كشف وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي، عن تسجيل ارتفاع جد معتبر في عمليات الدفع الإلكتروني بواسطة البطاقة «الذهبية»، والذي انتقل من 5 مليون عملية سنة 2020 إلى أكثر من 66 مليون عملية سنة 2023، مع ترقب بلوغ 80 مليون عملية سنة 2024، علما أنه تم تسجيل ما يفوق 59 مليون عملية خلال التسعة (09) أشهر الأولى من السنة الجارية.
أوضح وزير البريد، خلال جلسة استماع أمام لجنة المالية بالمجلس الشعبي الوطني، أن قطاعه انخرط بقوة في جهود تعميم الدفع الإلكترونــي وترقية الشمول المالي التي بادرت إليها الحكومة. حيث يتيح متعاملو القطاع، على غرار بريد الجزائر، للمواطنين عددا من وسائل الدفع الإلكترونــي التي تستجيب لمعايير الأمان والموثوقية الدولية، والتي تمكن من إجراء مختلف العمليات المالية ضمن الشبكة البريدية وبالتشغيل البيني مع الشبكة البنكية، والتي توجت مؤخرا بإطلاق محول الدفع الإلكترونــي والبيني عبر الهاتف النقال، التي تمكن زبائن البنوك و بريد الجزائر من إجراء عمليات دفع و تحويل الأموال بصفة آنية و بينية باستعمال رمز الاستجابة السريعة، من خلال حلول سيتم دخولها حيز الخدمة في القريب العاجل.
كما تم أيضا إبرام عديد اتفاقيات التعاون والشراكة مع مختلف القطاعات لتشجيع تعميم استخدام وسائل الدفع الإلكترونــي. حيث تحققت هذه الإنجازات بفضل الديناميكية التي عرفها إنتاج وتوزيع «البطاقات الذهبية»، حيث ارتقى عددها الجمالي من 6 مليون بطاقة سنة 2020 إلى 13.88 مليون بطاقة في شهر أكتوبر من سنة 2024
وذكر الوزير بالتزام قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في إطار مخطط عمل الحكومة بتحقيق عدد من الأهداف تجسيدا لالتزامات السيد رئيس الجمهورية، وذلك في مجالات نشاط القطاع بالاعتماد على رافدين هما تشييد بنية تحتية عصرية للاتصالات، وتطوير شبكة بريدية جوارية، بهياكل تتوزع على كامل التراب الوطني تلبي حاجيات الساكنة على قدم المساواة.
وبحسب وزير القطاع، فقد ارتكزت الاستثمارات المنجزة في الميدان البريدي، على توسيع وعصرنة الشبكة البريدية، بهياكلها الثابتة والمتنقلة. حيث قفز العدد الإجمالي للمكاتب البريدية من 3999 مكتبا بداية سنة 2020 إلى 4314 مكتبا نهاية شهر أكتوبر 2024. كما تدعمت الشبكة البريدية بمكاتب متنقلة على مستوى كل الولايات، بهدف تقريب الخدمات البريدية والمالية من المواطنين، لاسيما في المناطق المعزولة، والتي ارتفع عددها من 39 مكتبا سنة 2020 إلى 89 مكتبا حاليا.هذا وقد عرفت حظيرة الشبابيك الآلية للنقود ارتفاعا معتبرا، حيث انتقلت من 1407 شباك آلي في 2020 إلى 1996 شباكا، أي بزيادة بأكثر من 42 %، كما ينتظر أن تتدعم بـحصّة معتبرة سيشرع في تنصيبها قبل نهاية السنة الجارية. وعلاوة على ذلك، تدعمت ولايات الوطن، بالموازاة مع ذلك، بفضاءات متعددة الخدمات يبلغ عددها الإجمالي 62 فضاء
أما فيما يتعلق بجانب الاتصالات، فالغاية المرجوة من البرامج والمشاريع، هي ترقية اندماج كافة المواطنين في مجتمع المعلومات ومرافقة التحول الرقمي للإدارة والاقتصاد الوطني، بواسطة تعميم استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، من خلال عصرنة وتطوير البنية التحتية لتحسين النفاذ إلى الإنترنت وتدفقها، بعرضيها الثابت والنقال.
التحسين المتواصل لتدفق الأنترنت وبتسعيرة مقبولة
ففي شق الأنترنت الثابت، أخذ القطاع على عاتقه رفع تحديين اثنين، في مقدمتهما زيادة عدد الموصولين بالشبكة، يكمله التحسين المتواصل لسعة التدفق، وبتسعيرة مقبولة بالنسبة للمواطن. وقد ارتكز توحيد طاقات المتدخلين في هذا الصدد على كسب رهان نجاعة شبكة النفاذ عن طريق عصرنة الشبكة السابقة بإعطاء الأولوية لاستخدام الألياف البصرية لاسيما تكنولوجيا الألياف البصرية إلى غاية المنزل.
وتشير المعطيات المسجلة إلى النتائج المشجعة المسجلة بحر الفترة الممتدة من مطلع سنة 2020 إلى غاية شهر سبتمبر 2024، حيث ارتفع عدد الأسر الموصولة بالأنترنت الثابت من 3.5 مليون أسرة سنة 2020 إلى 5.92 مليون أسرة، علما أن الهدف المسطر هو بلوغ توصيل ثلثي الأسر (6 مليون أسرة) بنهاية سنة 2024.
كما تم تسجيل تحسن نوعي في جودة التدفق، إذ ارتقى الحد الأدنى لسرعته بمقدار 5 مرات، من 2 إلى 10 ميغابيت/ثا. كما مكنت الاستثمارات المسخرة من تقديم عروض سرعات أعلى للمشتركين تصل إلى 1 جيغابيت/ثا، مع تخفيض أسعار عروض التدفقات العليا، من أجل حث وتشجيع المشتركين على الإقبال عليها.
48 مليون مشترك في الهاتف النقال
أما فيما يخص الأنترنت النقال، فالحرص على توسيع الشبكة لتمكين المواطنين من تغطية جيدة، مع السهر على التحسين المستمر لنوعيتها، شكل أهم محور تدخل قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، لاسيما من خلال متابعة مشاريع نشر تكنولوجيا الجيل الرابع، التي تواصلت بوتيرة متصاعدة على كامل التراب الوطني، ليتجاوز معدل التغطية بتكنولوجيا الجيل الرابع 85 بالمائة من الساكنة.كما كللت الجهود التي بذلها القطاع، لاسيما في ميدان تنظيم الطيف الترددي، من خلال وضع حزم ذبذبات إضافية تحت تصرف المتعاملين، وكذا المشاريع المجسدة ميدانيا من قبلهم، بمنحنيات تطور إيجابية. إذ تجاوزت الحظيرة الاجمالية للمشتركين في الأنترنت النقال 48 مليون اشتراك، بعد أن كان عددهم يقدر بـ 37 مليون اشتراك في بداية سنة 2020. ع سمير