أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي أمس، أن الجزائر بصفتها واحدة من المنتجين الرئيسيين للمحروقات، تقع عليها مسؤولية كبيرة في مجال الانتقال الطاقوي، موضحا أنه رغم توفر موارد طبيعية هائلة ومتنوعة، من الضروري استغلال القدرات المتوفرة من الطاقات المتجددة، خاصة وأن الجزائر تمتلك فرصة فريدة من نوعها وهي شساعة الصحراء التي تشكل ميزة استثنائية لتطوير الطاقة الشمسية في ذات الوقت الذي يمكن للغاز الطبيعي أن يلعب دورًا حاسما في الانتقال نحو مستقبل طاقوي منخفض الكربون.
و ثمن حشيشي الأشواط الكبيرة التي قطعتها الجزائر والتي سمحت لها بتحقيق تقدم ملحوظ في الموازنة بين المحروقات والطاقات المتجددة، من خلال بعث مشاريع تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الطاقوية، واستقطاب استثمارات أجنبية في قطاعات المحروقات والطاقات المتجددة، و لكن «يتوجب الاستمرار في هذه السيرورة وقطع أشواط إضافية، منها وضع إطار تنظيمي أكثر تحفيزا من أجل تطوير الطاقات النظيفة، تكوين أيادي عاملة مؤهلة، وكذا إبرام شراكات دولية و نقل التكنولوجيا وهذا ما يعد بمثابة أولويات مُلحّة»، وفق ما ذكره المتدخل.
و استطرد حشيشي في كلمته التي ألقاها أمس في افتتاح الطبعة 12 لمعرض ومؤتمر الطاقة إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، أن هذا الحدث جوهري لمستقبل الطاقة العالمي المرتكز على كيفية تحقيق التوازن بين المحروقات والطاقات النظيفة، و أن أهداف خفض الانبعاثات الكربونية وبروز الطاقات المتجددة والحاجة إلى تقليص البصمة الكربونية، يفرض على بلادنا خيارات صعبة لكنها ضرورية، حيث يكمن الهدف فى الوصول إلى تحقيق مزيج طاقوي فعال ومستدام في آن واحد، في الوقت الذي يتجه فيه العالم بشكل متزايد نحو الطاقات المتجددة، و أنه من الضروري تطوير حلول متناسقة ومتناغمة تستجيب للطلب المتزايد على الطاقة من جهة، وتحترم المتطلبات البيئية من جهة أخرى.
و أكد حشيشي أن اعتماد تكنولوجيات ملائمة مثل التقاط الكربون وتخزينه وتقنيات الاستخراج الأكثر كفاءة، وتقليص تسربات الميثان، من شأنها المساهمة فى جعل المحروقات أكثر احتراما للبيئة و استمرار دورها لضمان الإمدادات الطاقوية العالمية، كما أن المحروقات ستلعب أدوارًا فاعلة في الانتقال الطاقوي وخاصة الغاز الطبيعي باعتباره الأقل تلويثا مقارنة بالفحم أو النفط، ومع ذلك فقد بات واضحا، يضيف، أن الطاقات المتجددة ينبغي أن تكون متضمنة في الإستراتيجيات على المدى الطويل، كونها لا تعد مستدامة فحسب، بل أن تنافسيتها على الصعيد الاقتصادي تتزايد، وعليه فإن التحدي وفق حشيشي، يكمن في إيجاد الوسائل المناسبة من أجل إدماج هذه الطاقات بفعالية في المزيج الطاقوي، والعمل في ذات الوقت على الاستفادة من مزايا المحروقات التي ما زال الاعتماد عليها قائما.
بن ودان خيرة
