وصل، مساء أمس الجمعة، إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة الرعايا الجزائريون الذين تم إجلاؤهم من لبنان، وذلك تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للتكفل بأبناء الجالية الوطنية المقيمة بهذا البلد.
وقد تم إجلاء الرعايا الجزائريين عبر رحلتين تم تنظيمهما خصيصا لهذه العملية من مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت نحو مطار القاهرة الدولي حيث تولت شركة الخطوط الجوية الجزائرية إيصالهم إلى الجزائر، حيث تعتبر هذه العملية الثانية من نوعها بعد تلك التي تم إنجازها في شهر أوت 2024 أين تم إجلاء أكثر من 125 مواطنا جزائريا.
وتعكس عملية إجلاء الجزائريين المقيمين بلبنان مدى اهتمام السلطات العليا في البلاد بالجالية الوطنية في الخارج، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وعدم التخلي على هذه الفئة، سواء عند نشوب النزاعات أو في الحالات الاستثنائية.
وقد سبق وأن قامت السلطات الجزائرية عبر ممثلياتها الدبلوماسية في عدد من دول العالم من إجلاء الرعايا الجزائريين، على غرار إجلاء الجزائريين العالقين في الخارج خلال أزمة كورونا نهاية سنة 2020، عندما تم تسخير أزيد من 20 رحلة جوية لفائدة الجزائريين بالخارج.
كما قامت الجزائر بعمليات إجلاء مماثلة للجزائريين من عدة دول عرف وضعها الأمني تدهورا، على غرار السودان في أفريل 2023، وكذا إجلاء كل الرعايا المسجلين لدى سفارة الجزائر بكييف خلال بداية الأزمة الأوكرانية الروسية في مارس 2022، دون إغفال عملية إجلاء للجزائريين المقيمين في غزة على إثر العدوان الصهيوني على القطاع.
وصرح رشيد مداح، المدير العام للشؤون القنصلية و الجالية الوطنية بالخارج، أنه «تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، تم تنصيب على مستوى وزارة الخارجية، منذ الوهلة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، خلية أزمة تتكفل بدراسة أوضاع الجالية الوطنية في كل المنطقة حيث تم التواصل مع سفارات الجزائر بالقاهرة، بيروت، دمشق وعمان لمتابعة عن كثب أوضاع الجالية ودراسة جميع المخططات لإجلائها إن اقتضت الضرورة ذلك».
وأضاف مداح، في تصريح له بمطار هواري بومدين الدولي، «لقد تمكنا بفضل المجهودات المبذولة من إجلاء 306 مواطن جزائري و جزائرية وأزواجهم من جنسيات أخرى».
من جانبهم، أعرب الرعايا الجزائريون عن شكرهم لرئيس الجمهورية وللسلطات العمومية على تجندها للتكفل بهم و عودتهم إلى أرض الوطن في أحسن الظروف.
وأوضح بيان لوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أنه قد تم تجنيد كل الوسائل والإمكانات اللازمة لإنجاح هذه العملية والسماح لأبناء الجالية من العودة إلى أرض الوطن في أحسن الظروف مع التأكيد على الاستعداد التام لتنظيم عمليات إجلاء أخرى إن اقتضت الضرورة ذلك.
كما أكد البيان، أن الجزائر تأمل وبصدق في أن تشهد الأوضاع في كل من فلسطين ولبنان انفراجا قريبا وأن يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع هذه المناطق العزيزة على كل الجزائريين.
ق و