يزداد الوضع الصحي بشمال قطاع غزة تدهورا مع التصعيد الصهيوني الخطير، وحصار جيش الاحتلال منطقة جباليا وتكثيف القصف على مراكز الإيواء، ومنع دخول الوقود لمستشفيات الشمال التي تحتضر، كما يواصل الاحتلال ارتكاب المذابح ضد المدنيين الأبرياء في مناطق مختلفة بالقطاع.
ووجه صباح أمس مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة حسام أبو صفية نداء استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية من أجل التدخل وإنقاذ حياة عشرات المرضى في مصلحة العناية المركزة، أغلبهم من الأطفال جراء الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الصهيوني على المستشفى ويمنع دخول الوقود، وأكد مدير المستشفى في تسجيل مصور من داخل المستشفى أن عدد من المصابين الذين يتواجدون في العناية المركزة، حياتهم مهددة بالموت في حالة عدم رفع الحصار وإدخال الوقود.
وأكد في هذا السياق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان صحفي، أمس الجمعة، أن الساعات المقبلة في مستشفى كمال عدوان ستكون حاسمة بالنسبة لحياة الكثير من الأطفال داخل قسم العناية المركزة، بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال وصوله إلى مستشفيات الشمال، وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل وبدون تلكؤ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما أدان المكتب الإعلامي الحكومي جريمة الاحتلال بمحاولة إخراج مستشفيات الشمال عن الخدمة، مما يهدد حياة 400 ألف شخص ما يزالون بهذه المناطق رغم محاولات الاحتلال المتكررة لتهجيرهم قسريا، كما حمل الاحتلال والإدارة الأمريكية وشركائهم في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
وبدير البلح بالمحافظة الوسطى ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني، أول أمس الخميس، مذبحة جديدة في مدرسة رفيدة المكتظة بآلاف النازحين، بعد أن غارت عليها طائرات الاحتلال الحربية بعدد من الصواريخ، ما أدى إلى ارتقاء حسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية بغزة 26 شهيدا، إلى جانب عشرات المصابين، جلهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي عن ارتفاع عدد مراكز الإيواء التي استهدفها الكيان الصهيوني إلى 190 مركزا، وتضم هذه المراكز مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأكدت حركة حماس أن هذه المذبحة الوحشية ارتكبت في وقت يحاصر فيه جيش الاحتلال الفاشي شمال قطاع غزة ويعمل فيه تنكيلا وقتلا، وأضاف بيان الحركة أن هذه الجريمة تعد امتدادا لجرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني على مدار عام كامل من الإبادة، التي مارس فيها جيش الاحتلال الإرهابي أبشع عمليات الاستهداف المتعمد للمدنيين العزل في الأحياء السكنية والبيوت ومراكز الإيواء والنزوح، وذلك بدعم من الإدارة الأمريكية الشريكة في هذه الإبادة، ولفت بيان حركة حماس إلى أن تواصل المجازر ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم، دون أن يحرك ساكنا، يمثل سلوكا مريبا ينذر بانهيار كامل للمنظومة الصحية الدولية بكافة أسسها وقوانينها وقيمها.
من جهة أخرى تواصل المقاومة الفلسطينية بغزة تكبيد جيش الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، واعترف جيش الاحتلال أمس بمقتل 3 ضباط برتبة رائد بمعارك جبالبا، كما أعلنت كتائب القسام استهداف قوات جيش الاحتلال الصهيوني في كمين مركب شرق معسكر جبالبا، أوقع من خلاله مجاهدو القسام سرية مشاة ميكانيك تابعة لجيش الاحتلال مكونة من 12 مركبة عسكرية وشاحنة محملة بالجنود في كمين بمنطقة معدة مسبقا، وأشار بيان القسام إلى أنه فور وصول القوة الصهيونية إلى المنطقة تم تفجير عبوة «شواظ» في الشاحنة المحملة بالجنود وتفجير عبوة» رعدية» في جيب» همر» واستهداف جيب آخر بقذيفة « تاندوم»وبعدها تقدم مجاهدو القسام حسب نفس البيان صوب منطقة الكمين، وأجهزوا على من تبقى من الجنودمن المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة، واستهدفوا عدد من الجنود الذين فروا من المكان تجاه أحد المنازل بعبوة مضادة للأفراد وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وبلبنان ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مساء أول أمس مجزرة مروعة بالعاصمة بيروت راح ضحيتها 22 شهيدا و117 شهيدا في قصف استهدف عمارات سكنية مكونة من عدة طوابق، حسب ما كشف عنه بيان لوزارة الصحة اللبنانية، كما يواصل العدو الصهيوني غارته العنيفة على مناطق مختلفة بضاحية بيروت الجنوبية ومناطق الجنوب مخلفا عدد من الشهداء والمصابين.
بالمقابل المقاومة اللبنانية تواصل قصف الأراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ، خاصة مناطق الشمال، واعترف جيش الاحتلال بسقوط عدد من الصواريخ ببعض المستوطنات، وتحدثت مصادر إعلامية عبرية أمس عن رصد إطلاق 30 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الأعلى، و20 صاروخا نحو خليج حيفا، كما اعترفت وسائل إعلام عبرية أمس بمقتل مستوطن وإصابة آخرون بجروح نتيجة صاروخ مضاد للدروع أطلق باتجاه منطقة يارؤون شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانب آخر استهدف جيش الاحتلال أول أمس قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ( اليونيفيل) وأصيب جنديين بعد أن أطلقت دبابة تابعة للاحتلال الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، ونددت الأمم المتحدة باستهداف قواتها في لبنان. نورالدين ع
