شرعت، أمس، رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو في زيارة دولة إلى الجزائر تدوم أربعة أيام، هي الأولى على مستوى الزيارات بمستوى الرؤساء بين البلدين من 23 عاما، و ستسمح هذه الزيارة بدفع العلاقات الثنائية و تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، كما تشكل فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات السياسية والاقتصادية.
استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، بمطار الجزائر الدولي، هواري بومدين، نظيرته الهندية دروبادي مورمو، التي تؤدي زيارة دولة إلى الجزائر تدوم 4 أيام. وجرت مراسم الاستقبال بإطلاق 21 طلقة مدفعية ترحيبا بضيفة الجزائر قبل الاستماع إلى النشيدين الوطنيين.
وتكتسي زيارة الرئيسة الهندية روبادي مورمو إلى الجزائر، أهمية كبيرة على الصعيد السياسي والاقتصادي في العلاقات بين البلدين، خاصة أنها الأولى على مستوى الزيارات بمستوى الرؤساء بين الهند والجزائر منذ 23 عاما، وستسمح بدفع العلاقات الثنائية وفتح صفحة جديدة في التعاون والشراكة الاقتصادية بين الجزائر نيودلهي، وهو ما يتيح استعادة خط مستوى عال من العلاقات الجزائرية الهندية التي كانت تشهد تنسيقا كبيرا في حقبة السبعينات والثمانينات.
كما تشكل الزيارة فرصة هامة لتعزيز التعاون الاقتصادي، حيث تعد الهند خامس أكبر اقتصاد في العالم، كما أن توقيت هذه الزيارة يأتي في سياق مساع حثيثة تبذلها الجزائر لتنويع الشركاء الاستراتيجيين، والاستفادة من التجربة الهندية في تطوير بعض القطاعات الاقتصادية كالصناعة وخاصة صناعة السيارات، والتكنولوجيا وعلوم الفضاء وغيرها.
وتولي الهند أهمية كبيرة لتعميق التعاون مع الجزائر في إطار نظرة متجددة تقودها السيدة دروبادي مورمو التي انتخبت رئيسة للبلاد سنة 2022, وهي تتوافق مع توجه الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من خلال العمل على تنويع الشراكة الاستراتيجية عبر العالم.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد أعلن، منتصف شهر سبتمبر الماضي، في رسالة تهنئة وجهها إلى الرئيس عبد المجيد تبون عقب فوزه بعهدة رئاسية ثانية، أن نيودلهي مهتمة بشكل بالغ بتوسيع علاقات التعاون مع الجزائر في المجالات الاقتصادية والمالية، على أساس صلابة علاقات الصداقة التقليدية بين الهند والجزائر. وعبر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عن الأهمية الكبرى التي توليها بلاده لتوسيع وتعميق التعاون مع الجزائر، وعبّر ناريندرا مودي في رسالته عن صلابة علاقات الصداقة التقليدية، بين الهند والجزائر والمؤسسة على الثقة المتبادلة والإرادة الصادقة وتشارك وجهات النظر، في مسائل إقليمية ودولية.
وفي هذا السياق، يمكن للهند أن تتحول إلى شريك تجاري مهم بالنسبة للجزائر في مجالات مهمة كصناعة الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية، حيث تعمل كبريات شركات هندية، بينها شركتا فارماكسس، وفابتك تكنولوجيز، بالتعاون مع مصانع الدواء والمستلزمات الطبية في الجزائر، إضافة إلى مجال تقنيات المعلومات وعلوم الفضاء، وفي قطاع الحديد والصلب، وصناعة السيارات والشاحنات وحافلات النقل والجرارات والمعدات الزراعية. وتعمل عدة شركات هندية في الجزائر، في مجال الإنشاءات ومشاريع الإسكان وبناء المستشفيات والملاعب، والسكة الحديدية، وبناء خط أنابيب المحروقات لصالح شركة سوناطراك، كما تعمل في الجزائر شركات التكنولوجيا والرقمية الهندية الكبرى، مثل شركة «إنفوندي ليمتد»، وهي شركة هندية كبرى لتكنولوجيا المعلومات ورائدة عالميا في الخدمات الرقمية.
وكانت نيودلهي قد استقبلت العام الماضي وفدا اقتصاديا من الجزائر، ضم 87 رجل أعمال، لبحث الشراكة مع شركات هندية وتشجيعها على الاستثمار في الجزائر. ويلفت خبراء اقتصاديون إلى الحضور الهندي البارز في مجال صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في الجزائر، حيث ترافق شركات هندية كبرى تعمل في إنتاج الأدوية، وبينها شركتا فارماكسس وفابتك تكنولوجيز، منذ سنوات، وهو ما يعد مؤشرا جيدا وحيويا ومهما، على اعتبار أن الهند أضحت اليوم شريكا تجاريا مهما للجزائر في مجالات حساسة ومهمة، حيث تستطيع الجزائر الاستفادة من الهند التي تمتلك تجارب عالمية رائدة في صناعة الأدوية واللقاحات الطبية.
وبلغت المبادلات التجارية الثنائية ذروتها عام 2018، عندما سجلت 2.9 مليار دولار أمريكي، قبل أن تنخفض عام 2021، إلى حدود 1.5 مليار دولار، بسبب تأثير كوفيد- 19، قبل أن يرتفع حجم المبادلات عام 2022 بنسبة 24 في المائة، إلى حدود 2.1 مليار دولار أمريكي. وبلغت الصادرات من الهند إلى الجزائر والتي تضم خاصة الأرز والمنتجات الصيدلانية والجرانيت واللحوم والأدوات والعتاد الطبي أيضا، والمواد الأولية للأدوية والمواد الكيماوية، أجهزة ولواحق الكمبيوتر والبصريات، والعديد من المنتجات الغذائية كالحبوب والشاي، بلغت خلال 2022 أكثر من 613 مليون دولار أمريكي، وارتفعت في العام الموالي 2023 إلى أكثر من 848 مليون دولار أمريكي، بينما بلغت صادرات الجزائر إلى الهند والتي تشمل خاصة الزيوت البترولية والغاز الطبيعي المسال وفوسفات الكالسيوم الطبيعي والميثانول المشبع واليوريا، خلال 2022، مستوى 1.5 مليار دولار أمريكي.
ع سمير