المحادثات تطرق الرئيسان إلى آفاق العلاقات الثنائية، في ضوء الإمكانات التي يتمتع بها اقتصاد البلدين لاسيما بعد اللقاء الذي جمع رجال أعمال من الجزائر و البنين أول أمس، في اليوم الأول من زيارة الرئيس توماس بوني يايي.و تناول الرئيسان أيضا في محادثاتهما عديد القضايا الإقليمية و الدولية الراهنة، لاسيما الأوضاع السائدة في مالي و ليبيا، و التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الساحل ككل، و التي أصبحت تقتضي المزيد من التنسيق بين بلدان المنطقة لمكافحة الإرهاب و كل أشكال الجريمة المنظمة العابرة للأوطان.
وتوسعت بعد ذلك المحادثات بين الرئيسين لتشمل وفدي البلدين، و شارك فيها رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، و الوزير الأول عبد المالك سلال، و وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، و الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، و وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل.
و في إطار زيارته إستقبل رئيس جمهورية البنين، أمس بإقامة الدولة بزرالدة في العاصمة الوزير الأول عبد المالك سلال. وجرى الإستقبال بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة و وزير التجارة عمارة بن يونس و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل. كما إستقبل أيضا، رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة الذي أدى له زيارة مجاملة.و قام الرئيس توماس بوني يايي أمس، بزيارة إلى إقامة الملك السابق لمملكة داهومي (بنين حاليا) بيهانزين كوندو الواقع بحي دويرات بولاية البليدة.
و تلقى الرئيس البنيني الذي كان مرفوقا بالوزير عبد القادر مساهل بعين المكان، شروحات حول هذا المكان من قبل والي البليدة محمد اوشن.
وفي هذا المكان وضع الملك بيهانزين تحت الإقامة الجبرية من طرف السلطات الإستعمارية الفرنسية بعد نفيه إلى الجزائر بين سنتي 1894 و 1906 تاريخ وفاته إثر تعرضه لالتهاب الرئتين.بعد ذلك ترحم الرئيس بوني يايي على روح الملك بيهانزين والتزم دقيقة صمت على الضريح الذي كان يرقد به قبل أن تنقل رفاته إلى موطن أسلافه سنة 1928.
في تصريح للصحافة عقب هذه الزيارة، أشاد الرئيس البنيني بمناقب الملك بيهانزين «البطل العظيم» كما نوه بالجزائر و برئيسها على كرمه و الأعمال التضامنية لصالح القارة الافريقية.
و قال بهذا الخصوص «لا يسعنا كتابة تاريخ القارة الافريقية دون ذكر الجزائر العظيمة التي ما انفكت تدعو الشعوب الافريقية إلى تقرير مصيرها بنفسها».
و أضاف الرئيس البنيني قائلا «ملكنا رمز للمقاومة بالنسبة لنا و كان بمثابة حلقة وصل بين الشعب الجزائري و شعب داهومي».
و أكد مجددا أنه «ما كان لإفريقيا أن ترسم مستقبلها دون أخذ مكانة الجزائر بعين الاعتبار « ، مضيفا أنه» بناء على تجربة الجزائر ستشكل افريقيا شريكا حتميا لباقي دول العالم في السنوات القادمة».
و أكد الرئيس بوني يايي أن إفريقيا تمكنت بفضل زعامة الجزائر من وضع أجندة 2063 لبناء إفريقيا متكاملة و مزدهرة» مضيفا بأن «مسألة وحدة القارة الافريقية حاسمة و لم تنفك الجزائر تذكرنا بذلك».
و كان رئيس البنين قد شرع أول أمس الاثنين في زيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
ق و