اعتبر خبراء في الاقتصاد، أمس، الزيارة التي تقوم بها رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، إلى الجزائر والتي تأتي في سياق دولي وإقليمي يشهد تحولات كبرى ، فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية وبعث الشراكة في المجال الاقتصادي والتجاري، وأشاروا في هذا الإطار إلى إمكانية بعث وتعزيز الشراكة في العديد من القطاعات على غرار الطاقات المتجددة والصناعات الصيدلانية والغذائية والمحروقات والخدمات الرقمية، بالإضافة إلى الصناعات الميكانيكية و المنجمية و البيتروكمياوية و صناعات الفضاء و غيرها وذلك في إطار رابح رابح .
وأوضح المستشار في التنمية الاقتصادية عبد الرحمان هادف في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، إلى الجزائر، تأتي في سياق دولي وإقليمي يشهد تحولات كبرى.
واعتبر أن الهدف من الزيارة بالنسبة للبلدين هو إعادة بعث العلاقات على المستوى السياسي والدبلوماسي ومحاولة إيجاد سبل شراكة جديدة مع المتغيرات التي يشهدها العالم وخاصة المنظومة الاقتصادية العالمية.
وأوضح أن الشراكة بين الجزائر والهند، كانت في مستوى عالي في الماضي، و قد شهدت تراجعا خلال بضع سنوات، لافتا إلى وجود نية من خلال هذه الزيارة لإعادة بعث وتعزيز الشراكة في الجانب الاقتصادي والتجاري وكذا العلاقة السياسية إلى مستويات متميزة .
وأشار المتدخل، إلى التبادلات التجارية الموجودة ومنها المتعلقة بالصناعات الصيدلانية والغذائية والمحروقات، كما توجد إمكانيات الذهاب لتعزيز هذه الشراكة إلى قطاعات أخرى، خاصة في مجال الطاقات المتجددة والصناعات الكهربائية، حيث تسجل الهند نموا كبيرا في هذا المجال، إلى جانب الاقتصاد الرقمي، حيث أصبحت الهند من بين الدول المتقدمة في الخدمات الرقمية وبالتالي من الممكن أن تكون شراكة في هذا المجال .
كما أشار إلى أن هناك أفاق يمكن تطويرها في مجال الصناعات الميكانيكية و المنجمية وكذا الصناعات البيتروكمياوية وخاصة لتثمين الموارد المنجمية وبالأخص الفوسفات.
واعتبر المتدخل، أن الهند اليوم أصبحت قوة اقتصادية ومن بين الدول الرائدة في مجال التنمية الاقتصادية وسوق جد مهمة ويمكن الارتقاء بالتبادلات التجارية إلى مستويات أعلى، مشيرا إلى أهمية وضع أهداف اكثر في هذا المجال، لافتا في هذا الصدد، إلى أنه الممكن أن نصل إلى 5 مليار دولار في التبادلات التجارية.
من جانب آخر، ذكر المستشار في التنمية الاقتصادية عبد الرحمان هادف، أن الهند من بين المؤسسين لبنك التنمية الجديد والمسمى ببنك البريكس ، حيث من الممكن أن تكون هناك شراكات مهمة في هذا الإطار، بعد التحاق الجزائر بهذا البنك وهذا في مجال تمويل المشاريع الكبرى المهيكلة، على غرار المشاريع في مجال الأشغال العمومية والطرقات والموانئ والسكك الحديدية، لافتا إلى وجود إمكانية للحديث، عن مثل هذه المشاريع والتي تسمح للبلدين بالارتقاء بالشراكة إلى مستويات أعلى.
وأضاف أن الهند أصبحت من أهم الدول في مجال التكنولوجيات و الخدمات الرقمية، كما أن الجزائر ترتكز على نظام بيئي لتشجيع المؤسسات الناشئة والمؤسسات التكنولوجية وبالتالي يمكن أن تكون هناك شراكة إلى جانب قطاع الطاقات المتجددة ومنها صناعة البطاريات وصناعة مستلزمات الطاقات المتجددة وعلوم الفضاء .
ومن جانبه، اعتبر أستاذ العلوم الاقتصادية الدكتور أحمد الحيدوسي، في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، إلى الجزائر، فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، التاريخية بين البلدين لتنعكس على العلاقات الاقتصادية والتي عرفت بعض الفتور لبضع سنوات .
وأشار إلى إمكانية بعث هذه العلاقات من جديدة وتعزيزها وخاصة في مجالات معينة كالصناعات الصيدلانية والذكاء الاصطناعي والمؤسسات الناشئة و تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث قطعت الهند أشواطا كبيرة ويمكن أن تستفيد الجزائر من ذلك في إطار رابح رابح، بالإضافة إلى المجال الزراعي، حيث يمكن بناء شراكات استراتيجية بين الهند والجزائر .
و ذكر أستاذ العلوم الاقتصادية، أن هذه الزيارة مهمة ومن الممكن الحديث بالمناسبة عن بنك البريكس وكيف يتم التنسيق من أجل تمويل استثمارات، سواء في الجزائر أو في الهند، مع إمكانية بناء شراكات في مجالات البنية التحتية، على غرار مشاريع السكك الحديدية وغيرها من مشاريع البنية التحتية .
ومن جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن الهند والتي تعد خامس أكبر اقتصاد في العالم ، تقدم حلولا تكنولوجية بتكلفة منخفضة و لديها أيضا تجربة كبيرة جدا في مجال الشراكة بين القطاع العام والخاص ويمكن الاستفادة أيضا من هذه التجربة بالإضافة إلى التجربة الهندية المتعلقة ببناء مناطق صناعية جاهزة وجلب الكثير من الاستثمارات العالمية لشركات عالمية، إلى جانب الرقمنة والربط بين القطاعات الحكومية وفق منظومة ومنصة رقمية .
من جانب آخر أشار الخبير الاقتصادي، إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها الهند في مجال قطاع غيار السيارات، مع إمكانية عقد شراكات بالإضافة إلى مجال التعدين وصناعات
الفضاء. مراد-ح