جبهة البوليزاريو تطالب بإلغاء تنظيم منتدى " كرانس مونتانا " في مدينة الداخلة المحتلة
نددت أمس جبهة البوليزاريو بالمنتدى الدولي الذي يحاول المغرب تنظيمه بالتعاون مع المنظمة السويسرية " كرانس مونتانا " في مدينة الداخلة المحتلة بالصحراء الغربية، ودعت إلى إلغاء هذه التظاهرة ومقاطعتها باعتبار أن تنظيمها " يتعارض مع القانون الدولي ويخرقه وحذرت من أن ذلك من شانه أن يفجر مواجهات بين طرفي النزاع ويخلق جوا جديدا من التوتر تنتج عنه آثار سلبية على الجهود الدولية الرامية للتسوية السياسية السلمية للقضية الصحراوية".
واعتبر وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك في ندوة صحفية نشطها في مقر السفارة الصحراوية بالجزائر العاصمة بأن المسعى المغربي لتنظيم منتدى كرانس مونتانا في الأراضي الصحراوية المحتلة المزمع عقده من 12 إلى 14 مارس المقبل، " عدوان و اغتصاب للشرعية الدولية ومناورة مغربية، تهدف إلى إعطاء نوع من الشرعية لاحتلالها للصحراء الغربية"، وهو أمر قال أنه مناقض لمبادئ هذا المنتدى السويسري الذي يوجد مقره في موناكو، الذي أسس – كما اضاف ولد السالك - للعمل من أجل السلام العالمي وتقريب المؤسسات الاقتصادية فيما بينها.
وفي رده عن سؤال للنصر حول ذات الشأن، لم يستبعد رئيس الدبلوماسية الصحراوية أن يكون النظام المغربي قد عقد صفقة مع أحد مُلّاك هذا المنتدى الذي يتوفر على إقامتين واحدة في موناكو والأخرى في مراكش بالمغرب من أجل الدفاع عن سياسته الاستعمارية، سيما وأن المغرب – حسب ولد السالك – يعمل خلال العشرية الأخيرة على شراء ذمم الكثير من السياسيين والشخصيات الأجنبية للدفاع عن سياسته الاستعمارية".
وفي هذا السياق أشاد ولد السالك بموقف الاتحاد الإفريقي الداعي خلال الدورة الرابعة والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد المنعقدة بأديس أبابا مؤخرا الدول الأعضاء وكل المنظمات والمجتمع المدني إلى مقاطعة هذا المنتدى المزمع عقده من 12 إلى 14 مارس القادم، كما حيا جهود الجزائر في هذا الاتجاه والتي كانت وراء اقتراح اعتماد بيان يندد بتنظيم منتدى كرانس مونتانا، معتبرا بأن الجزائر التي سماها بقلعة الأحرار " عودتنا على اتخاذ مثل هذه المواقف الصارمة والحازمة في ضحد الطروحات الاستعمارية والدفاع عن القضية الصحراوية وسائر القضايا العادلة في العالم".
كما أشار ولد السالك إلى أن الإتحاد الإفريقي قرر تنظيم العديد من النشاطات التضامنية في الأراضي الصحراوية المحررة " في رد واضح على هذه المناورة المغربية"، وأيضا للتعبير عن الموقف الإفريقي الداعم لقضية الشعب الصحراوي" وأعرب بالمناسبة عن ارتياح الحكومة الصحراوية للقرار الإفريقي بتنظيم أنشطة تضامنية مع الشعب الصحراوي ، نُصرة لقضيته العادلة".
من جهة أخرى دعا وزير الخارجية الصحراوي باسم الشعب الصحراوي وحكومة بلاده، الأمم المتحدة الإسراع في وتيرة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية « من خلال تحديد تاريخ استفتاء تقرير المصير لمنع التراجع وتعريض المنطقة من جديد إلى الخطر الأكبر»، وقال " إن الشعب الصحراوي وحكومته ينتظران من المبعوث الأممي الخاص للصحراء الغربية كريستفور روس الذي أعلن عن عودته قريبا للمنطقة، ومجلس الأمن الإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية بشفافية وحرية وديمقراطية»، مشددا على ضرورة إحراز تقدم في تنفيذ المهمة التي أتت من أجلها المنظمة الدولية والتي خلقت بعثة لتطبيقها وهي تنظيم الاستفتاء والتي سبق وان وقع عليها طرفي النزاع.
وفي رده عن سؤال يخص الادعاء المغربي الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية مؤخرا، بحديثها عن تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب الصحراوي من طرف جبهة البوليزاريو والجزائر، فند وزير الخارجية الصحراوي هذه الإدعاءات وقال " إن هذه الادعاءات باطلة بشهادة المانحين وقد جاء من المنظمات الداعمة نفسها وبرنامج الغذاء العالمي سيما من المفوضة المكلفة بالمساعدات الإنسانية، كريستالينا جورجيفا التي أكدت أن تسيير أموال المجموعة الأوروبية لم يكن أبدا بإشراف من البوليساريو أو عبر وسطاء جزائريين، الشيء الذي يضفي على هذه العملية شفافية وتعزيزا لحلقات التفتيش".
ع.أسابع