الأحد 27 أكتوبر 2024 الموافق لـ 23 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

ولد قابلية يستعرض أهم محاور استراتيجية الاتصال إبان الثورة: النـواة الأولى للمخابـرات الجزائريـة تشكلـت من طلبـة و مثقفـين


استعرض رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (مالغ)، عضو مجلس الأمة المجاهد دحو ولد قابلية، أمس السبت بالجزائر العاصمة، أهم محاور استراتيجية الاتصال التي اعتمدتها الثورة التحريرية لمجابهة الآلة الدعائية الاستعمارية، و قد نوه بالدور التاريخي الذي أداه المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف، بعد تكليفه بتسيير وزارة التسليح والاتصالات العامة في الحكومة المؤقتة، أين اعتمد على تشكيلها في اختيار طلبة من الثانوية و الجامعية
و حتى إلى بعض النخب و المثقفين.
ولدى نزوله ضيفا على منتدى الذاكرة لوكالة الأنباء الجزائرية (وأج) وإشرافه على ندوة حملت عنوان «استراتيجية الاتصال لثورة التحرير المجيدة»، بحضور مجاهدين وأساتذة جامعيين وطلبة، تطرق السيد ولد قابلية إلى تفاصيل العملية الاتصالية والإعلامية التي اعتمدها قادة الثورة التحريرية، وفي مقدمتهم العقيد عبد الحفيظ بوالصوف الذي كان يصر على مجابهة سياسة التضليل الاستعمارية باعتماد «عنصر الفعالية والإيجابية في بث ونشر المعلومات المتعلقة بالكفاح المسلح وفضح جرائم الاستعمار».
وانطلاقا من تجربته الشخصية في صفوف «المالغ»، نوه المجاهد ولد قابلية بالدور التاريخي الذي أداه المجاهد بوالصوف، سيما بعد تكليفه بتسيير وزارة التسليح والاتصالات العامة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958، حيث قام --مثلما قال-- بمبادرات شجاعة لتعزيز الجبهة الداخلية من خلال إنشاء جهاز الاتصالات السرية وتوفير الأسلحة والتجهيزات الحربية.
كما حرص بوالصوف --مثلما قال-- على ضمان التكوين الجيد لفائدة المجندين الجدد الذين قام باختيارهم بعناية على أساس المستوى التعليمي الذي كان يشترط فيه المستوى الجامعي أو الثانوي وكذا الخصائص الشخصية التي تتطلبها المهام الموكلة إليهم، باعتبارهم شكلوا النواة الأولى للمخابرات الجزائرية تحقيقا لأهداف ثورة التحرير المباركة، وخضعوا لتدريب مكثف على مستوى مدرسة الإطارات التي أسسها المجاهد بوالصوف.
وكانت من مهام وزارة التسليح ضمان وصول المعلومات والاستطلاع والتسليح والتنسيق بين الولايات التاريخية، بالإضافة إلى إعداد استراتيجية اتصالية محكمة، تمثلت في إنشاء وسائل إعلامية بالوسائل المتوفرة آنذاك، على غرار الإذاعة السرية ووكالة الأنباء الجزائرية وصحيفتي المقاومة الجزائرية والمجاهد بهدف تعبئة الشعب الجزائري وحثه على دعم الكفاح المسلح ماديا ومعنويا وكذا مواجهة الدعاية الاستعمارية وتدويل القضية الجزائرية.
وأوضح السيد ولد قابلية أن المعلومات التي كانت تستغلها الثورة لصالحها كان مصدرها المجاهدين بمختلف المناطق، حيث تم تجنيد النساء في صفوف «المالغ» من أجل الاتصال المباشر مع العائلات الجزائرية، فيما تكفل المناضلون بجمع المعلومات العسكرية.
كما كان يتم استقصاء المعلومات من الإعلام الفرنسي ومن الإطارات الجزائريين العاملين في الإدارة الفرنسية ومن المواطنين الجزائريين المتنقلين عبر الحدود الوطنية، بالإضافة إلى التنصت على شبكات اتصالات الجيش الفرنسي من خلال تأسيس مديريات مختصة في فك الشيفرة والإشارة والاستعلامات الخاصة.
وتطرق السيد ولد قابلية إلى الصلاحيات الواسعة التي منحت لبوالصوف بعد سنة 1958 ومكنته من إعطاء بعد جديد للإعلام الثوري، حيث تم تجنيد المثقفين في صفوف جبهة التحرير الوطني بهدف تنوير الرأي العام الفرنسي والأوروبي والعالمي بعدالة القضية الجزائرية ووحشية الاستعمار، مشيرا إلى عدة أسماء بارزة في تاريخ الإعلام الثوري، على غرار المجاهد ووزير الإعلام الأسبق في الحكومة المؤقتة محمد يزيد.
وأضاف أن فرنسا الاستعمارية فشلت في مجابهة النجاحات الكبيرة للإعلام الثوري ولم تتمكن من توقيف بث الإذاعة السرية، كما لم تنجح في تغليط الرأي العام الجزائري آنذاك من خلال وسائلها الإعلامية وحملاتها الدعائية المغالطة التي كانت تستهدف الشعب الجزائري بشكل خاص.
وفي مداخلة له بالمناسبة، تطرق الأستاذ بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، محمد طيب أحمد، إلى الاستراتيجية الاتصالية والإعلامية التي أعدها قادة الثورة واعتمدت على إعلام داخلي يقوم بتوعية وتعبئة الشعب الجزائري وإعلام خارجي يعمل على تدويل القضية وكسب مساندة الشعوب.
وكان الهدف من هذه الاستراتيجية المنهجية والمدروسة --مثلما أضاف-- هو التصدي لسياسة التعتيم الفرنسية ومواجهة الترسانة الكبيرة لترويج الدعاية المضللة والدفاع عن قضية الشعب الجزائري وإقناع الرأي العام العالمي وإظهار الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com